في تعقيب لها على بلاغ وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بخصوص تحديد انطلاق الموسم الدراسي 2020 -2021، طالب "اتحاد آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب" بضرورة التراجع عن هذا القرار وتأجيل الدخول المدرسي إلى غاية بداية يناير المقبل. وجاء في نص بلاغ التنسيقية الوطنية: عقدت التنسيقية الوطنية لإتحاد آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب اجتماعا لأعضائها يوم الاثنين 24 غشت 2020 من الساعة السابعة مساء إلى غاية التاسعة والنصف ليلا خصص لمناقشة نقطة فريدة تهم تدارس بلاغ وزارة التربية الوطنية الصادر ليلة السبت خلال عطلة الأسبوع الأخيرة حيث اعتبرته التنسيقية الوطنية بلاغا متسرعا ويتملص من مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة بل نعتبره رد فعل اتجاه اتساع دائرة المطالبين بتأجيل الدخول المدرسي إلى غاية شهر يناير 2021 وتدخل غير محسوب من أجل فرملة المد الجارف للتعبئة الوطنية للآباء والأمهات دافعي الضرائب فالواضح فقط من إخراجه تحديد تاريخ الدخول المدرسي يوم 7 شتنبر 2020 في حين لم يستطع إصدار قرار حاسم في كيفية التدريس خلال الموسم الدراسي الحالي ويحمل مسؤولية القرار لآباء وأولياء التلاميذ في اختيار نوع التدريس لأبنائهم بين الحضوري والتعليم عن بعد. بالإضافة لتأجيل ثان لامتحانات السنة أولى باكالوريا التي كانت مقررة يومي 4 و5 شتنبر 2020 إلى أجل غير مسمى بعد جهد كبير بذله 326 ألف و 700 تلميذ(ة) في الاستعداد والتهييء والحفظ دون اختبار قدراتهم في المرور إلى السنة الثانية باكلوريا الشيء الذي خلف تدمرا شديدا لهم ولأسرهم حيث اعتبره أعضاء التنسيقية الوطنية قرارا مجحفا تغيب عنه الإرادة في إنتاج نفس أجواء التعبئة وبدل الجهد الاستثنائي التي تطلبتها إجراء امتحانات البكالوريا التي همت 441 ألف مترشحا مخلفة استحسانا وتنويها لوزارة التربية الوطنية ومواردها البشرية على كسبها لرهان التحدي. كما اعتبر اتحاد الآباء تأجيل امتحان السنة أولى باكالوريا والخلفيات المتحكمة فيه تناقضا صريحا مع التوقعات المرتقبة لالتحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية والتي تتجاوز أعدادا مضاعفة للمعنيين بالامتحان المذكور حيث كان الأجدر تنظيمها في موعدها المحدد سلفا. كما استغرب المجتمعون جدوى ربط تاريخ الدخول المدرسي بالمغرب بتاريخ فرنسا واستنساخ طريقة التمدرس التي أقرتها علما أن الجمهورية الفرنسية لها معطياتها ومؤشراتها ومرتكزاتها الميدانية المرتبطة بمجالها الترابي حسب تطور الوضعية الوبائية وتطبيق للتدابير الاحترازية الصحية مؤسسات وساكنة وفضاء عام وبنيات للاستقبال وفضاءات للتدريس ووسائل للتنقل المدرسي منها والعمومي وموارد بشرية واستقصاء للرأي وإشراك شركاء المنظومة التعليمية في تقديم آرائهم وكل هذه المؤشرات جعلت فرنسا تقرر تاريخ وطريقة التمدرس المناسبة والتي لا تتوافق مع معطيات ومؤشرات نظيراتها بالمغرب. وهو ما يعبر عن عجز الوزارة على اتخاذ القرار المناسب في هاته الأوقات الصعبة التي تمر منها بلادنا ويؤكد انعدام أية إستراتيجية أو منظور لديها، إزاء وضعية مقلقة تدعو الجميع إلى المزيد من الحذر والالتزام الواعي والمسؤول وما تقتضيه من ضرورة تأجيل الدخول المدرسي إلى غاية شهر يناير 2021 حفظا للنفوس وسلامة لأرواح المواطنين لاسيما أننا نتحدث عن 10 مليون مغربي معني بالمنظومة التعليمية والتكوينية من تلاميذ وطلبة ومتدربين وموارد بشرية أي ما يقارب ثلث من ساكنة المغرب. ومن هنا تظهر المعادلة الصعبة في التوفيق بين الحق في الحياة