قال مدير مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط٬ أحمد حسني٬ إن المهرجان في دورته ال 19 وبعد أن راكم عدة تجارب متفاوتة الأهمية والأبعاد٬ "أضحى فعليا منبرا متجددا لتعزيز البعد المتوسطي للثقافة المغربية". وأضاف حسني٬ أن المهرجان الذي انطلق قبل نحو 28 سنة٬ "كسب ما يكفي من الخبرات مكنته من أن يتحول إلى حدث سينمائي متوسطي في فضاء يعرف تفاعلا ثقافيا قل نظيره في العالم٬ ويفتح نافذة للسينما المغربية للتعريف بإبداعاتها على مختلف مستويات الفن السابع". وأكد حسني أن تنظيم مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط في دورته الجديدة٬ التي ستلتئم ما بين 23 و30 مارس/آذار القادم٬ يأتي في "سياقات جديدة أهمها الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول السينما (أكتوبر/تشرين الأول 2012) التي شكلت خريطة طريق جديدة للرقي بالواقع السينمائي الوطني٬ وإعداد دفاتر تحملات في أفق بلورة سياسة عمومية مندمجة من شأنها الارتقاء بالفن السينمائي وملاءمة نظام التمويل العمومي مع الإنتاج الوطني وتعزيز البنيات التحتية"٬ معتبرا أن هذا المعطى الجديد "يفرض على القيمين على المهرجان مضاعفة الجهود ليكونوا في مستوى التحولات التي تعرفها السينما المغربية كما وكيفا". وأبرز حسني أن هذه التحولات الجديدة٬ بالإضافة إلى ما راكمه المهرجان من تجارب على مستوى عرض الأفلام والنقاشات العلمية المصاحبة٬ ستمنح للدورة الجديدة "زخما جديدا" شأنه في ذلك شأن باقي المهرجانات الوازنة التي تنظم بمختلف المدن المغربية كمراكش وخريبكة وأكادير وطنجة٬ مشيرا في ذات الوقت إلى أنه "ورغم هذا الاهتمام المؤسساتي بالمهرجانات الوطنية٬ فإن بعض الهيئات المنتخبة بإقليم تطوان لم تعر بعد الاهتمام الكافي للمهرجان كمحطة إشعاعية وثقافية مهمة تسهم في تحقيق التنمية المتوازنة للمنطقة". ومن جهة أخرى٬ اعتبر أحمد حسني أن الدورة ال 19 لمهرجان تطوان تتميز بمنح 13 جائزة وبمشاركة 90 إنتاجا سينمائيا في مختلف المنافسات تمثل 16 دولة متوسطية٬ منها 12 في صنف الأفلام الطويلة و15 في صنف الأفلام القصيرة و12 في صنف الأفلام الوثائقية٬ وستبلغ قيمة الجوائز المقدمة 360 ألف درهم. ويكرم المهرجان٬ حسب ذات المصدر٬ وجوها سينمائية مغربية وأجنبية مرموقة٬ وهم المخرج الإسباني فرناندو طرويبا والمبدع السينمائي التونسي رضا باهي والمخرج المغربي سعد الشرايبي والممثلة ثريا العلوي٬ كما سيكرم المهرجان السينما الجزائرية والسينما البرتغالية "في سياق حرص المهرجان على تعزيز ودعم التواصل الثقافي والإنساني بين مكونات حوض البحر الأبيض المتوسط". ويشهد المهرجان حضور 200 شخصية سينمائية من بينها 90 سينمائيا أجنبيا بارزا. وبموازاة العروض٬ ينتظر تنظيم ندوات ذات صبغة دولية وأخرى وطنية وحلقات نقاش تتناول إشكالات الحقل السينمائي في تفاعله مع محيطه الإبداعي٬ منها موضوع الإنتاج المشترك وعملية التوزيع وموضوع "السينما والتأليف" إضافة إلى موضوع "الموريسكيين" في بعده الثقافي والأكاديمي والسينمائي. كما سينفتح المهرجان هذه السنة٬ كما دأب على ذلك خلال السنوات المنصرمة٬ على المؤسسات التعليمية ونوادي السينما بالمنطقة عبر تنظيم ورشات تتطرق إلى مختلف مستويات العمل السينمائي٬ بحضور أسماء مغربية وأجنبية بارزة٬ والهدف منها إبراز بعض المواهب الشبابية وصقلها ومحاورة الإبداعات السينمائية اعتمادا على عدة نقدية وفكرية مؤطرة أكاديميا.