لتعرف حجم المعاناة التي يتكبدها تلاميذ بويكدجيك والنواحي ويتكبدها معهم الأساتذة ما عليك إلا أن تقوم بزيارة قصيرة للمنطقة في فصل البرد والثلوح ، ومفاجأتك لن تقف عند اكتشاف الظروف المناخية القاسية التي يعيش فيها هؤلاء المحرومون ، وإنما ستزيد عندما يصل إلى علمك أن جماعة أكلمام أزكزا ذات الموارد المختلفة ، لم تقم بأية مبادرة من أجل تحسين وضعية محيط التدريس وتجهيز الطرقات المؤدية إليه . وضعية مجموعة مدارس "بويكدجيك" تطرح أكثر من علامة استفهام في زمن التبجح بمدرسة النجاح ، إذ أن مركز المجموعة الذي كان الأجدر ، وفي سبيل تلميع صورة الواجهات التي ينتهجها المسؤولون ، تعاني من مشاكل عدة منها ، أن الطريق المؤدية إليها والممتدة على مسافة 4 كيلومترات لا تصلح بتاتا للمشي في الفصل الممطر ، حيث تعرف عرقلة كبيرة بفعل الأوحال وبفعل الانزلاقات المترتبة عن الثلوج وكذلك الجليد ، وتزداد مشاكلها عندما يقطع التلاميذ كل المسافة فيجدون أنفسهم عند الوصول إليها منهوكي القوى بسبب البرودة الشديدة ، حيث لا تتوفر المدرسة على أفران للتدفئة ، بل الأدهى من ذلك هو كونها غير مرتبطة بشبكة الربط الكهربائي ، وكلامنا عن الربط الكهربائي جاء في إطار نعلم فيه أن مركز بويكدجيك يتوفر على الكهرباء ، أما مدرسته فلا تستفيد من الخدمة ، علما أن رئيس الجماعة الذي تدور وتحوم حوله أخبار كلها فساد وإفساد تربع على الرئاسة لأكثر من ولايتين عن طريق ناخبي هذه الدائرة ، نعم هذه الدائرة التي رد لها الجميل بعدم إصلاح الطريق المؤدية إلى مدرستها ، وبعدم توفير التدفئة بها ، وبعدم ربطها بالكهرباء ، ليجعل بذلك فهم من يقف على هذه المشاكل التي بالإمكان تجاوزها يسير في اتجاه واحد هو أن المصلحة العامة للساكنة لا تهمه ، معرض كلامنا هذا يزداد قوة إذا علمنا أن الرئيس ذاته وفي الانتخابات الفلاحية الأخيرة التي نجح عنها أحد أتباعه وأنصاره ، جهز الطريق إلى منزله لتسهيل مرور موكب الولائم والسهرات ، ليعطي بذلك مثالا في قمة الاستهتار واللامبالاة والإهمال الذي يقابله بالكرم الطائل في مسائل لا يستفيد منها سكان الجماعة على العموم ، وبما يتعلق بخدمة مصالح شرذمة إنتهازية توجد تحت إمرته . نفس الشيء يسجل على مستوى ثلاث فرعيات تابعة للمجموعة ، وهي على التوالي فرعية "أكلمام" وفرعية "ألمو ن السوق" وفرعية "تغسالت" ، نعم مدرسة أو فرعية "تغسالت" التي تعاني إلى جانب المشاكل الأخرى المذكورة من انعدام الأبواب والنوافذ في حجراتها ، وهي المدرسة التي يتابع بها أبناء الدائرة الانتخابية قرية "أيت أحمد أوعمو" دراستهم ، فهي إلى جانب باقي الفرعيات تعاني من الإهمال المفضوح الذي شخصه أحد المواطنين قائلا : " الرئيس لا يأتي إلى مدرسة "بويكدجيك" أو المدارس الأخرى إلا في حالة واحدة هي أيام الاقتراع والانتخابات " . النيابة الإقليمية كذلك تتحمل قسطها من المشاكل المطروحة ، ولم تقم بأية خطوات تذكر بخصوص جعل المدارس المذكورة على مستوى المجموعة تنعم بجو ومحيط يحفز التلاميذ على التحصيل والتعلم ، لتبقى شعارات مدرسة النجاح حبرا على ورق ، وقولنا هذا تزكيه حسب مصادرنا معلومة تفيد أن مجموعة مدارس "بويكدجيك" لم تتوصل بمنحة مدرسة النجاح المقدرة بخمسة ملايين سنتيم للسنة ، وهي المنحة التي بدأ صرفها ابتداء من سنة 2009 ، مما يطرح أكثر من سؤال عن مصيرها ؟. وبالعودة إلى الصور والأشرطة المرفقة بالمقال يظهر جليا وبالواضح والملموس أن تفكير التلاميذ والطاقم التربوي سينصب على المشاكل البنيوية ، والظروف القاسية بدل التحصيل والمسائل البيداغوجية ، إذ أنه كيف يعقل أن يتميز التلاميذ في التحصيل والتعلم وهم يرتجفون بردا بسبب وضعية الطرق التي سلكوها ، وبسبب انعدام وسائل التدفئة ؟ نفس الشيء بالنسبة للأطر التربوية ، كيف لها أن تقوم بمهامها التربوية وهي تعاني الأمرين منذ خروجها من مساكنها وإلى حدود وصولها إلى المدرسة ؟ فصول من المعاناة لا بخصوص النقل ، ولا بخصوص البنية الطرقية التي كانوا سيسلكونها بعرباتهم الشخصية رغم المصاريف الكثيرة لو كانت فعلا مسالك وطرقات تسمح بالمرور دون مشاكل .