عرضت قناة الجزيرة الفضائية شريط وثائقي عن الجنوب الليبي، تحت عنوان: رحلة في المناطق المحرمة، وقد لفت انتباهي جواب أحد جنود حرس الحدود الليبي على الحدود النيجرية عندما سئل عن مصدر المخدرات التي تعبر المنطقة، فقال دون تردد: البوليزاريو، ونطقها بعفوية ودون تكليف، وكأن الشجر والحجر في تلك الصحاري النائية يعرف بالأمر. لقد كان الشاهد دقيقا بقوله البوليزاريو ولم يقل الصحراويين. ولأن منطق زعيم البوليساريو يقول بأن تجار المخدرات الذين يعبرون الصحراء هم ممولي الجريمة المنظمة والإرهاب، فإنه بذلك يشهد على تورط منظمته في الأمرين لأنه كان قد أعطى توصيفا للعلاقة بالإرهاب، في تصريحه في العاشر من ديسمبر الجاري، في حوار أجرته معه قناة الشروق تي في- حصة الاتجاه الصحيح، بأنه لدى البوليساريو مؤشرات مؤكدة وقوية لتورط الحكومة المغربية في تمويل و توجيه النشاطات الإجرامية في المنطقة المرتكزة على تهريب المخدرات، وأضاف بأن المغرب متورط في إنتاج الإرهاب، لأن تجارة المخدرات تمول عصابات الجريمة المنظمة بما فيها عصابات الإرهاب المتطرفة وبالتالي فإن الحكومة المغربية مصدر حقيقي لتمويل عصابات الجريمة المنظمة و الإرهاب في المنطقة، حسب الزعيم دائما. وحتى لا تكون البوليساريو مصدر حقيقي لتمويل عصابات الجريمة المنظمة و الإرهاب، ننتظر أن يخرج علينا مسئول من البوليساريو كما هي العادة، ليقول بأن الشاهد الذي شهد ضد البوليساريو في أشهر قناة تلفزيونية عربية لم يكن سوى مجند من المخابرات المغربية على الحدود النيجرية الليبية يريد تشويه سمعة المنظمة، أو أن قناة الجزيرة تلقت رشوة من المملكة المغربية حتى تسيء هي الأخرى لسمعة البوليساريو وتربطها بدعم الإرهاب.