نشرة إنذارية.. تساقطات ثلجية مرتقبة على المرتفعات التي تتجاوز 1500 متر    إياب ساخن في البطولة تبدأ أطواره وسط صراع محتدم على اللقب وتجنب الهبوط    كافي: يجب مناقشة التعديلات المقترحة على قانون مدونة الأسرة بعيدا عن التعصب لرأي فقهي    هذا نصيب إقليم الناظور من البرنامج الاستعجالي لتعزيز البنيات التحتية بجهة الشرق    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    الدحمي خطاري – القلب النابض لفريق مستقبل المرسى    رأس السنة الجديدة.. أبناك المغرب تفتح أبوابها استثنائيًا في عطلة نهاية الأسبوع    مديرية الضرائب تفتح شبابيكها نهاية الأسبوع لتمكين الأشخاص الذاتيين المعنيين من التسوية الطوعية لوضعيتهم الجبائية    غياب الطبيب النفسي المختص بمستشفى الجديدة يصل إلى قبة البرلمان    بيت الشعر ينعى الشاعر محمد عنيبة الحمري    العام الثقافي قطر – المغرب 2024 : عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    اكتشاف جثة امرأة بأحد ملاعب كأس العالم 2030 يثير الجدل    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تصعد رفضها لمشروع قانون الإضراب    تعاونيات جمع وتسويق الحليب بدكالة تدق ناقوس الخطر.. أزيد من 80 ألف لتر من الحليب في اليوم معرضة للإتلاف    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    "التجديد الطلابي" تطالب برفع قيمة المنحة وتعميمها    "الاتحاد المغربي للشغل": الخفض من عدد الإضرابات يتطلب معالجة أسباب اندلاعها وليس سن قانون تكبيلي    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    صناعة الطيران: حوار مع مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    "ال‬حسنية" تتجنب الانتقالات الشتوية    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    حلقة هذا الأسبوع من برنامج "ديرها غا زوينة.." تبث غدا الجمعة على الساعة العاشرة    الحبس موقوف التنفيذ لمحتجين في سلا    تدابير للإقلاع عن التدخين .. فهم السلوك وبدائل النيكوتين    وكالة بيت مال القدس واصلت عملها الميداني وأنجزت البرامج والمشاريع الملتزم بها رغم الصعوبات الأمنية    مقتل 14 شرطيا في كمين بسوريا نصبته قوات موالية للنظام السابق    سنة 2024 .. مبادرات متجددة للنهوض بالشأن الثقافي وتكريس الإشعاع الدولي للمملكة    الممثل هيو جرانت يصاب بنوبات هلع أثناء تصوير الأفلام    الثورة السورية والحكم العطائية..    اعتقال طالب آخر بتازة على خلفية احتجاجات "النقل الحضري"    كيوسك الخميس | مشاهير العالم يتدفقون على مراكش للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة    الإعلام الروسي: المغرب شريك استراتيجي ومرشح قوي للانضمام لمجموعة بريكس    الضرورات ‬القصوى ‬تقتضي ‬تحيين ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لتدبير ‬المخاطر    "البام" يدعو إلى اجتماع الأغلبية لتباحث الإسراع في تنزيل خلاصات جلسة العمل حول مراجعة مدونة الأسرة    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    الصين: أعلى هيئة تشريعية بالبلاد تعقد دورتها السنوية في 5 مارس المقبل    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    التوجه نحو ابتكار "الروبوتات البشرية".. عندما تتجاوز الآلة حدود التكنولوجيا    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جائحة (كوفيد-19) ونظرية المؤامرة الحدود الفاصلة ما بين الوهم والحقيقة
نشر في أخبارنا يوم 07 - 06 - 2020

فلنتصور لوهلة أن كل هذا الرعب الذي نعيشه بسبب فيروس (كوفيد-19) هو مسرحية تراجيدية من ابداع الشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال، لأنه واهن من يظن أن العالم تسيره الحكومات، الشركات الكبرى والمتعددة الجنسية هي من تقرر ماذا نلبس وماذا نأكل وماذا نفعل في خلواتنا التافهة وفي عطلنا الكئيبة، هي من تحدد القيمة والفائض، وتسير السياسيين بمواقفها، الديموقراطية ليست سوى أسلوب جديد للاستيلاب الطوعي. في مختلف كتاباتي كنت اتحاشى الحديث عن نظرية المؤامرة، لكن دعونا للحظة نحاول تفسير ما يعيشه العالم وفق هذا التوجه، خصوصا وأن هناك تحليلات سابقة موفقة في تفسير بعض الأمور استنادا الى نظرية المؤامرة، فمثلا الحروب الصليبية في القرن السابع عشر استندت الى أكذوبة روجتها الكنيسة بأن هناك مملكة مسيحية غنية في فلسطين مهددة من طرف المسلمين. التخطيط الدقيق الذي لا نستوعبه نسميه بسذاجة أكبر، مؤامرة، العالم لا تحكمه الصدف، الكل مدبر بدقة متناهية، تهيئ الأسباب والظروف للحصول على النتائج المتوقعة، لا مجال للخطأ، يشرح لنا "وليام جاي كار" في كتابه " أحجار على رقعة الشطرنج" أن المؤامرة هي التي تسير فصول التاريخ وتشعرك فصول كتابه بحجم التواطئ الموجودة وكيف ان القائمين عليها لا مانع لديهم من الانتظار عشرات بل ومئات السنين كي يصلوا الى مبتغاهم.

