شكلت سبل اغتنام فرص الاستثمار والشراكة الجديدة ترقبا لاتفاق التبادل الحر بين المغرب وكندا٬ محور يوم للتفكير احتضنته أمس السبت دار المغرب في مونريال وتناول أيضا تعزيز مشاريع المغاربة المقيمين في كندا لتحقيق النتائج المتوخاة على مستوى المبادلات التجارية والاستثمارية. وشكل اللقاء٬ الذي نظمه منتدى الكفاءات المغربية المقيمة في كندا بمشاركة ممثلي مؤسسات كندية ومغربية وفاعلين جمعويين٬ مناسبة للاطلاع على مدى تقدم اتفاقية التبادل الحر بين كندا والمغرب والأدوات المالية التقنية التي تم وضعها لدعم المقاولين وحاملي المشاريع. وأبرزت سفيرة المغرب في كندا السيدة نزهة الشقروني٬ في افتتاح اللقاء٬ أن المغرب وكندا جمعتهما باستمرار قيم وتطلعات مشتركة٬ مضيفة أن الأمر يتعلق في الوقت الراهن بالرقي بالعلاقات الاقتصادية إلى المستوى الممتاز للعلاقات الدبلوماسية القائمة بين البلدين٬ عبر الانخراط في منهجية مشتركة لإبرام اتفاقية للتبادل الحر. وأشارت السيدة الشقروني٬ الى أن الاقتصاد المغربي يتميز بتنوعه وصلابة نظامه البنكي٬ معتبرة أنه في السياق الراهن للأزمة الشاملة٬ يظل المغرب إحدى البلدان النادرة الي تتوفر على أفق نمو إيجابي ومستقر. وتخول المملكة٬ التي تمكن المستثمرين من الولوج لسوق تضم 34 مليون مستهلك٬ لهؤلاء أرضية مثلى بالنسبة لأوروبا والمغرب العربي والشرق الأوسط٬ حسب كلمة للسفيرة تلتها نيابة عنها مديرة دار المغرب السيدة واسان زيلاشي. ودعت السيدة الشقروني بهذه المناسبة الكفاءات المغربية المقيمة في كندا للمزيد من التعبئة من أجل تعزيز العلاقات المغربية الكندية في جوانبها المتعلقة بنقل الخبرة والمعرفة وتشجيع الشراكات الاقتصادية والاستثمارية. من جانبها٬ أكدت المفاوضة الرئيسة الملحقة بوزارة الشوؤن الخارجية والتجارة الدولية الكندية جنيفييف طوماسان٬ أن المغرب "يمثل شريكا مميزا بالنسبة لكندا"٬ مبرزة أن التفاوض بشأن اتفاق للتبادل الحر بين المغرب وكندا سيشكل "أولوية" بالنسبة لحكومة بلادها. وبعد التذكير بجولات المحادثات المنعقدة في هذا الأفق٬ أكدت المسؤولة الكندية أن بلادها "مرتاحة للتقدم الذي تحقق في إطار المفاوضات الخاصة باتفاق التبادل الحر بين كندا والمغرب التي جرت جولتها الثالثة في يونيو الماضي بأوطاوا بعد جولتين سابقتين بأوطاوا (أكتوبر 2011) والرباط (مارس 2012)". وأبرزت المسؤولة الكندية أن إبرام هذه الاتفاقية سيمثل "سابقة في علاقات كندا مع البلدان الإفريقية"٬ علما أن البلدين خلدا في 2012 الذكرى الخمسين لإرساء علاقاتهما الدبلوماسية الثنائية. وأوضحت أن قيمة المبادلات الثنائية للبضائع بلغت 522,6 مليون دولار في 2012٬ مقابل 418,9 مليون دولار في 2011٬ في حين بلغ حجم الواردات المغربية 368,5 مليون دولار في 2012 والصادرات 154,2 مليون دولار. من جهتها٬ دعت مديرة دار المغرب الفاعلين الجمعويين والكفاءات المغربية المقيمة في كندا لمضاعفة الجهود من أجل مواكبة ورش التنمية الذي تم إطلاقه في المملكة والعمل على ترسيخ العلاقات المغربية الكندية. وأبرزت السيدة زيلاشي أن الشراكة الواعدة التي أبرمتها مع منتدى الكفاءات المغربية المقيمة في كندا في شتنبر الماضي ستخول تنظيم عدة مناسبات تتمحور حول مواضيع تهم عن قرب المغاربة المقيمين في كندا. وتهتم دار المغرب بالجالية المغربية في كندا التي يبلغ تعدادها 120 ألف شخص يقيم 80 في المئة منهم بالكيبيك٬ إلى جانب باقي الجاليات بكندا٬ مساهمة بذلك في تشجيع التبادل بين الثقافات. واعتبر رئيس منتدى الكفاءات المغربية المقيمة في كندا السيد محمد بوكوري أن هذا اليوم للتفكير يندرج في إطار عمل المنتدى الرامي لتشجيع قيم العيش المشترك والانفتاح على الآخر وإرساء جسور للتبادل الثقافي والاجتماعي بين الشعبين الكندي والمغربي. وذكر ممثل الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج بدوره بمختلف الأعمال المنجزة لفائدة الجالية المغربية٬ خاصة إحداث صندوق تطوير استثمارات المغاربة المقيمين في الخارج الذي يتوخى تشجيع استثمارات مغاربة العالم٬ وأرضية "ويب مغربكم" التي تستهدف بالأساس الجالية المغربية المؤهلة المقيمة في كندا. وقام المشاركون في اللقاء بتحديد الآليات الملائمة لإرساء شراكة نشيطة ومستدامة بين السلطات الحكومية لبلد الاستقبال والكفاءات المغربية.