يبدو أن المغرب ماض قدما في طريقه الهادف إلى الاستفادة من الثروات الطبيعية الهائلة الموجودة في أعماق المحيط الأطلسي، قبالة السواحل الجنوبية للمملكة، والمعروفة باسم "جبل تروبيك"، حيث استلمت الرباط أخيرا سفينة بحث بحري جد متطورة، اقتنتها من اليابان، ستعزز لا محالة من القدرات الاستكشافية للبلاد، في أفق الشروع في استخراج "كنز المحيط الأطلسي". ووفقا لتقارير إعلامية، فإن الأمر يتعلق بسفينة التي تعد من أحدث طراز، ستكون عبارة عن مختبر عائم للملاحظة والتنقيب بالمحيطات، كما ستمكن هذه السفينة من رصد وجمع المعلومات عن البيئة البحرية لتطوير المعرفة العلمية في مجال العلوم البحرية. للإشارة فإن المخزون الهائل من المعادن النفيسة المكتشف يقع بين المغرب وجزر الخالدات، على عمق 1000 متر تحت سطح البحر، حيث يحتوي أساسا على الكوبالت والتيروليوم ، هذا الأخير الذي يُعد أحد المواد الرئيسة في الصناعات الالكترونية، وكذا في صناعة الألواح الشمسية، ويقدر ما يُخزنه جبل "تروبيك" من التيروليوم بنحو 10 % من الاحتياطي العالمي، في حين أن الكوبالت الذي يُخزنه أيضاً يكفي لتصنيع أكثر من 270 مليون سيارة كهربائية، وهو ما يُمثل 54 ضعفاً مما تتوفر عليه كل دول العالم قاطبة من هذا النوع من السيارات في يومنا هذا. وقد أوردت بعض الدراسات أرقاما تقريبية لكميات المعادن التي يزخر بها جبل "تروبيك"، والذي كشفت أنه كان عبارة عن بركان نشطٍ قبل 119 مليون عام، يأتي في مقدمتها الكوبالت بكمية تناهز 7.1 كلغ عن كل متر مكعب، ثم الباريوم ب 5.6 كلغ، والفاناديوم ب 3.6 كلغ، والنيكل ب 2.9 كلغ، والرصاص ب 2.1 كلغ عن كل متر مكعب.