أوضحت أريك سيغمان، طبيبة نفسية رائدة، أن الأطفال دون سن الثالثة لا ينبغي أن يشاهدوا شاشات التلفاز، كما تحذر من أن الشاشات التلفزيونية قد تؤدي إلى زيادة في مستوى إنتاج مادة "الدوبامين" في أدمغة الأطفال. واكدت أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على شاشات وسائل الإعلام بمرور السن، وإن هناك دعوات للقيام بمزيد من البحوث، لأنه لا يوجد حاليًا أي دليل قاطع على تأثير شاشات وسائل الإعلام على أدمغة الأطفال الصغار، كما أن هناك قلقًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم وتوصيات بأن الأطفال الصغار لا ينبغي أن يشاهدوا أية شاشات على الإطلاق. وفي الولاياتالمتحدة، توصي الإرشادات التوجيهية للأطفال في وزارة الصحة بألا يتعرض أي طفل دون سن الثانية إلى أي نوع من أنواع الشاشات، حتى يتم إجراء المزيد من البحوث عن الآثار المحتملة لها. وقد أوصت السيدة الأولى في أمريكا، ميشيل أوباما، والتي تقود حملات لإنهاء البدانة لدى الأطفال، بتقليص مشاهدة الأطفال الصغار للشاشات.
وأشارت الى أن ذلك يمكن أن يتحقق، من خلال الحد من الوقت، الذي يقضيه جميع الأطفال أمام الشاشة، مع التأكيد على منع الأطفال دون سن الثانية من مشاهدة الشاشات. وأضافت "أعرف أن الكثير من الآباء والأمهات سيتصيبهم الصدمة من ذلك"، كما حظرت فرنسا بالفعل التلفاز الرقمي الأرضي، الذي يستهدف الأطفال دون سن الثالثة، وقامت أستراليا وكندا بإصدار توصيات وتوجيهات استرشادية مماثلة". ومن جانبها، قالت الطبيبة سيغمان، التي نشرت الدراسة بالمجلة الطبية البريطانية: "نحن نعلم أن مشاهدة الشاشة في وقت مبكر من العمر من المرجح أن يؤدي إلى فترات طويلة من المشاهدة في باقي فترات العمر"، موضحة أن الطريقة التي تشاهد بها الشاشات في الصغر تشكل العادات، التي تتمسك بها دائمًا في المراحل العمرية التالية.
وتعتبر مادة "الدوبامين" مادة أساسية لكل من الانتباه والإدمان، وتقول سيغمان، إنه: "إذا كانت مشاهدة شاشات التلفاز تسبب إنتاج كمية كبيرة جدًا من مادة الدوبامين في السنوات الأولى من عمر الأطفال، فهي من الممكن أن تسبب اعتمادًا مستمرًا عليها، وأن تدمر الانتباه لدى الأطفال في مراحل لاحقة من العمر".