أيها الصائمون والصائمات: حقيقة نعيش قبل رمضان وهذه الايام ،رسالة الله تعالى لنا وللانسانية جمعاء التي تتمثل في الوباء، الذي يذكرنا بوباء الطاعون، وقد قال الحق سبحانه:《وما يعلم جنود ربك إلاهو"، ولقوله عز وجل:《لمن الملك اليوم للواحد القهار"، فهذه الرسالة انذارللمسلمين خاصة وغيرهم عامة؛ فمن أراد النجاة التي كان الصحابة يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عنها بحسن النية، مرة بعد مرة ،بقولهم: ما النجاة؟ ونحن اليوم نقول ما النجاة من هذا الوباء؟ وما النجاة للقاء الله تعالى بقلب سليم؟ فالجواب : هو الرجوع الى الكتاب والسنة والمذهب المالكي السني الاشعري؛ لقول الله تعالى:(فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :《كل أمتي يدخلون الجنة، إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يارسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ،ومن عصاني، فقد أبى》أخرجه البخاري،" فالأخذ بالثوابت هو النجاة، ليرفع الله تعالى عنا الوباء، ويفتح لنا بيوته، ويعيد لنا حرية التجول؛ ومن اتقى نجا، ومن بقي على غيه، فقد أبى، وحكمة الله تعالى البالغة أن بلغنا شهر رمضان بحكمته، لما فيه من الحكم والاسرار والفضائل والمسابقة لأعمال الخير، والرغبة في العبادة بالليل والنهار، ومحاربة الاخلاق الفاسدة". فشفاءالنفوس: التذكير بالصوم والصيام وفضائل وخصائص شهر رمضان؛ لقوله سبحانه "وذكر فان الذكرى ،تنفع المؤمنين" :فالصيام هو الامساك عن الطعام والشراب، وباقي المفطرات، من الفجر حتى المغرب،" والصوم:هو التوقف عن الكلام، إلابما ينفع المرء في دينه ودنياه" لقول النبي صلى الله عليه وسلم:《من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليصمت》وقال تعالى في سورة مريم:《فإما ترين من البشر أحدا، فقولي "إني نذرت للرحمان صوما، فلن أكلم اليوم إنسيا》• إذن تبين لكم الفرق بين الكلمتين(الصوم والصيام)، لننتقل الى خصائص وفضائل هذا الشهر المبارك ، التي لاتعد ولاتحصى فمنها: 1) الصبر: اي على الجوع والعطش، واحتمال المكروه، والقضاء والقدر، قال تعالى:《فاستعينوا بالصبر والصلاة》وقال سبحانه:《إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب》هذا فضل الله تعالى (الصبر: أجره بغير حساب، والصيام لله، و جوده لايعد ولايحصى ، نستغيث برحمته)". 2) ومن الخصائص: ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:《إذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة وأغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين》متفق عليه. 3)أن الصوم جنة، أي وقاية للصائم من اللغو والرفث والاثام، قال عليه الصلاة والسلام:《واذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايصخب فإن سابه احد اوقاتله فليقل: إني صائم》(انها حكمة إمام المتقين لنحافظ على صومنا" ) 4 ) من فضائله: أنه شهر النظافة والطهور والصلاة والقيام والذكر ومداومة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى :《ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ، لعلكم تشكرون》المائدة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:《الطهور شطر الايمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - او تملأ - ما بين السماوات والارض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك او عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه ،فمعتقها او موبقها》رواه مسلم والذكر: قول الله تعالى:《اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسبحوه بكرة واصيلا》وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: قول الرسول صلى الله عليه وسلم:《إن اولى الناس بي يوم القيامة، أكترهم علي صلاة》الترمذي. ومن خصائصه: المسارعة والمنافسة في الخيرات،بحيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:《افضل الصدقة، صدقة في رمضان》وقال ايضا عليه الصلاة والسلام:《من كان معه فضل ظهر، فليعد به على من لاظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لازاد له". 5) ومنها أنه شهر استجابة الدعاء والاكثار منه، قال الله تعالى:《وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعي، إذا دعان》وللصائم عند إفطاره دعوة مستجابة، قال عليه السلام:《ثلاث لا ترد دعوتهم، الامام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم". 6) من خصائصه وفضائله كذلك: انه مدرسة لتدريب الابناء على الامامة، ومدارسة القرآن وحفظه والقيام والمحافظة على الصلاة والتخلق بأخلاق القرآن والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. " 7) من خصائصه: ان الله تعالى خص الصائم بفرحتين، الاولى: إذا افطر فرح بفطره، والثانية: وإذا لقي ربه فرح بصومه. 8) ومن فضائله: تعجيل الفطور وتأخير السحور؛ والفطور: كان النبي صلى الله عليه وسلم:《يفطر على رطبات، قبل أن يصلي، فإن لم تكن فعلى تمرات، فان لم تكن حسا حسوات من ماء》(هذاخلق القناعة البعيد عن الاسراف)، وفضل السحور :قال عليه السلام《تسحر فإن السحور بركة" وأخيرا أعلموا انه شهر يميز الله تعالى فيه بين الصادق والكاذب والمنافق، والخبيث والطيب ، فلا تضيعوا فرصته.
"ايها الاخوة هذا قليل من كثير " اللهم وجه قلوبنا إليك، اللهم لا تخيب فيك رجائنا و رجاؤنا هو مغفرة ذنوبنا، و رحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، و ترك المنكرات، و حب المساكين اللهم اجعلنا من الذين إذآ أحسنوا استبشروا ، و إذآ أساءوا استغفروا. اللهم تقبل منا الصيام والقيام، اللهم ارفع عنا الوباء يا جار المستجيرين ويا امان الخائفين، يا رب المستضعفين، يا الله برحمتك نستغيتك". أمين و بالله التوفيق ،