في انتظار المباراة الحاسمة التي ستجمع منتخبهم بجنوب أفريقيا مساء اليوم الأحد في دوربان، التقينا مغربيين في هذه المدينة الساحلية المطلة على المحيط الهندي وعبروا عن إحباطهم بالنتائج المخيبة ل "الأسود" في كأس الأمم الأفريقية 2013 وتفاؤلهم بشأن التأهل إلى الدور ربع النهائي. المغرب يتفادي الانسحاب المبكر ويحقق التعادل أمام الرأس الأخضر هل من المعقول أن ينتزع المنتخب المغربي، وهو أحد عمالقة كرة القدم الأفريقية، تعادلا بشق الأنفس وفي اللحظات الأخيرة أمام الرأس الأخضر، الذي يشارك في البطولة الأفريقية للمرة الأولى في تاريخه؟ محمد تومي غاضب من "أسود الأطلس" لأنهم برأيه "لم يقدموا ما عليهم" في مباراتيهم الأوليين، اللتين انتهتا بالتعادل أمام أنغولا (0-0) و الرأس الأخضر (1-1). النتيجتان يقول هذا الطالب"مخيبتان وغير مشرفتان لكرة القدم المغربية". "قررت الهجرة إلى جنوب أفريقيا غداة تأهلنا إلى النهائيات" قصة محمد (25 عاما) مع كأس الأمم الأفريقية 2013 بدأت في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2012 عندما تأهلت المغرب لنهائيات جنوب أفريقيا إثر فوز كبير 4-0 أمام موزامبيق في مراكش. وكان المغربيون خسروا مباراة الذهاب 2-صفر، ما أدى إلى إقالة المدرب البلجيكي إيريك غيريتس واستبداله برشيد الطاوسي. ويقول محمد، الذي كان يعمل محاسبا في شركة خاصة بمدينة الدارالبيضاء: "غداة هذه المباراة أمام موزامبيق، اتخذت قرار الهجرة إلى جنوب أفريقيا، أملا في مشاهدة كأس الأمم ومساندة أسود الأطلس". فباشر بالاستعدادات وترتيب الإجراءات الإدارية والمالية، ليتقدم بطلب لدى سفارة جنوب أفريقيا من أجل الحصول على تأشيرة دراسة، ثم استقال من عمله وشد الرحال إلى بلاد مانديلا. وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول، غادر الشاب المغربي بلاده إلى كيب تاون برفقة اثنين من زملائه، علي وماريا، لينضموا إلى الجالية المغربية في جنوب أفريقيا. والتقينا محمد ظهر الجمعة بالقرب من شاطئ مدينة دوربان الساحلية المطلة على المحيط الهندي، وغير بعيد منه ماريا التي ارتدت قميص الوداد البيضاوي، النادي الذي يعشقه كلا منهما. ماريا سعيدة بمساندة المنتخب المغربي وانتقل الزميلان من كيب تاون إلى دوربان مرورا بجوهانسبورغ وتابعوا المباراة بين المغرب وأنغولا في 19 يناير/كانون الثاني. ثم استقلا حافلة نقلتهم إلى دوربان ليصلوها بعد سفر متعب استمر 8 ساعات. وكلفتهما الرحلة كل ما ادخروه من مال منذ وصولهم إلى كيب تاون. وبالرغم من التعب ونقص المال، تشعر ماريا بالسعادة لأنها "حققت حلم" مساندة المنتخب المغربي في مشواره بالكأس الأفريقية. وقالت هذه الشابة التي تمارس رياضة الكونغ فو: "أنا سعيدة جدا بحضور منتخبنا المغربي في البطولة الأفريقية، وسعيدة بلقاء المواطنين المغربيين بهذه مناسبة". من جهته، يؤكد عبد السلام حبيب الله أحمد وهو رئيس جمعية الجالية المغربية في جنوب أفريقيا أن الكأس الأفريقية جمعت المغربيين، الذين أتوا من كل المدن الجنوب أفريقية وكذلك من المغرب. وقال: "إنها فرصة جميلة للقاء بعضنا البعض والدفاع بطريقتنا الخاصة عن الألوان المغربية". في طريقه إلى أستراليا، يستقر في جنوب أفريقيا أحمد حضر إلى دوربان قادما من جوهانسبورغ برفقة كل أفراد أسرته، وهو يحمل الجنسيتين المغربية والجنوب أفريقية. وروى لنا قصة حبه العجيبة مع بلاد مانديلا بتأن وبطء، فاسترجع ذكرياته وقال: "سافرت إلى فلوريدا في 1978، وبعد ستة أشهر عدت إلى المغرب. ثم قررت الهجرة إلى أستراليا، التي كان علي أن أقصدها عبر جنوب أفريقيا..." لكن لدى وصوله إلى جوهانسبورغ، نفذت أمواله فمكث ينتظر بعض الدراهم من عائلته في المغرب. "عشقت هذه البلاد واستقريت فيها، وأنا أعيش هنا منذ 18 سنة". ويقيم أحمد اليوم مع أسرته، التي يصنع أفراحها ولد في السابعة من عمره اسمه أمين. وكانت العائلة كلها في ملعب "موزيس ماديبا" بدوربان الأربعاء الماضي عندما تعادل "الأسود" مع الرأس الأخضر. ويعلق أمين على المباراة قائلا: "لقد أدينا مباراة ضعيفة جدا، وعلينا أن نتدارك أنفسنا أمام جنوب أفريقيا والتأهل إلى ربع النهائي". وختم أحمد بالقول إن "المغرب لديه مؤهلات وفرديات ترشحه للفوز في هذه المباراة وإحراز تأشيرة الدور المقبل". "سنفوز ونتأهل إلى الدور ربع النهائي" تركنا أحمد وأمين قرب شاطئ دوربان وانتقلنا إلى فندق "بروتيا" مقر إقامة المنتخب المغربي في دوربان، لنلتقي عصبة من الأصدقاء والأشقاء تجمعوا أمام المدخل بانتظار مصافحة مهدي بنعطية ويونس بلهندة ويوسف القديوي، وزملائهم. وعبر عبد المجيد، القادم من ستراسبوغ الفرنسية، عن أسفه لانفراد اللاعبين وعزلهم عن الأنصار، فيما شدد رشدي وهو من سيدي قاسم (شمال المغرب) عن استيائه ل "عدم استدعاء عدد أكبر من اللاعبين المحليين الذي وحدهم يعلمون قيمة الألوان الوطنية". لكن عندما خرج اللاعبون في طريقهم إلى التدريب، تصافح الجميع وتآزروا وتعهدوا على "بذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق التأهل إلى ربع النهائي". أما محمد تومي، فلا يتوقع سوى فوزا مغربيا أمام جنوب أفريقيا. وقال: "صحيح أني مستاء لمردود المنتخب، لكني متفائل بشأن صعوده إلى الدور المقبل لأن لاعبينا أقوى من الجنوب أفريقيين..."