في كتابه، يدمغ المؤلف الشهير "وليام جاي كار" اليهود باعتبارهم قوى الشر التي تعمل متخفية في الظلام وتسيطر على معظم الذين يشغلون المراكز العليا في العالم، ويثبت كيف تثير الصهيونية العالمية الأحقاد بين الشعوب، وتنشر الفتن والدسائس، وتسعى إلى إحداث حرب عالمية ثالثة، تفوق في آثارها ودمارها الحروب السابقة مجتمعة، وهدفها في النهاية تخريب العالم وإقامة إمبراطوريتها على أنقاضه. والفوضى التي تسيطر على عالمنا؛ ليست سوى نتائج مؤامرة شيطانية مستمرة، ويقضي المخطط المرسوم بأن تقاد هذه الحرب

لتحطيم العالم. ويحذر المؤلف من أنه ما لم يتكاتف العالم لوقف المؤامرة الصهيونية، فإن الكارثة العالمية النهائية قادمة لا محالة. يكفي هنا لكي نتأكد من صدق نبوءة الكاتب مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تقوده إسرائيل وأمريكا وثورات الربيع العربي التي لم تنتج تغيرات إيجابية بقدر ما عمقت البأس والفاقة وشجعت حكم الحديد والنار.

ويعد هذا الكتاب وثيقة الإدانة الأقوى التي تكشف المؤامرة الصهيونية للسيطرة على العالم، وإخضاعه لنفوذ اليهود، ولعل هذا هو السبب في سعي اليهود إلى إخفاء نسخه من شتى بقاع العالم، بعد أن اغتيل مؤلفه في ظروف غامضة، وتوجيه أصابع الاتهام لليهود بأنهم وراء تصفيته الجسدية، كتابه-ببساطة-يكشف القوى المجرمة التي كانت وراء ويلات البشرية وآلامها، ولا تزال حتى اليوم، وهي الصهيونية العالمية.

كتاب آخر خلده التاريخ، بل يعتبر حاليا من أساسيات الفقه السياسي بالرغم من أنه كتب في القرن السادس عشر، لكنه أوضح بإسهاب منقطع النظير طريقة الحكم وهو كتاب "الأمير" لنيكولو مكيافيلي، فبصرف النظر عن الرّأي الشّخصيّ بميكافيلي وكتاب الأمير، وما حواه هذا الكتاب من بذور أسّست للنفعية والواقعيّة السياسية، وكذلك كون ميكافيلي صار فيما بعد مضرب المثل للمتسلّقين والأنذال، فإنّ كتاب الأمير من أهمّ الكتب للذي يودّ فهم عالم السياسة، وكيف يفكّر الذين هم في سدّة الحكم، فهذا الكتاب يضمّ الأفكار الناضجة التي آمن بها ميكافيلي وإن لم يبُح بها كلّها.

كما ترصد الأميركية "إيدث وارتون" (1862-1937) في روايتها "بيت الفرح" شبكة العلاقات الناظمة لطبقة النخبة المتحكمة بالاقتصاد والسياسة في الولايات المتحدة بمستهل القرن العشرين، وماهية تلك العلاقات التي تحكمها المصالح وتبادل الخدمات والمنافع، وتوزيع مجالات الاستثمار بنوع من المحاصصة غير المعلنة، بحيث يكون التداخل الظاهري وسيلة لتقوية المصالح، وذلك مع عدم التغاضي عن جانب المنافسة، وما تساهم به من صراعات خفية تتعاظم تباعا.

تبرز "وارتون" في روايتها ممارسات الطبقة الثرية وتعاملاتها وخباياها فيما بينها، وما تتسبب به من تعطيل لقوى المجتمع التي تبقيها تحت السيطرة، مع إيهامها بأنها تمتلك حرية التصرف والعمل، في حين أنها مقيدة بالكثير من القيود التي يفرضها أصحاب النفوذ، ويمررونها باسم القوانين.

كما تبرز كيفية تشكيل رأي عام داعم لهذا التوجه أو ذاك من خلال الهيمنة على وسائل الإعلام بالتوازي مع الشركات الكبرى في مختلف المجالات، كما فعلت لسنوات شركات "ماردوخ" الإعلامية.

ومن جهة أخرى يقف "إدغار موران" في كتابه صغير الحجم " الى اين يسير العالم"، الكبير في القيمة المعرفية، على ثغرات النظرة التبسيطية للعالم، حيث قدّم الكتاب “فرانسوا ليوني”، مبتدئا بمقولة "ليفي شتروس": “هدف علوم الإنسان ليس الكشف عن الإنسان، بل تفكيكه” التي عارضها موران، بمبدأ التركيب عوضًا من التفكيك، والتعقيد عوضًا من التبسيط، إذ جعل من الماضي والحاضر والمستقبل مركبًا تمتد أواصره، عبر هذه القنوات الثلاث بالتفاعل والتبادل والامتداد، هذه النظرة التركيبية تستدعي القارئة والقارئ للالتفات إلى الوراء، لربط أحداث الماضي بالحاضر؛ ومن ثم القدرة على استشراف المستقبل، كل حاضر جديد هو إعادة تركيز لصورة الماضي، فالنظرة الاسترجاعية تقوم دومًا باستشراف المستقبل. يكتسب الماضي معناه انطلاقًا من النظرة البَعدية التي تمنحه معنى التاريخ. وذاك هو مصدر التبرير الدائم واللاشعوري الذي يدرج الصدف تحت غطاء الضرورات، ويحوّل اللامتوقع، إلى أمر قابل للوقوع، ويقضي على الممكن الذي لم يتحقق، لصالح حتمية حصول ما حدث. أي إن الصيرورة التاريخية غير يقينية، وغير معلومة، فهي مركبة ومعقدة، ف “كما يعرف التاريخ إبداعًا يعرف كذلك انحرافًا”، هذا الانحراف سوف يختلط بالمسار الأصلي للتاريخ، ليحدث مسارًا جديدًا يصبح بحد ذاته مسارًا أصليًا، مسارًا ليس سببيًا ولا خطيًا، وهذا ما يسميه "موران" الأزمة أو الاضطراب، أي الارتجاج الذي يحدث في المعرفة الإنسانية، وإعادة النظر فيها من خلال الشروط المناسبة لإنتاج هذه المعرفة. وحتى لا ننسى فنظرية "مالتوس" الاقتصادية هي التي كانت الدافع الأساسي للاستعمار والغزو والاستيطان، ومن أجل البحث عن أسواق للمواد الأولية والموارد وللتسويق. فالتخطيط دائما يسبق الإدارة. فما نعيشه حاليا كان مخطط له مسبقا، ويكفي لتأكيد ذلك أن نراجع المخططات التالية:

- مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والإسلامية.

- مشروع رالف بيتر – الانفصال على أساس حدود الدم.

- مشروعي وولفو رينز-تشيني، وبوش-تشيني.

- نظرية الفوضى الخلاقة.

- شرق أوسط لراند – رايس.

- مخطط الجنرال جيورا إيلاند.

الكل مدروس، والجميع يخضع لمنطق، لأنه إذا أردنا أن نفهم النتائج والأزمات يجب أن ندرس المسببات والاحتياجات، والعالم تسيره المعادلات الاقتصادية، وتعززها مختلف العلوم الأخرى.

ومن أجل فهم أكثر يرى المؤرخ السياسي النمساوي "موراي روثبارد" أن هناك نموذجين من المؤامرات، المؤامرة "العميقة" ونظريات المؤامرة "السطحية"، ووفقا لرؤيته فإن مخترع أو مصدق النظريات السطحية يلاحظ حدثا ويسأل "من المستفيد؟"، ويقفز إلى استنتاج مفاده أن المستفيد المفترض مسؤول عن التأثير في الأحداث بشكل سري، ومن ناحية أخرى، يبدأ مخترع أو مصدق نظريات المؤامرة العميقة بحدس ثم يبحث عن أدلة، ويصف "روثبارد" هذا النشاط الأخير كمسألة للتأكيد مع حقائق تابعة لأوهام الشك الخاصة بالشخص.

ولكن لا نستطيع ان ننكر بشكل قطعي نظريات المؤامرة التي ممكن أن تعمل بها بعض الدول لأسباب سياسية أو اقتصادية، ولكن خطورتها تكمن في الاستسلام لها، حيث أصبحت نظرية المؤامرة مسألة إيمان بدلاً من دليل لدرجة قيام البعض بربطها في كل ما يحدث في عالمنا من أحداث أو أزمات، بحيث وبمجرد إعلان الحدث تتسارع المجتمعات إلى ربط ما يحدث بأنه مؤامرة خلفها دول تأثير ودائرة مخططات دائما ما تدور حول هدف المؤامرة الاستثمار في عقار طبي أو إغراق اقتصاد دولة أو تمرير أجندة قوى سياسية والعمل بمبدأ التفكير خارج الصندوق، الأمر الذي قد يتسبب في تسطيح وعي المجتمعات حول ما يدور حولها من أحداث والاعتماد على نظرية المؤامرة لتبريرها، بحيث تراها غير قادرة على التعامل مع الأحداث بواقعية وجدية، وتقبل الهزيمة دون وعي لحماية المجتمع الذي نعيش فيه.

ولفهم سبب انجذاب البعض إلى فكرة تحكم قوى غامضة في الأحداث مثل النورانيين، الماسونيين، فرسان المعبد أو الهيكل، عائلات روتشايد وروكوفلر، أو دول بعينها، نحتاج إلى التفكير في العقلية التي تقف وراء نظريات المؤامرة، أليس من الممكن أن تكون نظرية المؤامرة بحد ذاتها مؤامرة لضرب وعي المجتمعات في التعامل مع الأحداث؟!

إن نظرية المؤامرة تستأثر بالاهتمام بل وهي في محك بساط الاقناع مع تعاظم الحديث عن الحرب البيولوجية وبداية نظام عالمي جديد بأسس ومقومات مخيفة لوجود الجنس البشري، فبين ركام المعلومات المتضاربة والبحث عن السراب تظل كل المعطيات واردة حتى تلك الأكثر راديكالية في التنبؤ بمستقبل الكائن البشري والرعب الذي قد يكون منتظرا في ظل التخطيط المحكم للأخذ بأسباب المكنة والتحكم والتأثير في مسار التاريخ البشري.

