أبرزت العديد من الدراسات الحديثة أن القراءة قد تكون خيارًا مفيدا ومناسبًا للمرضى المصابين بمشاكل صحية نفسية كانت خفيفة أو معتدلة، وقد بدأ استخدامها على نطاق واسع خلال القرن العشرين لهذا الغرض وأظهرت نجاحات يعتد ويعتمد عليها في مستقبل الابحاث الخاصة بالعلاج النفسي بالقراءة . نذكر أن للقراءة مكان مميز في خطط العلاج النفسي لتقوية الصحة النفسية على مستوى المجتمع، بالإضافة لاستخدامها كعلاج إضافي أو مساعد. يمكنها، في بعض الحالات، أن تكون بديلًا للأدوية المضادة للاكتئاب وتساعد في تسهيل العلاجات النفسية وزيادة فعاليتها وكفاءتها. يعتبر العلاج النفسي بالقراءة (أو القراءة الصحية) من الاختيارات ضمن برامج الرعاية الصحية النفسية المتدرجة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، على الرغم من أن هذه الطريقة على الأرجح قليلة الاستعمال. يتضمن العلاج بالقراءة النصوص المكتوبة، برامج الحاسوب أو التعبيرات المسجلة كصوت أو فيديو او أوديو. ما معنى العلاج بالقراءة ؟ العلاج بالقراءة أو ما يصطلح عليه علميا بالببليوثيرابيا Bibliotherapy هو استخدام القراءة او مواد قرائية مختارة كوسائل علاجية مساعدة في الطب النفسي وكذلك في التوجيه إلى حل المشاكل الشخصية من خلال القراءة الرشيدة والمتعددة .2متطلبات العلاج بالقراءة كعلم يتطلب علم القراءة أو الببليوثيرابيا كعلم : عناصر بشرية تدخل فيه على النحو الآتي: _ المريض المعالج – أعضاء الهيئة الطبية النفسية (طبيب –ممرضة...) للقيام بتحليل دقيق لحالة المريض مع تحليل لاحتياجاته من جانب الهيئة الطبية المكلفة وا تشمل الاحتياجات الكتب وبمساعدة من امين أو مسؤول المكتبة . مجموعة كافية ومتنوعة من الكتب والمجلات وغير ذلك من المواد المكتبية المست إنشاء حدثة موجود في المكتبة بما فيها الكتب الالكترونية . مع العلم أن المطلوب من الطبيب المعالج التنسيق والعمل جماعة مع امين او مسؤول المكتبة لوضع تقارير دقيقة بحيث يعمل الأمين أو المسؤول والمواكب لعملية القراءة على كتابة ملاحظاته ورفعها للطبيب المختص المعالج. عودة على بدء ..تاريخ المفهوم : مفهوم العلاج النفسي بالقراءة مفهوم من المفاهيم المركزية من مفاهيم علم المكتبات والمعلومات أشاد به قديما المصريون القدماء وكذلك عرف عن الإغريق إختصاصهم في هذا المجال فحسب ماذكرته كتب الطب التاريخية ، فقد كانت للطبيب اليوناني جايتوس مكتبة ( مصحة) متاحة للجميع وتوفر علاجات ولاسيما لأعضاء فريقه العاملين في مشفاه. وفي القرن الثالث عشر الميلادي كان القرآن الكريم يوصف كعلاج للمرضى الراقدين في مستشفى المنصور في القاهرة . فكرة العلاج النفسي بالقراءة ظهرت بالغرب في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وذلك بتخصيص شخص يقرأ أجزاء من الكتاب المقدس مثلا على المرضى، اما الممارسة الفعلية للعلاج بالقراءة كعلم قائم على ممارسة وقواعد وضوابط ممنهجة فترجع إلى تاريخ 1802م حيث اطلق الدكتور بنيامين رش -Benjamin Rush – دعوته لاستخدام القراءة كعلاج للمرضى العقليين ثم أوصى بعد ذلك بسنوات بضرورة استخدام القصص والكتب الدينية ضمن "روشتة" العلاجية لمرضاه العقليين، وتوسع بعد ذلك بنيامين رش في تنويع المواد القرائية بحسب احتياجات مرضاه، وبعد ذلك تطور مفهوم العلاج بالقراءة ليشمل حتى الأشخاص العاديين ، وانشأت المكتبات في المستشفيات والسجون ، وزادت الأبحاث التي تعنى بالعلاج بالقراءة في الدول الأوروبية ، وبدأ العلماء والاطباء بوضع قوائم ببيلوجرافية تتضمن الكتب التي تصلح في العلاج النفسي.