تزامنا مع زيارته الأولى من نوعها إلى مدينة العيون المغربية، منذ تعيينه في أكتوبر 2021، مبعوثا أمميا إلى الصحراء، وجه الناشط الحقوقي والسياسي "مصطفى سلمى ولد سيدي مولود"، القيادي السابق في جبهة البوليساريو -وجه- رسالة عاجلة إلى "ستيفان دي ميستورا"، كشف من خلالها حقائق مثيرة، قال إنها ستكون مدخلا لحل الصراع المفتعل في الصحراء المغربية. وجاء في رسالة "مصطفى سلمى" المنفي في نواكشوط منذ 13 سنة: "في مثل هذا الشهر من عام 2010، تم اختطافي واعتقالي على حدود بلدة مسقط رأسي (امهيريز) شرق الحزام من طرف جنود تابعين للبوليساريو"، مشيرا إلى أنه: "بعد أزيد من شهرين على الاعتقال والإخفاء القسري، تم إبعادي ونفيي إلى موريتانيا حيث أعيش في وضع إستثنائي منذ ذلك التاريخ". وتابع الناشط الصحراوي ذاته قائلا: "كنت قبلها موظفا ساميا في جهاز أمن البوليساريو وأحمل بطاقة هوية كمواطن من (الجمهورية الصحراوية) التي تديرها البوليساريو في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتيندوف"، وأضاف: "جريمتي هي أني أعلنت في ندوة صحفية بأن الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب هو أفضل الحلول الممكنة لحل نزاع الصحراء، وقد اعتبرته الجبهة التي تطالب بتقرير مصير الصحراويين خيانة". كما شدد "مصطفى سلمى" عبر رسالته الموجهة إلى "ديمستورا" على أنه: "لست أول الصحراويين ولا آخر من يختلف منهم مع النهج الذي تدير به جبهة البوليساريو نزاع الصحراء، فمثلي كثر"، وتابع قائلا: "ستزورون مخيمات تيندوف، و يسوق لكم مشهد كرنفالي لنسوة وشباب يحملون أعلام البوليساريو ولربما يصرخون بغضب في وجهكم ضد ما يعتقدونه إهمالا من المجتمع الدولي الذي تمثلونه لقضيتهم". وفي مقابل ذلك، لفت القيادي السابق بجبهة البوليساريو، انتباه المبعوث الأممي قائلا: "لو سألت أي ممن ستلاقيهم هل فيكم من يحمل رأيا مخالفا لما تهتفون به، ستتأكد حتما من أن من يعيش في المخيمات ليسوا من تسميهم جبهة البوليساريو بالشعب الصحراوي"، مشيرا إلى أنه: "لا يوجد شعب في العالم بلون سياسي واحد و رأي واحد عدا كوريا الشمالية المعزولة عن العالم". كما أردف ذات المتحدث قائلا: "لقد مررتم بالمغرب الذي تصفه جبهة البوليساريو بالمحتل، و تملأ رفوف مكتبكم رسائل الجبهة بشأن إدعاءات الحصار الأمني وقمع الحريات واضطهاد النشطاء الصحراويين ومنعهم من التعبير عن رأيهم. ولكنكم التقيم مع ممثلين عنهم في العيون واستمعتم إليهم وخرجوا من لقائكم لم يمسسهم سوء"، وتابع: "لكنك في المخيمات حيث توجد كافة مؤسسات البوليساريو، لن تجد من يجلس معك من المخالفين، لأنهم ينفون مثلي أو يكرهون بشتى الوسائل على مغادرة المخيمات". ووجه "مصطفى سلمى" مناشدة إلى المبعوث الأممي، قال فيها: "أتمنى صادقا ان تطلب من قيادة البوليساريو و حكومة (الجمهورية الصحراوية) التي تدير المخيمات بتفويض من الجزائر أن ينظموا لكم لقاءا مع من يعارضون إدارتهم للنزاع ووجهة نظرهم في الحل"، قبل أن يتابع قائلا: "لا تستغرب إن لم تجد جوابا، فأول الدهر كان المخالفين يقتلون أو يسجنون وآخره يبعدون وينفون". كما شدد ذات المتحدث على أنه: "عندها ستعرف ويعرف العالم بأنكم إذا تمكنتم من فتح المخيمات وحماية من فيها، سيجد النزاع طريقه للحل بأقل التكاليف ودون تدخل من أحد". جدير بالذكر أن زيارة "ستيفان دي ميستورا"، لمدينة العيون، تتخللها اجتماعات بمشاركة الأطراف المعنية بقضية الصحراء، وذلك قبل أسابيع من عقد مجلس الأمن جلسات لمناقشة تطورات ملف الصحراء، وتجديد ولاية بعثة المينورسو التي ستنتهي في 31 أكتوبر القادم.