هل هناك مؤامرة بخصوص انتشار جائحة كوفيد-19؟

بالرجوع الى الأطباء الأخصائيين في علم الأوبئة و الفيروسات فإنهم متفقون على أن هناك تطابق في التسلسل ّ الجيني لفيروس- 2-CoV-SARS مع فيروس سارس بنسبة %80 ،ويتشابه فيروس الكورونا مع فيروس

كورونا RaTG13 BatCoV الموجود في الخفافيش بنسبة %96 وبالتالي فقد تكون الخفافيش هي التي نقلت الفيروس إلى الإنسان، ولكن توجد اختلافات كبيرة بين الفيروسين في المناطق المسؤولة عن نقل العدوى في الجينوم، مما يدل على أن فيروس الخفافيش هذا لم يصب البشر مباشرة، وإنما انتقل الى الانسان عن طريق مضيف وسيط، على حد قول هؤلاء الباحثين، الامر الذي عقد من تركيبته الجينية وبالتالي استعصى على الخبراء في ايجاد دواء للحد من انتشاره، ذلك أن الفيروس يقوم بالدخول الى جسم الانسان عن طريق الأنف، الفم أو العينين، ثم يرتبط -بمساعدة بروتين الSpike (بروتين S) بخلايا جهاز التنفس التي تنتج بروتينا يدعى (ACE22).

ففي الأسابيع الأخيرة قام علماء أمريكيون لأول مرة بتحليل مبنى )البروتينS) على المستوى الذري حيث يتكون بروتين الSpike من مركبين S1 الذي يحوي منطقة تحدد مستقبلات ال- ACE2 الموجودة على سطح الخلية المصابة، ثم تلتصق بها، و S2 الذي يحوي منطقة تساعد الفيروس على دخول الخلية عن طريق دمج الغشاء المحيط به مع غشاء الخلية المصابة بعد أن يقوم S1 بعمله ويرتبط بالمستقبِل ACE2 ،ثم ينقطع بروتين ال Spike، وبالتالي تنكشف منطقة S2 التي تعمل على اندماج غشاء الفيروس مع غشاء الخلية المصابة . فمجرد دخول الفيروس إلى الخلية، يطلق جزءا من مادته الوراثية على شكل RNA ثم يستغل موارد الخلية كمصنع لاستنساخ ومضاعفة ال- RNA الفيروسي، ثم يقوم بإطلاق نسخ جديدة من الفيروس التي تم إنتاجها في الخلية المضيفة و يمكن لكل خلية مصابة إطلاق ملايين النسخ من الفيروسات قبل أن تتحلل بعضها وفي النهاية تموت، بينما تطلق أخرى عن طريق غشاء الخلية دون القضاء المباشر عليها حيث يخرج بعضها من الخلية المصابة، ليصيب الخلايا المجاورة وتبدأ دورة استنساخه مجددا، كما يمكن أن يخرج – من خلال السعال والعطس من بلعوم مصحوب بفيروسات من الجهاز التنفسي – ليصيب الأشخاص ويقع على المسطحات القريبة، ليبقى معديا هناك لساعات معدودة حتى أيام.

هذا التركيب المعقد لفيروس كورونا (كوفيد-19) أدى بالخبراء الى البحث بصفة مستمرة في تفكيك خوارزمياته للوصول الى دواء ناجع يوقفه، لكن وفي خضم هذا البحث فإن هذا الفيروس يتميز بسرعة انتشاره لكونه ينتقل عن طريق اللمس والرداد كما أسلفنا الذكر، الأمر الذي حدا بالدول الى اعتماد مجموعة من المقاربات والأليات الوقائية قصد الحد من هذا الانتشار نظرا لحدة نتائجه التي أبانت عن إصابة 6.6 ملايين شخص، وعدد الوفيات به 390 ألفا، وفقا لموقع "وورلد ميتر".

فلربما رأي العلماء والخبراء حول التكوين الطبيعي للفايروس لم يكن مقنعا للجميع، والدلائل عديدة حتى وإن أردنا عدم الانجراف ورائها، تماشيا مع مقولة ابن خلدون بأن الاشاعة تميل إلى النشوء والانتشار في فترة الأزمات، لذلك سوف نورد بتجرد الآراء والمؤشرات التي تعزز اعتبار الفايروس (كوفيد-19) ضمن مسلسل المؤامرة التي توجه العالم:

أولا: فيلم "كونتاجيون" لم يكن أول من تحدث عن فيروس سيصيب البشر ويقضي على ملايين الأرواح، فبالعودة لسنة 1981 نشر الروائي الأمريكي Dean Koontz أول نسخة من رواية أسماها the eyes of darkness أو عيون الظلام. لاقى الكتاب رواجا كبيرا وصنف حينها كرواية من روايات الخيال العلمي. اليوم وعلى غرار الفيلم عادت رواية عيون الظلام للسطح خاصة وأن صفحاتها ضمت قبل 39 سنة من اليوم أن سلاحا بيولوجيا سيضرب في المستقبل اسمه Wuhan-400 طور في مختبر بيولوجي الواقع بضواحي مدينة ووهان الصينية لينتشر فيها بالخطأ، ومنها في العالم تماما كما يحدث اليوم.

