جدد مناضلو حزب "التجمع الوطني للأحرار" بجهة العيون الساقية الحمراء، ثقتهم في عضو المكتب السياسي محمد عياش، منسقا جهويا للمرة الثانية على التوالي، وذلك خلال أشغال المؤتمر الجهوي للحزب، المنعقد اليوم السبت بمدينة العيون. وترأس المؤتمر، القيادي مصطفى بايتاس، كما عرف حضور مجموعة من أعضاء المكتب السياسي، على غرار محمد شوكي، البرلماني ورئيس لجنة المالية بمجلس النواب، ومحمد البكوري، رئيس فريق "الأحرار" بمجلس المستشارين، ومحمد عياش، إضافة إلى برلمانيين منتمين لمختلف أقاليم الجهة ورؤساء التنظيمات والهيئات الموازية للحزب على المستوى الجهوي. وأجمع أعضاء المكتب السياسي في كلماتهم، على رفض التشويش الذي تتعرض له حكومة عزيز أخنوش، مؤكدين أن الحكومة قادرة على تجاوز الظرفية الصعبة التي تعرفها بلادنا، نتيجة ارتفاع نسب التضخم عالميا، وارتفاع أسعار مجموعة من أسعار المواد الأساسية على المستوى الدولي وخاصة المحروقات. وفي كلمته أكد القيادي التجمعي مصطفى بايتاس، أن المستقبل سينصف الحكومة التي يرأسها عزيز أخنوش، مؤكدا أن الحكومة الحالية تشتغل بعينين إثنين، الأولى منصبة على إصلاح قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل ودعم الاستثمار، وأخرى منصبة على تدبير انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على المغرب. وأشار أن الحكومة لن تتخذ تدابير ترهن بها مستقبل الأجيال القادمة، في إشارة منه إلى اللجوء للاستدانة الخارجية لمواجهة تحديات الأزمة، مؤكدا في ذات السياق أن الحكومة ورغم أنها تتخذ في ظل الظرفية الراهنة قرارات صعبة ومرة، غير أن المغاربة يتفهمون سياقها. وأكد ذات المتحدث أن "الحكومة الحالية جاءت في سياق صعب، لكن مكيخلعناش"، على حد تعبيره، مخصصا حيزا مهما من كلمته للحديث عن ارتفاع أسعار الطاقة على المستوى العالمي، مما له من انعكاسات على المستوى الوطني. وقال في هذا الصدد: "... بخصوص سعر الغازوال، فهو يبلغ يوم الثلاثاء الماضي في روتردام 1447 دولارا للطن، علما أن طن المحروقات يتضمن 1198 لترا، وبما أن سعر صرف الدولار مقابل الدرهم يصل إلى 10.08، فهذا يعني أن سعر لتر واحد من الغازوال في روتردام يصل إلى 12 درهما، من دون أن نضيف إليه تكلفة التنقل، والتخزين، ثم ضريبة الاستهلاك والضريبة على القيمة المضافة، إضافة إلى هامش الربح بالنسبة للمستورد ثم هامش الربح بالنسبة للبائع"، مشددا على أن "الحكومة تدبر هذا الملف بكل شفافية". وفي سياق متصل، قال عضو المكتب السياسي محمد شوكي، في كلمة مماثلة، أن حكومة أخنوش تمتلك من حس الابتكار والابداع والثقافة الاقتصادية، ما يجعلها تواجه مختلف التحديات الحالية"، مؤكدا أن "الحكومات الناجحة هي التي تولد من رحم الأزمات"، مشيرا أن التشويش الذي تتعرض له الحكومة من بعض خصومها سبب نجاحها في تدبير مجموعة من الملفات، وخاصة المتعلقة بتدبير انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على بلادنا. وأشار محمد عياش، عضو المكتب السياسي، ومنسق الحزب بجهة العيون الساقية الحمراء، أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يتمتع بنظرة ثاقبة في اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة الأزمة، وقال: "... رغم الاكراهات ما تزال الحكومة ملتزمة بتنزيل الالتزامات التي وعدت بها في البرامج الانتخابية، إضافة إلى معالجة تركات الحكومات السابقة، دون أن تنسى تنزيل الأوراش التي تهم النهوض ببلادنا لتجعلها في مصاف الدول المتقدمة". واسترسل في معرض كلمته: "... نحن في ظرفية اقتصادية صعبة، هناك دول استسلمت لتداعيات الأزمة وهناك دول ما زالت تواجهها، أما بلادنا فقد نجحت في تدبيرها، بحيث لا نكاد نرى لها تأثيرا، اللهم بعض انعكاسات ارتفاع أسعار الطاقة عالميا على بلادنا". وفي كلمة مماثلة، أكد محمد البكوري، رئيس فريق "الأحرار" بمجلس المستشارين، أنه "رغم الظروف الصعبة وإكراهات الإرث الحكومي، فالحكومة الحالية صمدت رغم أنها جاءت وسط إعصار من الأزمات يجتاح العالم"، مشددا على أن "الحكومة ستخرج منتصرة، لأن لديها القدرة على التفاعل السريع مع الأزمات، وهي ناضجة ومسؤولة". وأشاد في ذات السياق بمجهودات الحكومة من خلال "خلق دينامية في سوق الشغل عبر إطلاق برنامجيْ أوراش وفرصة"، خاتما حديثه بالتذكير بموقف حزب التجمع الوطني للأحرار الذي تفاعل مع محاولة اقتحام المهاجرين للسياج الحدودي بين الناظور ومليلية المحتلة، معبرا عن "تضامن الحزب مع جرحى القوات العمومية وتحميل مسؤولية ما حدث لشبكات تهريب والاتجار بالبشر التي تستغل مآسي المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء".