يعتبر المواطن الفعال، هو ذلك الشخص الذي يمارس الفعل المجتمعي الإيجابي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، دون الاعتماد السلبي على الآخرين، وبالتالي عدم التشبه بسلوكهم الضار بمجتمعهم أحيانا ، كما يستوجب معه القيام بتحليل ذاتي يعيد به ترتيب أولوياته لما تقتضيه الظرفية من أخذ قرارات تجنبه الوقوع في الضرر ، وبما أن الوضع الوبائي في المغرب أصبح صعبا ، وذلك باعتماد الأرقام المتزايدة في عدد الاصابات بفيروس كورونا كوفيد 19 ، حيث تعتبر الكمامة عنوان تجاوب المواطن و القرارات المتخذة لمنع تفشي هذا الوباء، والتي أصبح يشكل خطرا كبيرا على الجميع، حيث يستوجب علينا السؤال حول مدى اعتبار ارتداء الكمامة وغسل اليدين واحترام التباعد الاجتماعي واستعمال تطبيق "وقايتنا" قد يثقل كاهل المواطن؟ و الحال أن دول عديد تتجاوز فيها أثمنة الكمامات 10 دراهم للكمامة الواحدة ، مقارنة بالمغرب الذي لا تتجاوز فيه ثمن الكمامة 80 سنتيما للكمامة الواحدة ، بل أصبحت توزع بالمجان، وذلك مع الحملة التي تقوم بها السلطات بجميع ربوع المملكة، قصد إيصال الكمامة لجميع المواطنين و المواطنات، وبجولة بسيطة في الشارع العام ، نلاحظ أن نسبة كبيرة من المواطنين يحرصون على تطبيق التدابير الوقائية بالشكل السليم، إلا أن هناك من يتهاون في احترام هذه التدابير، معرضا بذلك نفسه وعائلته ومجتمعه لخطر الإصابة بفيروس كورونا . ترى ما الذي ينقصنا لكي يتحرك فينا ذلك الشعور التلقائي للمواطن، والمتعلق بواجب التقيد بالقواعد النظامية للحياة اليومية وبالتالي سلوك النمط المعيشي السوي كتعبير عن تجاوبنا و ما تقوم به الدولة لحمايتنا، ماذا ننتظر ونحن نرى أعداد الوفيات في ارتفاع يومي ، ماذا ننتظر ونحن نرى المستشفيات تمتلئ بالمصابين ، ماذا ننتظر ونحن نعلم بأن دواء كورونا صعب المنال.
وجب على الجميع دق ناقوس الخطر، كل من موقعه وبطريقته الخاصة، كل متطلبات الوقاية في متناولنا، والمطلوب منا بسيط جدا، متمثل في أربعة تصرفات مهمة قادرة على حمايتنا، وتتمثل في وضع الكمامة وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي واستعمال تطبيق "وقايتنا" لوقف انتشار الفيروس.
لنتعبأ جميعا من أجل المساهمة في محاربة وباء كورونا، كلنا مع وضع الكمامة والالتزام بتدابير السلامة.