كتب يوميا العشرات من المقالات والتحليلات والتقارير الصحفية و مقالات الرأي.. لغاية واحدة، تحقيق حلم وطن حقيقي " ماشي ديال الشينوا " وطن واحد كما نريده جميعا باستثناء أولئك الذين يريدونه على مقاس نزواتهم و شهواتهم و أفكارهم الميتة منذ زمن ! وطن يجمع الكل دون متاهة الدخول في تصنيف البعض نفسه بمواطن جمهوري ومن تبقى من المواطنين ملكيون بالقوة ! حلم وطن.. لا يعيش على نشوة الخطط الاستعجالية والاستثناء في كل الأشياء.. وطن لا تُعبد طرقه عند منتصف الليل وتُبدل أغطية الأسرّة بمستشفياته فقط عند قرب الزيارات الملكية والوفود الأجنبية وإلا أصبحنا بذلك عند نهاية كل صلاة وبعد دعاء الاستغفار ندعو الله دعاء أخر اسمه دعاء "حُلول جلالة الملك" كل أسبوع و القيام بزيارات تفقدية لأحيائنا وأزقتنا المنسية والتي في مثل تلك المناسبات تزرع على جنبات طرقها أشجار الموز والبرتقال وتُنظف شوارعها بالماء ومساحيق التنظيف.. وتُصلح كل مصابيح الانارة العمومية و يوضع قرب كل "قنطرة موت" حارس أمن ! حلم وطن.. لا يستقيل منه المواطن ويفكر ألف مرة في اليوم في مغادرة طوعية عن وظيفته ولاتمارس فيه المواطنة بالنية ! عملا بحديث الرسول الكريم » ص « "إنما الأعمال بالنيات" . حلم وطن.. الرشوة والمحسوبية والزبونية فيه جُرم، وطن تموت فيه تلك "الخالة في العرس وباك صاحبي" حلم وطن تدرس فيه فنون الإنسانية قبل الفنون الجميلة والتكوين النفسي والاجتماعي وإنعاش العقليات قبل التكوين المهني و إنعاش الشغل ! نموذج وطن يحتضن مؤسسات حزبية حقيقة وليست " هولدينغ شركات خاصة " للتجارة في معاناة الشعب.. مؤسسات تتخلص من عقلية الماضي المظلم في التسييرالحزبي، وتحترف عقلية تدبير شؤون الوطن تحت قيادة كفاءات شبابه وأطره بإبداع و خلق أكثر ! نحلم بنموذج وطن.. مادته الأولية القليل من التضامن و التسامح و نكران الذات و الكثير من حس المواطنة و المسؤولية، و نقد ذاتي كل ليلة عند وضع الرأس على وسادة النوم، عند نهاية كل أسبوع وشهر وسنة...عند نهاية كل مهمة وأداء واجب ! [email protected]