أكد محمد الشيخ بيد الله أن افتتاح الدورة الربيعية ينعقد في سياق جهوي ودولي سياسي واقتصادي دقيق. واعتبر بيد الله في خطابه لافتتاح الدورة التشريعية الربيعية 2012-2013 أن زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى البرلمان المغربي شكلت حدثا متميزا، وهي الزيارة التي تميزت بإلقائه خطابا هاما أمام البرلمان بمجلسيه في جلسة مشتركة عقدت يوم 4 أبريل 2013. وتوقف بيد الله عند حصيلة عمل اللجان الدائمة بمجلس المستشارين، كما أبرز النشاط الدبلوماسي للمجلس سواء من حيث استقبال الوفود الأجنبية أو مشاركة بعثات المجلس في الملتقيات والمنتديات الإقليمية والدولية، وكذا انفتاح مجلس المستشارين على محيطه. واعتبر بيد الله أن أولويات العمل الدبلوماسي لمجلس المستشارين، تهم بالدرجة الأولى التعريف بتطورات قضية وحدتنا الترابية من خلال إعادة إبراز أهمية مقترح الحكم الذاتي كحل نهائي، عادل ودائم في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية لبلادنا لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية خصوصا في ظل التحولات الخطيرة التي يعرفها قوس الساحل- الصحراء. كما تهم يقول رئيس الغرفة الثانية التعريف بالنموذج الديمقراطي التنموي المغربي الذي مكن بلادنا من الانتقال السلس إلى مصاف الدول الديمقراطية المتقدمة في جو يسوده الاستقرار والاستمرارية، أحد مقومات هذا العمل الدبلوماسي وأهدافه الكبرى. وفي إطار عناية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالدبلوماسية البرلمانية، أبرز رئيس مجلس المستشارين توشيح كل من جيل بارنيو، رئيس مجموعة الصداقة الأوربية المغربية بالبرلمان الأوربي، وكريستيان كامبون، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي، بوسام ملكي من درجة قائد، وذلك اعترافا بمجهوداتهما في توطيد علاقات الشراكة والتعاون بين المملكة المغربية والإتحاد الأوربي من جهة، وبين المملكة المغربية وجمهورية فرنسا من جهة ثانية، ودعما للدبلوماسية البرلمانية عموما وتشجيعا للعمل المشترك. وتناول بيد الله زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، لبلادنا، معتبرا إياها زيارة تهدف إلى إعطاء دفعة جديدة لمسار المفاوضات الجارية في اتجاه إيجاد حل سياسي، نهائي، دائم، وعادل لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية. كما أوضح بيد الله أن استقبال الملك لكريستوفر روس بفاس شكل مناسبة أكد فيها جلالته على نجاعة ووجاهة المقترح المغربي كحل مبتكر أخرج الملف من حالة الجمود في تناسق تام مع طموح وتطلعات ساكنة تلك الربوع وانسجاما مع مقتضيات القانون الدولي وما تفرضه التغيرات الدولية والإقليمية الضاغطة. وعلى مستوى أنشطة مجلس المستشارين الإشعاعية، أشار بيد الله إلى تنظيم المجلس لندوة دولية حول "المواطنة والسلوك المدني"، و ذلك لإثارة انتباه المواطنين إلى قيم المواطنة والإسهام في تملكهم لأدوات تجسيدها في سلوكهم اليومي. وهو اللقاء الذي تميز يضيف رئيس مجلس المستشارين بمشاركة أعضاء من الحكومة وبرلمانيين وفاعلين حقوقيين وباحثين جامعيين وخبراء مغاربة وآخرون من الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا للإطلاع على بعض التجارب الدولية في هذا الميدان. وتوج هذا اللقاء كما هو معلوم بإصدار "نداء المواطنة" الذي يدعو كافة الفاعلين إلى توطيد الترابط العضوي بين الحقوق والواجبات والالتزام به في الوجدان والفكر وتطبيقه في الممارسات.