المثير للحيرة وبالغوص أكثر في خبايا القصة وجدنا أن الرواية في نسختها الأولى ضمت اسم مختلف للفيروس وهو Gorki-400 غوركي نسبة لمدينة روسية. ليعود الكاتب عند اعادة إصدار طبعة جديدة من الكتاب سنة 1989 ولأسباب خفية وغريبة أعادة تسمية الفيروس ب Wuhan-400 ويعيد صياغة مكان صناعته وانتشاره انطلاقا من الصين و"ووهان" بالتحديد. نعم ووهان من بين آلاف بل ملايين المدن في العالم.

ثانيا: صدر كتاب صغير بغلاف أحمر وهو "تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأميركية" بعنوان "كيف سيكون العالم عام 2025؟"، وقد نشرت طبعته الفرنسية عام 2009. ويسعى تقرير الوكالة هذا بانتظام للتنبؤ بمستقبل العالم في أفق خمس عشرة أو عشرين سنة، وبالعوامل التي يمكن أن تثير الصراعات أو الحروب، وفي مقال بعنوان "احتمال تفشي وباء عالمي"، يصف خبراء الوكالة سيناريو قريبا جدا من أزمة (كوفيد-19)، متخيلين "ظهور مرض تنفسي بشري جديد شديد العدوى".

وتنبأ النص بالمنطقة وظروف ظهور هذا الفيروس الجديد قائلا "إذا حدث مرض وبائي، فسيكون دون شك في منطقة ذات كثافة سكانية عالية وفيها جوار متصل بين البشر والحيوانات، كما يوجد في الصين وجنوب شرق آسيا حيث يعيش الناس على اتصال مع الماشية".

ثالثا: تنبأ الملياردير الأمريكي، "بيل جيتس"، مؤسس شركة مايكروسوفت في أحد مؤتمرات TED Talks الشهيرة، عام 2015، بأن العالم مهدد من فيروس مدمر أشد فتكا من (سارس) وسوف يقتل أكثر من 10 ملايين شخص، في العقود القليلة القادمة، وبحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية فإن غيتس قال: "إذا كان هناك شيء واحد نعرفه من التاريخ، فهو أن مرضاً جديداً مميتاً سيظهر وينتشر في جميع أنحاء العالم، ومن الوارد أن يحدث ذلك في غضون العقد المُقبل ونحن لسنا مستعدين لذلك."

وقدم بيل غيتس محاكاة من قِبل «Institute for Disease Modeling» في واشنطن، أوضح أن نوعاً جديداً من فيروس الأنفلونزا مثل الأنفلونزا التي تسببت في قتل 50 مليون إنسان في وباء عام 1918، يُمكن أن يؤدي بحياة 30 مليون إنسان في غضون ستة أشهر. ولفت غيتس حينها أنه "من المحتمل أن يكون المرض القادم الذي سيأخذنا على حين غرة، مرضاً نراه لأول مرة في بداية تفشيه، تماماً كما حدث مؤخراً مع فيروس السارس SARS وفيروس كورونا الشرق الأوسط “MERS. وحذر غيتس من أن "الوباء التالي يمكن أن ينشأ من شاشة الكمبيوتر عبر محاولة إرهابية لاستخدام الهندسة الوراثية لإنشاء نسخة اصطناعية من فيروس الجدري مثلاً أو سلالة شديدة العدوى من الأنفلونزا.

مع العلم أن بيل غيتس يستثمر في مجال اللقاحات، ومانح سخي للمنظمة الصحة العالمية والمختبرات العلمية عن طريق منظمته الخيرية والتي تحمل اسمه واسم زوجته، كما نادى مسبقا بضرورة تحديد التعداد السكاني المتزايد للحفاظ على الربح والوفرة.

رابعا: نظرية تسلل فيروس كورونا من مختبر بيولوجي صيني والتي اكتسبت زخماً، بعد ان بدت الاتهامات الأميركية التي سيقت على لسان بعض المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس "دونالد ترامب" ضد الصين، وكأنها لم تأتِ من فراغ. ونشرت شبكة «فوكس نيوز» تقريراً نقلت فيه عن مصادرها الخاصة، ان فيروس كورونا ليس سلاحاً بيولوجياً استخدمته بكين، بل هو جزء من خططها للبرهنة على جهودها في مجال اكتشاف الفيروسات ومحاربتها، وأنها لا تقل قوة بل ربما تتفوق على اميركا. وفي هذا السياق ايضاً كشف مسؤولون في الاستخبارات والأمن القومي الأميركي، لشبكة «سي ان ان» أن الادارة الاميركية تواصل التحقيق فيما إذا كان الفيروس قد تم تخليقه داخل مختبر، وليس في سوق للحوم. وأن نظرية المحققين في نشأة كورونا، تفيد بأن الفيروس نشأ في مختبر بالصين، وتم إطلاقه عن طريق الخطأ إلى الجمهور.

خامسا: قالت الكاتبة "ناتالي راهال" في تقريرها الذي نشرته صحيفة "ديلي ميل البريطانية" إن علماء حذروا في عام 2017 من أن فيروساً يشبه متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد “سارس“، يمكن أن ينتشر خارج مختبر

أُنشئ في ذلك العام في ووهان الصينية، لدراسة بعض أخطر مسببات الأمراض في العالم. تستند "ناتالي" أن المختبر يبعد فقط 32 كيلومتراً عن سوق ووهان للمأكولات البحرية حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى. بينما أفاد "تيم تريفان" مستشار "معهد ماريلاند للسلامة الأحيائية" في تصريح أدلى به لمجلة "نيتشر" عندما كان المختبر على أبواب الافتتاح:” بأنه قلق من أن ثقافة الصين ستجعل المعهد غير آمن“. ووفقا لمقال في مجلة “نيتشر”، فقد تسرب فيروس "سارس" عدة مرات سابقا من مختبرات في العاصمة الصينية بكين.

