رغم أن فيروس كورونا أودى بحياة الكثير من الناس في العالم، إلا أن فرصة التعافي من هذا الفيروس تبقى كبيرة للغاية، فقد أظهرت أرقام منظمة الصحة العالمية، أن أغلبية المصابين بالفيروس تتماثل للشفاء، في حين يرتفع خطر الوفاة بالنسبة لكبار السن، والأشخاص الذين يُعانون من بعض الأمراض مثل القلب والسكري وضغط الدم. ويتداول على نطاق واسع أن الشخص، الذي أصيب بالفيروس وشفي منه، يتمتع بمناعة تحميه من الإصابة بفيروس كورونا مرة ثانية. فما مدى صحة هذه الأقاويل؟ وماذا يقول خبراء الصحة في هذا المجال؟ الإصابة بالفيروس مرة ثانية؟ يرى عالم الفيروسات بنيامين ماير من جامعة جنيف السويسرية "مع فيروسات كورونا المعروفة مسبقاً يمكن أن تستمر المناعة لمدة عامين تقريبا"، وأضاف في تصريحات نقلها موقع "woz" قائلاً "بعد ذلك، من الممكن بشكل أساسي أن تصاب بالعدوى مرة أخرى، على الرغم من أن مثل هذه العدوى الثانوية عادة ما تكون أخف بكثير". وكانت تقارير صحفية سابقة قد أكدت أن بعض الأشخاص في الصين أصيبوا بفيروس كورونا للمرة الثانية على التوالي. وبخصوص هذه التقارير، أشار بنيامين ماير أنه من غير الواضح مدى ارتفاع الحمل الفيروسي، عندما كانت الاختبارات إيجابية مرة أخرى. وأضاف أن الاختبار الشائع الاستخدام يحدد مواد الفيروس في الحلق، حيث يمكن العثور على الفيروس هناك بعد عدة أسابيع من الإصابة به. وأردف: " لهذا السبب يمكن أن يكون اختبار الشخص الذي كان سلبيًا في البداية إيجابيًا مرة أخرى بعد بضعة أيام"، وتابع: "لا يجب أن يعني هذا أن الشخص مصاب مرة ثانية". أجسام مضادة خاصة وأفاد موقع "woz" أنه مثلاً يمكن الكشف عن فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة " Sars-CoV-2" بطريقتين. مسحة الحلق، حيث يمكن تحديد الفيروس، ففي اختبار الأجسام المضادة، يتم الكشف عن الفيروس بشكل غير مباشر عن طريق الأجسام المضادة في الدم. وتتكون هذه الأجسام المضادة كاستجابة للفيروسات. وأضاف أنه في حالة Sars-CoV-2، ينتج جسمنا مثل هذه الاستجابة المناعية فقط، بعد 7 إلى 12 يومًا، ما يعني أن اختبار الأجسام المضادة غير مناسب للكشف المبكر عن الأشخاص المصابين. وتابع نفس المصدر أنه رغم تعرف الأجسام المضادة على الفيروس، فإنها لا تضمن وحدها المناعة، إذ لا يمكنها منع الفيروس من اختراق الخلايا والتسبب في الالتهاب، وأضاف أنه لإيقاف الفيروس فعلياً يجب تنشيط شكل متخصص من الأجسام المضادة يُطلق عليها الأجسام المناعية المضادة المعادلة، والتي يمكن اكتشافها في مصل الدم لمدة تصل إلى 10 سنوات بعد الإصابة، إذ ينخفض عددها وبالتالي مناعتها بمرور الوقت. لقاح منتظر ولفت المصدر ذاته أن الأجسام المناعية المضادة المعادلة تلعب دورًا رئيسيًا في تطوير اللقاحات، حيث تحاول الشركات الباحثة عن لقاح لفيروس كورونا، عزل هذه المواد من دم شخص سبق وأصيب بالفيروس، واستخدامها بالتالي لإنتاج الأجسام المضادة متعددة النسائل. يشار إلى أن أكثر من دولة، تسابق الزمن لاكتشاف لقاح أو دواء ضد فيروس كورونا، حيث أعلنت بعض الدول أنها تقترب من إيجاد لقاح فعال، فيما يتوقع بعض خبراء الصحة أن يتطلب الأمر ما بين سنة إلى سنة ونصف لإيجاد لقاح فعال للجميع.