استبشر ساكنة جماعة أسبويا بإقليم سيدي إفني عامة وساكنة مركز الجماعة وتسعة عشر دوارا خاصة خيرا بالزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتاريخ 1/12/2007 للجماعة والتي أشرف خلالها على تدشين مجموعة من المشاريع التنموية الهامة ذات النفع العام ، والتي كان لها وقعا بالغا في نفوس ساكنة هذه الربوع من المملكة التي عانت من الإقصاء لزمن طويل وطويل جدا. ولعل أهم هذه المشاريع ، مشروع تزويد مركز الجماعة وتسعة عشر دوارا بالماء الشروب والذي أعطيت إنطلاقته خلال هذه الزيار الملكية ، ومول في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس جهة سوس ماسة درعة والمجلس الإقليمي والمديرية الإقليمية للفلاحة والجماعة القروية لسبويا بكلفة مليونين و570 ألف درهم .واستهدف ساكنة تقدر بنحو 2000نسمة وكان من المقرر أن تنتهي ألأشغال به نهاية سنة 2009 م. إلا أن المفاجأة الكبرى هو أن المشروع انتهى وأغلب الدواوير لم يصلها الماء خلافا لما أراده صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وذلك نتيجة الاختلالات الكبرى التي شابت تنفيذ المشروع منذ بدايته ، بدءا من ضعف عمق البئر الذي جعل الصبيب ضعيف جدا ومرورا بقنوات الجر والتوزيع ذات الجودة الرديئة مماجعلها عرضة اللإنفجار خاصة على مستوى الروابط بالإضافة إلى عدم احترام أشغال تعميق الحفر وعدم ردم أغلبها وصولا إلى مكان الصهريج الرئيسي المنخفض عن مستوى بعض الدواوير كما أنه آئل للسقوط نتيجة التشققات وغيرها كل هذا في كفة وعدم إصال شبكات التوزيع إلى بعض الدواوير (دوار أهل أباكريم ...) وعدم أكتمالها في أخرى (دوار أهل حمو ...) رغم كونها مشمولة باتفاقية الشراكة السالفة الذكر، في كفة أخرى. كل هذا وغيره أدى إلى إفشال هذا المشروع الهام والذي طال انتظاره من طرف الساكنة وإجهاضه في مهده دون بلوغه الأهذاف المتوخاة منه. رغم أن الشكايات والملاحظات رافقت إنجاز المشروع منذ بدايته من طرف الساكنة ومن طرف جمعيات المجتمع المدني إلى مختلف الجهات المسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع بكلتا العمالتين ( عمالة تزنيت سابفا ثم عمالة سيدي إفني لاحقا) دون جدوى اللهم بعض لجان التقصي التي تأتي وتقوم ببعض التقارير كان آخرها لجنة مشتركة بين العمالتين ترأسها السيد رئيس دائرة سيدي إفني وأشرف عليها السيد الخليفة بجماعة أسبويا أواخر شهر يوليوز 2012 م وخلصت إلى أن المشروع يحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة . جاءت لجنة وذهبت لجنة ويبقى السؤال المطروح هو : من ينقد هذا المشروع من الإجهاض ؟و من المسؤول عن إفشاله ؟ وإلى متي سينتظر ساكنة دواويرالجماعة مثل دوار أهل أباكريم و دوار أهل حمو و دوار أهل أعلي موسى وغيرها كثير ، التزود بالماء الموعود ؟ هذه الأسئلة وغيرها لازالت تؤرق ساكنة هذه الربوع من المملكة ولامجيب .