سادسا: تداولت كثير من المواقع على الشبكة العنكبوتية ونشطاء شهيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن فيروس كورونا هو اختراع أمريكي خالص حيث تحدثوا عن اكتشافهم العثور على اسم الفيروس مسجلا في سجل براءات الاختراعات الأمريكية منذ عام 2015 باسم مركز بحوث للأمراض والادوية يدعى Pirbright Institute، ويحمل براءة اختراع مسجلة برقم “10130701 ”، وبالبحث وراء الأمر يتضح أن الكود مسجل كلقاح تجريبي لعلاج بعض الأمراض الفيروسية من سلالة فيروس كورونا الذي ظهر بالمملكة العربية السعودية عام 2012. وبحسب مؤيدي الطرح، بأن فيروس كورونا مثله مثل الكثير من الأمراض تخترعه شركات الأدوية وحكومات من أجل التربح من بيع لقاحاته المضادة.

سابعا: أكد "أندري راجولينا" رئيس مدغشقر أن بلاده توصلت لعلاج فعال لكرورنا، وأن العالم مستمر في تجاهله، كما أن منظمة الصحة العالمية عرضت على بلاده مبلغ 20 مليون دولار كرشوة لتسميم علاج COVID-19، وفقًا لجريدة دايلي بوست daily post التي نقلت الخبر عن جريدة بيرسبيكتيف Perspective من تنزانيا. وواصل الرئيس الإصرار على أن العلاج العشبي المسمى "COVID Organics" المصنوع من Artemisia يمكن أن يشفي مرضى COVID-19 في غضون عشرة أيام، وهو بالفعل علاج عشبي ناجع حد من قدرة الفايروس القاتلة وإحصائيات الإصابة والوفاة تبرهن على ذلك، وأضاف، "أعتقد أن المشكلة تكمن في أن (المشروب) يأتي من إفريقيا ولا يمكنهم الاعتراف، بأن دولة مثل مدغشقر، قد توصلت إلى هذه الصيغة لإنقاذ العالم، "إذا لم تكن مدغشقر، وإذا كانت دولة أوروبية قد اكتشفت هذا العلاج بالفعل، فهل سيكون هناك الكثير من الشك؟ قال راجولينا: "لا أعتقد ذلك".

ثامنا: قبل أيام طرد رئيس تنزانيا ممثلي منظمة الصحة العالمية من البلاد، عندما قام بإرسال عينات من تحاليل بشرية بعد أن خلطها بعينات مأخوذة من فاكهة البابايا، ومن طيور وحيوانات كالخروف والأرنب والماعز جاءت التحاليل بشأنها متضاربة بشكل صارخ، حيث كانت إيجابية بالنسبة لفاكهة البابايا، وإيجابية بالنسبة لطائر، وسلبية بالنسبة للأرنب، وإيجابية بالنسبة للماعز، فيما جاءت سلبية للعينات البشرية، الشيء

الذي دفع بالرئيس إلى التشكيك في صحة التحاليل ومصداقيتها في الكشف عن الفيروس المفترض، وإصدار أمره بطرد منظمة الصحة العالمية من البلاد.

تاسعا: نشر خلال الأيام القليلة الماضية دراسة من الباحثين الايطاليين ناتجة عن 50 عملية تشريح للجثث أجريت على مرضى ماتوا بسبب COVID-19، كشفت خطأ في تشخيص بروتوكولات العلاج، حيث اكتشف العلماء أن ذلك ليس بِينومونيا، بشكل دقيق، لأن الفيروس لا يقتل الخلايا الرئوية من هذا النوع فحسب، بل يستخدم عاصفة التهابية لتكوين خثار وعائي بطاني، كما هو الحال في التخثر المنتشر داخل الأوعية الدموية، تكون الرئة هي الأكثر تأثراً لأنها الأكثر التهابًا، ولكن هناك أيضًا نوبة قلبية وسكتة دماغية والعديد من أمراض الانصمام الخثاري الأخرى. في الواقع، تركت البروتوكولات العلاجات المضادة للفيروسات عديمة الفائدة وركزت على العلاجات المضادة للالتهابات والمضادة للتخثر. لذا يجب إجراء هذه العلاجات على الفور، حتى في المنزل، حيث يستجيب علاج المرضى بشكل جيد للغاية. وخلصت الدراسة الى أنه لو نادى الصينيون بالأسبرين هذا العلاج التقليدي للالتهابات والذي يحقق نتائج مبهرة في زيادة سيولة الدم ويوصف لكبار السن للوقاية من الجلطات، لكانوا قد استثمروا في العلاج المنزلي وأنقذوا ارواح الكثير من المصابين حول العالم، ودون الاحتياج للعناية المركزة، لذا، فإن طريقة مكافحته هي بالمضادات الحيوية ومضادات الالتهابات ومضادات التخثر فقط.

