تتضاءل الحماية التي تقدمها جرعتان من لقاحي بيونتيك/فايزر وأسترازينيكابعد أقل من ستة أشهر من تلقيها، حسبما أظهر تحليل لبيانات جمعت من تطبيق هاتفي، ما يشير إلى أن جرعات منشطة قد تكون ضرورية لضمان حماية مطولة. وهو بالفعل ما مضت إليه دول كإسرائيل وستلحقها قريبا الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا رغم إلحاح منظمة الصحة العالمية بالتريث في الأمر إلى غاية سدّ "الفجوات الصارخة" في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية أولا قبيل الشروع في إعطاء الجرعات التنشيطية. واستخدمت الدراسة بيانات حقيقية من العالم جمعت من تطبيق هاتفي لديه أكثر من مليون مستخدم ناشط، يقومون بإدخال تفاصيل عن لقاحاتهم ونتائج فحوصهم، يحللها الباحثون فيما بعد ومن بينهم علماء في جامعة كينغز كولدج بلندن. وشملت الدراسة أكثر من 1,2 مليون من نتائج الفحوص والمشاركين. لقاح أسترازينيكا الحماية المقدمة من أسترازينيكا تراجعت من 77 بالمئة بعد شهر على الجرعة الثانية، إلى 67 بعد أربعة إلى خمسة أشهر. وأكد كبير العلماء في تطبيق زوي، البروفسور تيم سبكتور، الحاجة إلى مزيد من المعطيات بشأن تغيّر فاعلية اللقاح بين مختلف الفئات العمرية. لكن الملاحظ أنه وفي المملكة المتحدة ارتفعت أعداد الإصابات بشكل كبير بعد إلغاء القيود الاجتماعية في تموز/يوليو، لكن حالات الدخول إلى المستشفى بقيت مستقرة خلال الشهر الماضي. ومع ذلك حذر البروفسور سبكتور من جامعة كينغز كولدج، من تضاؤل فاعلية اللقاح بين الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة، ما قد يؤدي إلى مزيد من الحالات التي تستدعي العلاج في المستشفى، والوفيات مع حلول الشتاء. وقال "أعتقد أنه في أسوأ سيناريو معقول يمكن أن تنخفض الحماية دون 50 بالمئة بالنسبة لكبار السن وعمال الرعاية الصحية بحلول الشتاء". وإذا ما استمرت معدلات الإصابة في الارتفاع مدفوعة بالمتحورة دلتا الأشد عدوى وتخفيف التدابير، "فإن هذا السيناريو يمكن أن يعني مزيدا من حالات دخول المستشفى والوفيات". وأضاف سبكتور "هناك حاجة ملحة لوضع خطط للقاحات معززة". لقاح بيونتيك- فايزر وتعد الدراسة الجديدة هي الثانية التي أشارت إلى تراجع نسبة حماية لقاح بيونتيك/ فايزر في خضم أسبوع. وكانت الأولى من إعداد علماء بجامعة أكسفورد ونشرت الأسبوع الماضي، توصلت إلى أن فاعلية هذا اللقاح تتراجع بشكل أسرع مقارنة بلقاح أسترازينيكا. وأظهر اللقاح الأمريكي الألماني الصنع فاعلية بنسبة 88 بالمئة بعد شهر على الجرعة الثانية، لكن حمايته تتراجع إلى 74 بالمئة بعد خمسة إلى ستة أشهر، بحسب التحليلات الأخيرة للبيانات التي أجرتها "دراسة زوي كوفيد". وهناك دراسة ثالثة نشرت نتائجها في دورية "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" أن استخدام لقاح بيونتيك/ فايزر يزيد أيضا من مخاطر التهاب القلب زيادة طفيفة لكن الخطر أكبر بين أولئك المصابين بفيروس كورونا. وقال الباحثون استنادا إلى بيانات من كلاليت للخدمات الصحية، وهي مؤسسة كبيرة لتقديم الخدمات الطبية في إسرائيل، إن من بين كل 100 ألف شخص حصلوا على اللقاح سيصاب على الأرجح ما بين شخص وخمسة أشخاص بالتهاب عضلة القلب. وأضافوا أن ذلك المعدل يكون أعلى بكثير، 11 لكل 100 ألف، بين الذين أصيبوا بفيروس كورونا. وتأتي البيانات بعد أيام من الموافقة على استخدام هذا اللقاح في الولاياتالمتحدة كأول لقاح تتم الموافقة عليه بشكل كامل لمن تزيد أعمارهم عن 16 عاما وهي خطوة من المحتمل أن تقنع المتشككين بأخذ جرعة اللقاح.