فور انتشار الجائحة أسرعت دول العالم في تطبيق إجراءات متعددة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد. اليوم ومع تراجع أعداد الإصابات في بعض المناطق كأوروبا على سبيل المثال، بدأت غالبية الدول تخفف من القيود المفروضة، في الوقت ذاته ومع فجر كل يوم جديد يكتسب العلماء خبرات ومعارف إضافية في التعامل مع الفيروس التاجي القاتل تمكنهم من تقييم مدى فاعلية القيود المفروضة. وقامت مجموعة من العلماء في الصين وإيطاليا والولايات المتحدة بتحليل بيانات خاصة بانتشار الوباء في الصين لفهم كيف لإجراءات الحجر الصحي، مقارنة بفرض قيود على السفر، التأثير على آلية انتشار الفيروس على المستويين المحلي والدولي. واستخدم العلماء نموذجاُ يعرف باسم GLEAM مخصصا لقياس مدى انتشار الأمراض بين السكان على المستوى الدولي. ويقوم النموذج على تقسيم العالم إلى 3200 مجموعة سكانية من مائتي دولة، وتتمركز هذه المجموعات حول محاور رئيسية تتمثل عادة في المطارات الكبرى، ويعتبر المسافرون عبر هذه المطارات نقطة التواصل بين المجموعات السكانية المختلفة. واعتمد النموذج على بيانات كلا من الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA والدليل الرسمي للطيران OAG. أما ما يتعلق بالسفر برّاً، فقد تمّ الاعتماد على البيانات والاحصاءات الرسمية الصادرة في ثلاثين دولة حول العالم. النتيجة التي توصل إليها العلماء أن الكشف المبكر للمرض، فضلا عن الإجراءات الخاصة بالالتزام بغسل اليدين وعزل المصاب والحجر داخل المنزل، قد تكون أكثر فاعلية في الحد من انتشار فيروس كورونا، مقارنة بفرض قيودٍ على السفر. من جهته، يقول موقع Scincemag، إن فرض قيود السفر بمدينة ووهان الصينية، حيث ظهر الفيروس أول مرة في ديسمبر/ كانون الأول، لم يقم سوى بتأخير انتشار الفيروس داخل الصين لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام فقط. أما على المستوى الدولي، فقد ساهم قرار حظر السفر في تأخير انتشار الفيروس حتى منتصف شهر فبراير/شباط وإن كانت دراسات موازية قد بيّنت أن الفيروس ظهر في أوروبا منذ يناير/ كانون الأول. ووفق الدراسة ذاتها، كان لارتداء الكمامات أثر ”بدرجة متواضعة“ على مسار الفيروس، طالما لم يصاحب ذلك انخفاض بمعدل النصف أو إكثر في عدد الإصابات على المستوي المحلي.