عاشرا: أما فيما يخص رئيس منظمة الصحة العالمية، فهو أثيوبي الجنسية اسمه "تيدروس أدهانوم" سياسي وأكاديمي وناشط بالصحة العامة ويعتبر أول إفريقي يشغل منصب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية منذ 1 يوليو 2017، قبلها كان يشغل منصب وزير الخارجية الإثيوبية (وليس طبيب كما يضنه البعض). وكان أحد أهم الأعضاء البارزين في جبهة تحرير شعب تيغري (TPLF) وهي جماعة سياسية اتهمت بالقيام بانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، كما أنها صنفت كمنظمة إرهابية في أمريكا قبل مايو 1991. تولى وزارة الخارجية الإثيوبية في حكومة "هايلي مريام ديسالين" بدعم من حزب «الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية» الحاكم سنة 2015. له تاريخ طويل في إخفاء الأوبئة في إثيوبيا. في مايو 2017، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن "تيدروس" غطى على تفشي ثلاث أوبئة كوليرا في أثيوبيا عندما كان وزيرا للصحة في البلاد بين عامي 2005 و2012، فقد ذكر تيدروس أن تفشي الكوليرا في 2006 و2009 و2011 لم يكن سوى " إسهال مائي حاد" وأن تفشي المرض يقتصر على المناطق النائية من البلاد وأن المخاوف الدولية مبالغ فيها. افتضح امره بعد ذلك عندما وصلت الأوبئة في نهاية المطاف إلى البلدان المجاورة بما في ذلك كينيا والصومال والسودان.

قامت دولة زمبابوي والتي كانت آنذاك تقود الدول الإفريقية ودول العالم الثالث بحملة لجمع الأصوات لصالح الرجل، لاحقا قام "تيدروس" برد الجميل باختبار الدكتاتور الزمبابوي "روبرت موغابي" سفيرا لمنظمة الصحة العالمية للنوايا الحسنة، وهو الأمر الذي تراجع عنه في أعقاب تعرضه لضغوط وانتقادات قوية من قبل العديد من الدول والمنظمات ووسائل الإعلام. قال عن زمبابوي، إنها " بلد يضع التغطية الصحية الشاملة والنهوض بالصحة في صميم سياساته لتوفير الرعاية الصحية للجميع" وهو ما جعل البعض يسخر من كلامه، خصوصا أن "موغابي" نفسه لا يستخدم النظام الصحي في بلاده ولا يثق به ويفضل تلقي العلاج في سنغافورة التي توفي فيها.

كما ذكرت صحيفة "بوليتيكو"، أن "تيدروس" العضو التنفيذي في جبهة تحرير الشعب اليسارية "تيغراي"، أشرف على توسع هائل في دور الصين في إثيوبيا. وتعتبر الصين أكبر مستثمر أجنبي في إثيوبيا، وأكبر شريك تجاري، وأكبر مقرض لها. ورد في واشنطن بوست في 25 أكتوبر 2015 في مقالة للكاتبة، "فريدا غيتيس" بعنوان فضيحة أخرى في الأمم المتحدة، أن الصين عملت بدون كلل وراء الكواليس لمساعدة "تيدروس" على هزيمة مرشح المملكة المتحدة لرئاسة منظمة الصحة العالمية، "ديفيد نابارو". وقد اعتبرت الصين أن فوز "تيدروس" يعد انتصارا لها.

صرح في بداية تفشي "فايروس كرونا" أن الأوضاع في الصين ليست مدعاة لاتخاذ تدابير وقائية ضد السفر والتجارة الدولية، مقللا من شأن الوباء واحتمالات تفشيه. كما أهمل "تيدروس" تحذيرا ورده من الحكومة التايوانية حول احتمال تفشي وباء خطير في إقليم ووهان الصيني، ولم يأخذ به، بحجة أن تايوان ليست عضًوا في المنظمة ولديها نزاع تاريخي مع الصين. لاحقا ذكرت وزارة الخارجية التايوانية في وقت سابق إن منظمة الصحة العالمية لم تطلع الدول الأعضاء على المعلومات التي زودتها بها تايوان بما في ذلك تفاصيل عن حالات الإصابة بفيروس كورونا فيها وطرق الوقاية من المرض.

هناك عريضة متداولة وقع عليها حتى الآن أكثر من 900 ألف شخص تطالب بإقالته من منصبه الدولي. لأنه فشل في إدارة الأزمة، بل وأسهم في تفشيها.

الحادي عشر: أصدرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقا مفاده أن منظمة الصحة العالمية وعددا من الحكومات غيرت سياساتها وعلاجات مرض كوفيد-19 على أساس بيانات معيبة من شركة تحليلات رعاية صحية أميركية غير معروفة اسمها "سرجيسفير" (Surgisphere). وقدمت الشركة بيانات لدراسات متعددة

حول فيروس كورونا شارك في تأليفها الرئيس التنفيذي للشركة "سابان ديساي"، ولكنها فشلت حتى الآن في شرح بياناتها أو منهجيتها بشكل كاف.

وشكلت البيانات التي تدعي الشركة أنها حصلت عليها بشكل شرعي من أكثر من ألف مستشفى في جميع أنحاء العالم، أساسا للمقالات العلمية التي أدت إلى تغييرات في سياسات علاج كوفيد-19 بدول أميركا اللاتينية. كما كانت السبب وراء قرار منظمة الصحة العالمية ومعاهد البحث حول العالم بوقف التجارب على عقار "هيدروكسي كلوروكين".

