بعد الصفعة التي تلقتها البوليساريو على إثر فشلها في استصدار قرار أممي يقضي بتوسيع مهمة مينورسو لتمتد إلى مراقبة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية، تحركت آلية الدعاية والتحريض الانفصالي بمدينة العيون يوم الجمعة من خلال تعبئة مجموعة من المحسوبين على أطروحة الانفصال، حيث تجمع العشرات من النساء والأطفال في شارع اسمارة رافعين ألوان ما يسمى " الجمهورية الصحراوية "، معرقلين حركة المرور ورافعين شعارات معادية كان الغرض منها استفزاز المواطنين والدفع بأفراد القوة العمومية إلى الاحتكاك بهم وافتعال سيناريو الضحية، وبعد ذلك استثمارها في حملة دعائية معادية مع سبق التنظيم والإصرار والترصد. بشعارات مستفزة من قبيل " الصحراء حرة حرة والمغرب برا برا " و " Viva polisario "، شرع المتجمهرون في تقمص أدوار المسرحية التي حُبكت مشاهدها مسبقا وبدقة، في حين كانت عدسات الهواتف المنقولة وكاميرات الجيب المتطورة مثبتة في اتجاه رافعي الشعارات في انتظار تدخل عناصر القوة العمومية، وموازاة مع ذلك انتصبت "مراقبتين " من أمنيستي أنترناسيونال بهوامش التجمهر تترصدان ردود فعل القوات المكلفة بإنفاذ القانون. بيلدوزر التحريض كان يتزعمه انفصاليون حتى النخاع، حيث على قائمة المهيجين برز محمد علوات و مريم ابراهيمي و محمد الحنين وبابا العربي و لمات زغمان وداكنة المساوي وغيرهم، في حين التحقت بقافلة المتجمهرين زعيمة المحرضين أميناتو حيدار التي لم تفارق المواطنتين الفرنسيتين، قبل أن تقوم الأولى بتوجيه نظر " المراقبتين الحقوقيتين " صوب مشهد بطلاه فتاة وشاب قام الأول بافتعال مشهد الانهيار والإغماء فيما افتعلت الثانية صورة الضحية المصابة. عناصر القوة العمومية، التي كانت متسلحة بتعليمات روتينية بضبط النفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات، تنبهت لمغزى السيناريو المحبوك، فكان تدخلها بعد إنذار المتجمهرين وفي حدود ما يقتضيه التدخل لوضع حد للاحتلال غير المشروع للطريق العمومية، وبالرغم من التناسب الذي طبع تدخلها مع حجم الأخطار المحتملة، إلا أن أفرادها ووجهوا بالرشق بالحجارة أسفر عن إصابة 11 عشرة منهم وإلحاق خسائر مادية بأربعة سيارات للأمن، قبل أن يتفرق المتجمهرون في شكل مجموعات صغيرة رافعين شعارات معادية بعدما أجهضت عناصر الأمن محاولاتهم في عرقلة السير من جديد بوضع متاريس عليها.