عبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات عن تقديرها البالغ وامتنانها العميق للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا، لاحتضانه اجتماع الدورة ال20 للجنة القدس التابعة لمؤتمر التعاون الإسلامي. ووصفت الهيئة، في بلاغ لها توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، هذه الخطوة بأنها "مهمة وضرورية في ظل الأوضاع الراهنة في مدينة القدسالمحتلة، وما يحدق بالمسجد الأقصى المبارك من خطط تهويدية ومشاريع تلمودية تتمثل في مواصلة حفر الأنفاق أسفله، وإقامة الكنس داخله والاقتحامات اليومية لباحاته". وأشادت الهيئة بالجهود التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس لدعم القدس ونصرة مقدساتها. من جهته، دعا الأمين العام للهيئة السيد حنا عيسى إلى مواصلة الجهود لفضح انتهاكات الاحتلال وتعرية ممارساته التهويدية في المدينة المقدسة أمام العالم أجمع، مناشدا لجنة القدس بتفعيل قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالوضع القانوني لمدينة القدس وتحميل المسؤولية لمنظمة اليونسكو بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية. وأكد السيد عيسى، يضيف البلاغ، على ضرورة اتخاذ لجنة القدس في مؤتمرها خطوات عملية وضرورية لدعم مدينة القدسالمحتلة، وخاصة القطاعات الهامة المتمثلة في الصحة والإسكان والتعليم، لما لها من أهمية في تجذر المقدسي في أرضه ومقاومته لمشاريع الاحتلال التهويدية. وفي هذا الصدد، استحضرت الهيئة الإسلامية المسيحية المسؤولية الكبرى التي تحملها جلالة المغفور له الحسن الثاني برئاسته للجنة القدس، التي تشكلت بقرار منبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة بمدينة فاس عام 1979، حيث دأب جلالته رحمة الله عليه على نصرة القدس ومقدساتها وأهلها. وذكرت أنه في 5 يناير 1988، ترأس جلالة المغفور له الحسن الثاني، بالقصر الملكي بإفران، أعمال الاجتماع العاجل للجنة القدس الذي دعا جلالته إلى عقده لبحث الوضع القائم في القدس الشريف والانتفاضة الفلسطينية، ونتيجة لخطابه السامي، انتزع جلالته من خلال الرسالة الجوابية التي تلقاها من الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغن أول اعتراف أمريكي رسمي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما تطرقت إلى الدور الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس، التي بادر جلالة المغفور له الحسن الثاني إلى تأسيسها، للحفاظ على هوية مدينة القدس الشريف وطابعها الديني والثقافي والحضاري ودعم المقدسيين وكافة أفراد الشعب الفلسطيني في صمودهم ضد الكيان الصهيوني الغاصب، حيث بدأت الوكالة منذ تأسيسها في تمويل المشاريع والبرامج التي تدعم وتعزز الوجود العربي والإسلامي في القدس الشريف بشراكة وتعاون مع المؤسسات والفعاليات العربية الإسلامية والدولية. وأكدت الهيئة أيضا على أهمية الجهود التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس التي قالت إنه "خير خلف لخير سلف"، حيث لم تقتصر جهود جلالته، يضيف البلاغ، "على التحركات الدبلوماسية ومساعيه لدى قادة الدول العظمى والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي? بل شملت تكثيف الاتصالات مع كل من الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة باعتباره المؤتمن على تنفيذ القرارات الأممية واحترام الشرعية الدولية، والاتحاد الأوروبي بالنظر للدور الفاعل الذي يقوم به الاتحاد داخل الرباعية الدولية، فضلا عن بابا الفاتيكان لما له من مكانة روحية واهتمام بالسلام، وكذا حرصه على المقدسات المسيحية بالقدس وعلى التعايش بين مختلف الأديان، والمدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)". وبعدما ذكرت بتبرع جلالة الملك في سنة 2010 بمبلغ ستة ملايين دولار من ماله الخاص لوكالة "بيت مال القدس الشريف" لدعم مشاريعها العديدة في القدس الشريف، فضلا عن تمويل الحكومة المغربية كامل موازنة الوكالة، أبرزت الهيئة إنجازات الوكالة لفائدة القدس والمقدسيين في المجالات الاجتماعية والتعليمية والصحية، وفي مجال الإغاثة الإنسانية والإسكان. وحفاظا على ذاكرة فلسطين وإسهاما في توثيق جزء من تاريخها الحافل بالأحداث? يضيف البلاغ، أقامت الوكالة في مقرها بالرباط بداية من عام 2009 مكتبة متخصصة في تاريخ القدسوفلسطين لحفظ نسخ من النفائس والكتب والمخطوطات التي يمكن الحصول عليها من مصادر مقدسية وعالمية? وتم تجهيزها بالنظم المعلوماتية المتطورة وفتحها في وجه الدارسين والباحثين والمهتمين? وهي تضم إلى حد الآن أكثر من 5400 عنوان متخصص? بملغ استثمار قدره 400 ألف دولار إلى حد الآن. كما أطلقت الوكالة، في هذا السياق، مشاريع من بينها مشروع توثيق البلدة القديمة في القدس لتوثيق 3600 موقع داخل البلدة القديمة ومركز "يبوس الثقافي" ودعم الهيئات العاملة في القدس بغلاف مالي بلغ 1,3 مليون دولار، ومشروع كتاب تدوين تاريخ القدس لتدوين تاريخ القدس منذ الاحتلال الإسرائيلي إلى عام 2010، ينفذ في مدينة القدس وبالأخص داخل المسجد الأقصى وفي قسم المخطوطات والتراث. ولم يفت الهيئة التعبير عن "الشكر والعرفان لجلالة الملك محمد السادس على جهوده وتحركاته المستمرة لدعم القضية والشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وقيادته للجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف".