إن انفتاح المتعلمين اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الانترنت عموما زاد من هو انعدام مراقبة الآباء للسلوك الخاص بأبنائهم ومما دعاني الى تناول هذا الموضوع تصريح كثير من المتعلمين لي بإدمانهم الشديد على هذه المواد الإباحية حتى إن بعضهم صرح باستحالة الابتعاد عن هذه المواد، حتى ان صبيب الانترنت الذي خصصه الاباء للتواصل مع أساتذتهم -للاستفادة من التعليم عن بعد -كانوا قد استهلكوه في مشاهدة الافلام الإباحية ومن هنا كان الدافع الى كتابتي هذا المقال فحاولت جاهدا توسيع دائرة البحث لمعرفة الاسباب التي دفعت هؤلاء الاطفال الى الإدمان وما آثار هذه المواد على التحصيل الدراسي لأبنائنا وكيف لهذه المواد السامة أن تحكم بالإعدام على التحصيل الدراسي للمتعلمين وسناتي بإذن الله تعالى بشهاده الغرب على نفسه بدراسة مخاطر مشاهدة الاطفال لهذه المواد الإباحية و أثره على تحصيلهم الدراسي. ان كلمة المواد الإباحية أصله كلمة مشتقة من كلمة يونانية تعني:" الكتابة الى البغايا" ومن هنا نفهم أن كلمة: "المواد الإباحية ليس إلا تلطيفا لهذه العبارة القبيحة حتى يسهل تداولها واستعمالها بل وتقبلها بين الناس وكأنها أشياء مباحة لذر الرماد في العيون وستر آثارها المدمرة، إن طفلا أو تلميذا أدمن هاته المواد والمواقع لا يسعك الا أن تكبر أربعا على تحصيله الدراسي مالم يسعفه ويتداركه الآباء والمعلمون والأساتذة من مستنقعه. ومما دعاني الى هذا التنبيه ما رأيته من كثير ارتباط، بين المتعلمين المدمنين على هاته المواد وبين تحصيلهم الهزيل في المدارس، فأحببت تسليط الضوء عليه، رفعا للوعي المجتمعي، فإنك إذا نظرت الى تخوف الآباء والامهات ستجده منصبا على التدخين والمخدرات وأن ميزان الاستقامة عندهم هو بعد أبنائهم عنها ، غاضين الطرف عن الاثار المدمرة لهذه المواقع على تحصيل ابنائهم في المدارس والجامعات والتي اثبتت الدراسات الغربية أن تأثير الأفلام الإباحية .على العقل كتأثير المخدرات سواء بسواء. وبالرغم من عدم وجود تعريف حديث لمصطلح الاباحية، إلا أن القاسم المشترك في كل التعريفات هو أن هذه المادة تحتوي على الجنس الفاضح الذي ينتهك القيم الأخلاقية للناس. لكن التعريف الأقرب إلى ثقافتنا هو أن المادة الإباحية هي «كل مادة تحتوي على جنس فاضح أو ضمني، بدءاً من الصورة العادية الكاشفة للعورة، وانتهاءً بالفيلم الذي يصور العلاقة الجنسية الكاملة بين أطراف متماثلة أو متغايرة، أطفالاً كانوا أو كباراً، وتهدف أساساً إلى إثارة الشهوة الجنسية عند القارئ أو المستمع أو المشاهد، أياً كانت الوسيلة التي تُعرَض بها". الآثار المدمرة للأفلام الإباحية على التحصيل العلمي للطفل: أولا: إنها تجعل ابنك غبيا: فمن خلال دراسة أجراها باحثون ألمان في معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية، سُئل 64 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 45 سنة، عن عاداتهم أثناء مشاهداتهم للأفلام الإباحية، وفحصوا كيف تتفاعل عقولهم مع الصور الإباحية. فأفادت الدراسة أن مدمني الإباحية تتقلص لديهم المادة الرمادية، فتضعف عقولهم عن أولئك الذين لا يشاهدن المواد الإباحية ومن هنا نفهم بعضا من بلادة الطفل وانعدام تحصيله الدراسي داخل فصول الدراسة وعدم استيعابه لما يلقى اليه من العلم والمعرفة. ثانيا: إنها تضعف ذاكرة ابنك على الحفظ والاستذكار: أكد باحثون ألمان في جامعة دويسبورج أيسن الألمانية دراسة تعود لعام 2012، لفحص مدى تأثير مشاهدة الإباحية على الذاكرة قصيرة الأمد، وجرت الدراسة على 28 رجلًا يبلغ متوسط أعمارهم 26 سنة، وعُرض على المشاركين صورا إباحية وأخرى غير جنسية مرتبطة بممارسة الرياضة مثلًا والضحك… إلخ، وطلب من المشاركين أن يحددوا ما إذا كانت الصورة التي يرونها الآن هي تلك التي رأوها قبل أربع صور في العرض أم لا فكانت النتائج كالآتي: إن المشاركين الذين لم يتعرضوا لصور إباحية كانت إجابتهم صحيحة بنسبة 80%، في حين كانت نسبة الإجابة الصحيحة 67% عند من تعرضوا للصور الفاضحة، وتجدر الإشارة أولا أن المشاركين تعرضوا فقط لصور لا شرائط فيديو وبذلك أثبتت الدراسة ان مشاهدة المواد الإباحية تجعل المشاهد لها ضعيف الذاكرة وبالتالي ضعيف التحصيل الدراسي. ثانيا أن المشاركين هنا كانوا بالغين وكانت النتائج مدمرة كما رأيت، فما بالك بأطفال الصغار. ثالثا: الدخول في نوبات الاكتئاب ومن الآثار المدمرة أيضا الدخول في نوبات الاكتئاب: أجرى كيفن سكينر الدكتور في علم النفس دراسة تعود لعام 2011، لبحث العلاقة بين مشاهدة المواد الإباحية والشعور بالاكتئاب، وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين شاهدوا المواد الإباحية أكثر شعورًا بالاكتئاب. وقد طرح سكينر سؤالًا أساسيًا مفاده: «هل هناك علاقة بين كثافة مشاهدة المواد الإباحية والاكتئاب؟» وسأل المشاركين عن معدل مشاهدتهم للمواد الإباحية، وقاس مؤشر الاكتئاب لديهم. وأجاب على السؤال نحو 450 شخصًا معظمهم رجال، ومن بين المشاركين مجموعة تشاهد المواد الإباحية من ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع، وقد بلغ معدل الاكتئاب لديهم 18 بفارق كبير عن معدل الاكتئاب لعامة السكان الذي بلغ 6.5، فيما ذهب معدل الاكتئاب للمجموعة التي تشاهد موادَّ إباحية يوميًا، إلى فوق 21 وهو معدل اكتئاب شديد. رابعا الفشل الدراسي وهذه نتيجة حتمية لما سبق فقد أجرى العدبد من الباحثين دراسات على الآثار المدمرة على التحصيل الدراسي للمتعلمين وذلك بحصولهم على نقط ودرجات دنيا مقارنة بأقرانهم، وكان أبرزها ما قدمه الدكتور فيليب زيمباردو المتخصص في علم النفس، بالتعاون مع متخصصين آخرين، استعان فيه بملاحظات الآباء والأمهات وأقارب المشاركين، وخلصوا أن الفتية الذين تبدأ أعمارهم من 12 سنة، ويتابعون الأفلام الإباحية يفشلون في المدرسة، ويصبحون غير قادرين على التواصل مع المرأة أو على العمل في المجتمع. لا يسع الإباء والامهات اليوم الا مزيدا من الانتباه الى خطورة ما يشاهده أبنائهم سيما على هواتفهم الذكية إذا ما ظهر على الأبناء تقهقر أو تأخر في تحصيلهم الدراسي، كما يجدر التنبيه إلى ضرورة الرجوع الى أساتذهم وربط جسور التواصل مع المدرسة وتفعيل أدوار جمعيات آباء وأولياء التلاميذ لمعرفة تطور التحصيل الدراسي للتلميذ داخل فصول الدراسة لتدارك ما يمكن تداركه وتجنيب أبنائنا مصير الانحراف.