ونشرت "ذي لانسيت" و"نيو إنغلاند" -وهما من المجلات الطبية الرائدة في العالم-دراسات تستند إلى بيانات "سرجيسفير"، وشارك في تأليفها ديساي نفسه. وتوصل تحقيق الغارديان إلى أن العديد من موظفي شركة "سرجيسفير" -ومقرها الولايات المتحدة-لا توجد بيانات عن خلفيتهم، أو أن لديهم خلفية علمية ضعيفة أو معدومة. ويبدو أن أحد الموظفين المدرجين كمحرر علوم هو مؤلف خيال علمي، وموظفة أخرى مدرجة كمديرة تنفيذية للتسويق هي عارضة محتوى للبالغين ومضيفة للمناسبات.

وتحتوي صفحة الشركة على موقع "لينكدإن" على أقل من 100 متابع، وأدرجت الأسبوع الماضي ستة موظفين فقط، وتم تغيير هذا إلى ثلاثة موظفين اعتبارا من يوم الأربعاء، في حين تدعي "سرجيسفير" أنها تدير واحدة من أكبر قواعد بيانات المستشفيات وأسرعها في العالم، إلا أنه ليس لها وجود على الإنترنت تقريبا.

وفي رسالة مفتوحة نشرت يوم 28 مايو الماضي، شدد عشرات العلماء من مختلف أنحاء العالم على أن التحليل الدقيق لدراسة "ذي لانسيت" يثير "قلقا مرتبطا بالمنهجية المعتمدة وصدقية البيانات".

وتعرضت دراسة "ذي لانسيت" لحملة لاذعة من المدافعين عن "الهيدروكسي كلوروكين"، وفي مقدمتهم الباحث الفرنسي "ديدييه راولت"، الذي صرح قائلا "القصر الورقي ينهار"، في إشارة إلى التحذير الصادر عن "ذي لانسيت"، في حين سبق له أن وصف الدراسة على أنها "فاشلة".

كل هذه الأفكار والرؤى والفرضيات التي أوردناها سابقا بتجرد وغيرها الكثير مثل تأثير شبكة الجيل الخامس من الأنترنت (5G) على انتشار الفايروس أو التوجه العالمي للتحكم في البشر عن طريق حقنهم بشرائح الكترونية (ID2020)، قد وجدت الأرض الخصبة للنمو والتطور لدى جمهور المؤيدين، في حين العلماء وبعض السياسيين لازالوا يستقبلونها بالكثير من السخرية، وهذا راجع للعديد من الأمور والتي يطول المقال

في سردها وتحليلها ومن ثم تقييمها، ولعل من أهمها اختلاف المنهجيات ما بين العلوم في التحليل والاستقراء والاستقصاء وشح المعطيات والبيانات الضرورية لذلك.

إن الوعي الجمعي العالمي بصفة عامة والعقل العربي على وجه الخصوص يؤمن بدرجة كبيرة جداً بنظرية المؤامرة، وهناك ما يفسر ويبرر ذلك، خاصةً في ظل مؤامرتين كبيرتين في تاريخ العرب الحديث، الأولى وهي وعد بلفور المشؤوم، أما الثانية فهي اتفاق سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا، والذي فضحته الثورة البلشفية في روسيا ضد النظام القيصري.

إن فهمنا وإدراكنا لا يترك مجالا لفهم العالم كما هو، ونحاول دائما اختصاره بآليات مختلفة واكتشاف أنماطه وفهم أسبابه ونتائجه، فحين نعيش العديد من الأزمات في مختلف المجالات بدون سبب واضح، أو وفق أنماط تصعب علينا، فلا يجب علينا أن نصدق أنها نتيجة حتمية للعشوائية، فعندما وضع "شرودر" نظريته في فيزياء الكم استنادا الى تجربته الشهيرة (قطة شرودر) باستعمال قطته وصندوق ومادة مشعة ومحفز لتحللها، برهن لنا على وجود احتمالين، فإما ان القطة حية أو أن المادة المشعة تحللت فقتلت القطة، إذن نحن أمام قطة حية-ميتة مالم نرى داخل الصندوق، إذن فالكل يعتمد على الفعل والتصور والملاحظة ولا توجد عشوائية في الحياة، مثل الفوتونات الضوئية فهي توجد في كل مكان على شكل موجة لكن عند الرصد تتحول الى جسيم، تماما كالأحداث يجب رصدها وتتبعها فخلال النصف الثاني من القرن العشرين لا توجد صدفة في بناء الأحداث، وربما ما يظهر لنا في المشهد عكس ما يوجد عند الرصد.


وهذه ليست دعوة لتصديق نظرية المؤامرة، فلربما واضعوا هذه النظرية أنفسهم أسسوها من أجل استيلاب عقول الناس التواقة في تحليلاتها للغرائبية، من أجل صدهم عن رؤية الحقيقة والبحث عنها عبر إذكاء الأسئلة التي تحفز الإجابات. كما انني شخصيا مقتنع تماما بأن القطة السوداء التي صادفتها اليوم صباحا عند خروجي من المنزل ليست هي من سيفسد يومي، وإنما تصديق ذلك هو بالفعل من سيفسد اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.