والحق في التعليم حيث يصنف الحق في الحياة وفي الصحة كأولوية الأولويات في سلم تدرج الحاجات الإنسانية. كما توقف المجتمعون عند نتائج استفتاء للرأي الذي نظمه إتحاد آباء وأولياء التلاميذ بمؤسسات التعليم الخاص بالمغرب حيث عرف مشاركة 7448 آباء وأمهات التلاميذ من أجل إبداء رأيهم في طبيعة الدخول المدرسي 2020/2021 من ضمن أزيد من 51 ألف عضو في مجموعة اتحاد أباء وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب والذي أكدت نتائجه على رغبة 76.84 في المائة من الآباء المشاركين في التصويت في تأجيل الدخول المدرسي إلى غاية 4 يناير 2021. لذا، فإن إتحاد آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب يعلن موقفه التالي: مطالبته للسيد وزير التربية الوطنية بضرورة التراجع عن هذا القرار بتأجيل الدخول المدرسي إلى غاية شهر يناير المقبل، وتنظيم الدراسة حضوريا في فصلين دراسيين ينتهيا خلال منتصف شهر يوليوز 2021، مع جعل الفترة الفاصلة فرصة لإجراء الامتحانات المعلقة على كافة المستويات ومنها امتحان السنة أولى باكالوريا ومرحلة لاستحضار وترسيخ التعلمات المكتسبة خلال فترة الحجر الصحي استجابة للأصوات المتعالية للآباء وتهدئة مخاوفهم السائدة وضمان جودة التعليم ومبدأ المساواة وتكافؤ الفرص. والذي أسسه على الاعتبارات التالية: - تخوف الآباء والأمهات تجاه سلامة صحة أبنائهم المتمدرسين تخوفا مشروعا وهو نفس التخوف الذي عبر عنه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، مساء يوم الخميس 20 غشت 2020 في خطابه السامي الموجه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى 67 لثورة الملك والشعب، من استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، لا قدر الله، والرجوع إلى الحجر الصحي الشامل، بآثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية. - عودة التلاميذ للمدارس في هذه الظرفية الحرجة، مخاطرة كبيرة تهدد صحتهم وسلامتهم، لأنه يستحيل اعتماد التباعد في مدارس مكتظة أصلا، بل هناك مؤسسات تعليمية بالقطاع الخاص كانت أساسا بنايات معدة للسكن وتم تحويلها لمدارس كما يصعب على الأطفال التقيد بالإجراءات الاحترازية الصحية. - "التعليم عن بعد" لم يحافظ على العملية التعليمية في نفس النسق، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعوض التعليم الحضوري، بل أنه تم توظيفه فقط لضمان الاستمرارية البيداغوجية، كما أن له تأثير كبير على سلامة وصحة المتعلمات والمتعلمين ولا يضمن الإنصاف وتكافؤ الفرص بينهم، فضلا عن التفاوتات الحاصلة بين الأسر في مجال تأطير ومواكبة بناتهم وأبنائهم وتوفير الظروف المواتية لمتابعة دراستهم بانتظام، حيث سجل السنة المنصرمة عدم تمكن نسبة كبيرة من التلاميذ والطلبة من متابعة التعليم عن بعد مما استوجب حصر مضامين الامتحانات على الدروس الحضورية. وفي الأخير، يدعو اتحاد آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إلى اعتماد المقاربة التشاركية التي ينص عليها دستور المملكة مع كافة المعنيين بالمنظومة التعليمية، ويؤكد على أن القرارات المصيرية، يجب أن تستحضر مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار، ولا يمكن أن نجعلها رهينة مصالح فئوية، أو مجاملة لجهات معينة لكسب ودها أو حماية لمصالحها. كما يهيب بكافة آباء وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص، لتوخي الحيطة والحذر ورص الصفوف من أجل مواجهة كل الأساليب الملتوية التي تروم الإجهاز على حقوقهم. ومواصلة جهودهم في المساهمة في مجال التوعية والتحسيس لأبنائهم للتصدي لهذا الوباء.