يقبل معظم الأوروبيين على تناول الهليون نظراً لفوائده الغذائية ومذاقه الشهي. وفي ألمانيا بالذات يعد الهليون في غاية الأهمية، ويقبل الألمان عليه بمختلف أنواعه، كما يتفننون في طهيه بطرق متعددة. ورغم ميزاته الصحية وطعمه اللذيد إلا أنه ليس من الخضار الشعبية الدارجة في البلدان العربية. ولا يعتبر الهليون نباتاً حديث الاكتشاف، بل كان معروفاً في العصور القديمة، واستخدمه الناس آنذاك كغذاء، كما استخدموه في صناعة الأدوية نظراً لنكهته القوية وصفاته النادرة. كما عرفه العرب القدماء وورد ذكره في كتاب "المعتمد في الأدوية المفردة" لابن رسول كملين للمعدة، ومدر للبول، ونافع لوجع الظهر والورك.
وجاء الطب الحديث ليؤيد ما ذكره الأطباء القدامى، وليضيف إليه قدرة الهليون على منح آكله مقاومة قوية للتعب. فقد ذُكر أن ملاكماً محترفاً استطاع دخول حلقة الملاكمة خمس مرات في خمسة أيام متتالية دون أن يصاب بالتعب، بسبب اقباله على تناول الهليون. وكان الكشف الطبي المهم، الذي اعلن عنه منذ سنوات حول ظهور إسبارتات "هليونات" المغنيزيوم والبوتاسيوم، انذاراً بظهور دواء جديد يكافح التعب وينشط الجسم.
وللانتفاع منه بشكل كبير يجب اختيار الهليون بحيث يكون طرياً، غضاً، ندياً متماسك القوام، غير رخوٍ، فإذا كان عكس ذلك، فهو اذن قديم مضت على قطافه أيام عدة. والهليون الناضج تماماً هو الذي تلونت رؤوسه بلون وردي خفيف، فإذا مضى عليه وقت مال لونه إلى الاصفرار وتهدلت أطرافه. فإذا أردنا الاحتفاظ به غضاً طرياً فيجب أن نلفه بقطعة قماش رطبة، ثم نضعه في مكان معتدل الحرارة.
أما تقشير الهليون، فيجب أن يتم بلطف ورفق، ثم يغسل بالماء البارد، ويحزم في ربطات صغيرة كيلا ينكسر، ثم يلقى في ماء مغلي قليل الملح ويطهى لمدة تراوح بين 12 و15 دقيقة، حسب ضخامة الساق أو رقتها.
اكتشافات جديدة لفوائد الهليون الطبية: أكدت دراسات طبية عديدة أن الهليون يحتوي على نسبة عالية من حمض الفوليك، الذي يحتاجه الجسم، اضافة الى كونه مصدراً غنياً بفيتامين "سي"، وفيتامين "بي 6".
وذكرت دراسات حديثة أن الهليون يحسن المزاج ويقي من الاكتئاب، عدا عن أنه غذاء خفيف لا يحتوي على سعرات حرارية عالية، فإن خمسة براعم منه تحتوي على 25 سعرة حرارية فقط، وهذا يجعله مناسباً للرشاقة البدنية من الناحيتين الصحية والجمالية على حد سواء. كما يستخدم الهليون في الكثير من بلدان العالم في مكافحة الفطريات والالتهابات.
ويرى باحثون أن شرب الماء بكثرة ونيل قسط كاف من الراحة وتناول الأطعمة التي تحتوي على نبتة الهليون مفيد لعلاج الصداع الذي يسببه الافراط في تناول الكحول.
استعمالات الهليون العلاجية (للجسم من الداخل)
-مغلي الجذور: يغلى ما مقداره 30-20 غراماً من الجذور لمدة عشر دقائق في ليتر من الماء ثم تستحلب لفترة مماثلة، ويصفى ويشرب على جرعات طوال اليوم لتسهيل ادرار البول.
وتناول فنجان من هذا المغلي قبل الطعام بعشر دقائق ثلاث مرات يومياً يفتح الشهية للأكل. وينصح بهذا المغلي كذلك لمن يشكون من انزعاجات كبدية. وتناول كوب من المغلي على الريق خير دواء لانحباس البول.
-صبغة الجذور: ينقع 150غراماً من جذور الهليون المقطعة والمجففة في كوبين من الكحول (عيار 60 درجة) لمدة اسبوعين، ويرج الاناء أثناء فترة النقع يومياً. يصفى بعدها ويضاف الحاصل إلى شراب يحضر كالآتي: كيلو واحد من السكر يغلى في ليتر ماء فوق نار هادئة، ويحرك إلى أن يأخذ قوام الشراب، ثم تطفأ النار ويبرد، ويضاف إليه النقيع الكحولي، ويحرك بملعقة من الخشب، ثم يعبأ في زجاجات محكمة السد، ويحفظ في مكان بارد.
الجرعة: تناول ملعقتين كبيرتين في اليوم، بعيداً عن وجبات الطعام، يفيد في علاج الصفير والاحتقانات الكبدية.
-شراب الهليون: ؤخذ أطراف الهليون الندية، وتعصر، ويصبر على العصير حتى يبرد ثم يصفى بشاش، ويضاف إليه وزنه مرتين من السكر، ثم يغلى في وعاء ضمن وعاء آخر فيه من الماء ما يكفي لغمر ثلثي وعاء الشراب .. ويصبر عليه يغلي فوق نار هادئة حتى يأخذ قوام الشراب وتطفأ النار ويبرد، ثم يعبأ في وعاء محكم السداد.
-الجرعة: 3-2 ملاعق كبيرة تؤخذ بعيداً عن مواعيد الطعام، وتعالج به الاضطرابات القلبية، وتسكين الخفقان، عدا أنه مهدئ، وينصح به ضد احتباس البول.
تحذيرات: -الهليون مخرّش للجهاز البولي، وعليه فإن الاكثار من تناوله (طازجاً أو معلباً) يسبب التهاباً في المثانة.
-يحظر تناول الهليون، كدواء أو كبقل يؤكل مع الأطعمة، على العصبيين ومتوتري الأعصاب، والمصابين بالنقرس أو الروماتيزم.
-يحظر الهليون، سواء كبقل للأكل أو كعلاج، على المصابين بالتهاب في المسالك البولية، أو بحصيات في الكلى، أو بالبروستات أو بالتعقيبة.