عاش الشعب المغربي أياما عصيبة ستبقى راسخة في أذهان الصغار والكبار بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب مختلف المناطق خاصة الحوز وترودانت ومراكش...، خلف خسائر كثيرة في الأرواح والممتلكات...، بالإضافة إلى معاناة الجرحى واليتامى والشيوخ وكل الفئات التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها متشردة بدون مأوى، ذهب كل ما تملك وخرجت تستغيث بالجوع والعطش والبرد تقضي نسوة ورجال. مشاهد وأخبار مؤلمة جدا تدمع العين، عندما تسمع الأعداد التي قضت نحبها، وترى جثثا منتشرة في كل مكان، ومدارس خاوية على عروشها؛ لأن تلامذها تحت الأنقاض بعدما فرحوا بالعودة إلى الأقسام وأخذوا لوازمهم وعانقوا أساتذتهم في أول يوم، واخرون بدون دراسة ولا تعليم لحد الساعة؛ لأن مدارسهم دمرت بالكامل. هي بالفعل حالة مزرية وظروف محزنة عاشتها دواوير تلك المناطق ولازالت تعيشها، لكن لا رد لقضاء الله. أسماء الدواوير لم نسمع بها يوما خرجت إلى الوجود كأنها ليست من هذا الوطن. والكل يتساءل أين عاش هؤلاء الناس؟ وكيف كانت حياتهم؟ أين الطرقات والمستشفيات والعيش الكريم؟ أين من صوتوا لهم في الانتخابات؟ أليست في قلوبهم رحمة ولا شفقة ولا رأفة؟ ألا يخجلون الآن من أنفسهم عندما تقصدهم قوافل المساعدات ولا يجدون الطريق؟ الحمد لله نحن شعب عظيم يواجه الأزمات بمَلكه وشبابه الذين وقفوا وقفة رجل واحد؛ تضامنا مع الأسر المتضررة جراء الزلزال، أينما وليت وجهك تجد مساعدات غذائية وطبية وتبرعات بعضها في عين المكان، والاخرى في طريقها إلى المناطق المنكوبة: شباب وشيوخ، رجال ونساء كلهم رغبة وحماس لتقديم ما يمكن تقديمه لإخوانهم في مناطق الزلزال، تثلج صدرك مساعدات انطلقت من كل فج عميق متجهة الى المصابين واليتامى والأبرياء ومختلف الفئات التي تفترش الأرض وتلتحف السماء ليلا ونهارا متشردة هنا وهناك في مختلف الدواوير. المغاربة شعب الخير والجود والكرم والسخاء، شعب التلاحم والتكافل والتضامن والتآزر والتعاون.. قل مثيله في العالم، حتى الفقير والصغير ساهم ويساهم بما اتي لأنه قطعة لا تتجزأ من هذا الوطن المحبوب الذي يبهر العالم كل مرة، كلما وقعت أزمة واشتد الحبل يلتف الجميع بدون استثناء. فتحية شكر وامتنان لكم يا مغاربة، ما أجملك يا وطني! من جهة أخرى وفي الوقت الذي أعطى فيه جلالة الملك نصره الله تعليماته لكل المعنيين للتدخل، وأعلن الحداد الوطني في البلاد، ونرى شبابنا يسابقون الزمن لإيصال المواد الغذائية والأغطية إلى لأسر المنكوبة؛ للأسف الشديد لا أثر لأعضاء الحكومة ولا ناطقها الرسمي سواء بالصوت أو الصورة يتفقدون الضحايا في مختلف البؤر، أو على الأقل تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي: حزن، حسرة، خيبة، عزاء... لا شيء وكأنهم في سبات عميق. حتى نعطي لكل حق حقه تحية تقدير لأفراد القوات المسلحة الملكية ولرجال الدرك الملكي والوقاية المدنية وفرق الإنقاذ والصحة وجمعيات المجتمع المدني... على مجهوداتهم الجبارة منذ ليلة الزلزال إلى غاية كتابة هذه الأسطر، وستستمر لشهور. والشكر موصول للدول الصديقة على تضامنها معنا للتخفيف من محنة هذا الشعب العظيم الذي يفرح معه العالم إذا فرح (كأس العالم مثلا)، ويحزن معه إذا حزن (قضية ريان والزلزال أنموذجا).