يبدو أن لا مجال للشيخ الزمزمي لإصدار فتاويه الغريبة إلا مجال الجنس والعلاقات الحميمية حيث لا تكاد الأمة تستريح من فتاويه العجيبة حتى يخرج علينا بفتوى أكثر غرابة ، دائما في مجال الجنس حتى أصبحت فتاوى الجنس ملتصقة بالشيخ العظيم ، بل أصبحت من اختصاصه دون غيره من العلماء . لم تكن الفتوى التي أطلقها الشيخ الزمزمي " مفتي الجنس " والتي أجاز فيها للفتاة بترقيع غشاء البكارة في حالة تعرضها لاغتصاب أو حادث أو في حال التغرير بها تحت وعد بالزواج سوى استكمال لمسار الرجل في مجال الإفتاء الذي أصبح عنده "بحال السلام عليكم" والذي ينحصر عنده في مجال الجنس وكل ما يتعلق به. ليست هذه هي المرة التي يطلق فيها شيخ الشيوخ المثير للجدل لمثل هذه الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وليست هذه المرة التي ينتحر فيها الدين باسم هذا الرجل الذي يمكن القول أن بينه وبين الدين مسافة شبيهة بتلك التي بين السماء والأرض فبعد الفتوى التي أجاز فيها للرجل ممارسة الجنس على جثة زوجته التي أظهرت أن الرجل بعيد كل البعد عن مجال الإفتاء ، وبعد فتوى الجزر التي أجاز للمرأة أكانت متزوجة أو عازبة بأن تستعمل الجزر في عملية الإستمناء أو القضيب البلاستيكي حيث اعتبر أن عملية استعمال الجزر أفضل من سقوطها في الزنا كما تفضل شيخنا المبجل ، لم يتوقف مفتي الجنس عند هذا الحد بل أجاز للمرأة الحامل شرب الخمر وأباح للاعبين الإفطار في رمضان ، بل في فتوى له يجيز للرجل فعل ما شاء بزوجته والعكس صحيح ، بما في ذلك مص قضيب الرجل ولحس فرج الزوجة لتحقيق ما يعتبره الشيخ الفاضل بالمتعة الجنسية التي لا يمكن أن تتحقق في نظره إلا عبر هذه السلوكات التي لا يقبلها العقل السليم . بشرى لمن ينتظر مثل هذه الفتاوى الغريبة من شيخ الجنس الذي يشجع على الزنا بشكل لا يدع مجالا للشك ، فماذا يعني الشيخ بفتوى ترقيع غشاء البكارة خاصة عندما يتحدث عن الحالات التي يمكن للفتاة أن تتعرض فيه لتغرير أو وعد بالزواج يؤدي بها إلى فقدان غشاء بكارتها ، ألا يقصد السيد الزمزمي بحالة التغرير تحت وعد بالزواج ممارستها للجنس خارج إطار الزواج مما يعني أنها ارتكبت جريمة الزنا التي ربما يعتقد الشيخ أنها لم تعد تشكل عائقا أمام من يحاول إشباع غرائزه وأمام من يبحث عن المتعة . غير بعيد عن الدمى والجزر ومضاجعة المسافر لزوجته وهي حائض وفتوى شرب الخمر بالنسبة للحامل وفتوى ممارسة الجنس على الأموات ، فإن هناك عدة أسئلة تطرح فيما يتعلق بهذه الفتاوى التي تقتصر فقط على مجال العلاقات الجنسية والحميمية بين الرجل والمرأة دون الخوض في المجالات الأخرى التي ربما لها أهمية أكبر من مجال الجنس المفضل عند الشيخ الزمزمي وأتباعه الذين ينتظرون مثل هذه الفتاوى التي تفتح لهم الطريق وتكسر جميع الحواجز التي تقف عائقا أمامهم لممارسة حرياتهم كما يعتقدون . ربما الشيخ الزمزمي تحول من عالم يبث في النوازل إلى نازلة تحتاج إلى من يصدر في حقها فتوى ، فالرجل لم يدع وسيلة إلا وتحدث عنها كلها في مجال الجنس وإشباع الغرائز وكأن الحياة مبنية على الجنس لا غير ، كنا نأمل أن يعيد الشيخ النظر في كل تلك الفتاوى خاصة بعد تلك التي يجيز فيها للمرأة استعمال المهراز والجزرة لإشباع رغبتها الجنسية ، حيث اعتذر بعد ذلك للنساء وقلنا إنها النهاية لتلك المهزلات التي دخل بها عالم الفكاهة والضحك من أوسع أبوابه ، لكن على ما يبدو فالشيخ "مبلي" بفتاوى الجنس ومهووس بالظهور ولو كان ذلك على حساب الدين . شيخنا المعظم والذي لا يفوت فرصة ليطلق فتاويه من حين لآخر دون التريث في مسألة الإفتاء التي تتطلب الوقت الكافي قبل الإقدام عليها ، يدعي أن ما يقوم به هو الصواب عينه يفرضه العصر والتغيير الذي صاحب المجتمع ، لذلك لا بد من مسايرة العصر على حد قول شيخنا المبجل حتى لو كان ذلك يخالف الشرع كما هو الحال مع فتوى البكارة التي يشجع فيها بصراحة على الزنا ومن بعد ذلك التوبة وترقيع البكارة حفظا لماء وجهها ومن العار الذي يمكن أن يلاحقها بعد ارتكابها لجريمة الزنا . لا نعلم حقيقة ما إذا كان الشيخ الذي أثار جدلا كبيرا في الإعلام سواء المكتوب أو المقروء أو المرئي يقبل بأن تكون عائلته هي الأخرى معنية بهذه الفتاوي التي يطلقها ، وهل سيسمح لإبنته أن تمارس الجنس مع حبيبها خارج إطار الزواج ، ثم بعد ذلك تقوم بترقيع غشاء البكارة إن هو تركها ؟ أم أن الشيخ غير معني بذلك ولا يرضى أن يدخل المهراز والجزر إلى بيته ويبقى ذلك مقتصرا على أبناء المغاربة الذين يعتقدون أن لديهم علماء يبثون في النوازل ويوجهونهم إلى الطريق الصحيح وفقا للمنهج الصحيح ،دون أن يعرفوا أن هؤلاء أصبحوا نوازلا أكبر من أن يتم البث فيها . ربما الشيخ لم يجد من طريقة تجعل منه بطلا في الساحة بعد أن فشل في السياسة لذلك يقدم على مثل هذه الفتاوى عساه يحقق بالجنس ما لم يحققه بالسياسة ، وبالفعل كان له ما يتمناه ، حيث استطاع الشيخ أن يكون مثالا لرجل أفنى عمره في خدمة الجنس وما جاوره وبذلك يستحق جائزة نوبل للجنس بامتياز جزاء ما قدم من تضحيات في سبيل المتعة والجنس .