تتأثر فيروسات كورونا وفيروسات الإنفلونزا بحرارة ورطوبة الطقس، ولذلك نلاحظ أن انتشار أمراض الزكام والإنفلونزا يزداد في الشتاء وينخفض في الصيف بشكل عام. ومن المعروف أن هذه الفيروسات تموت في المختبرات في درجة حرارة 26 إلى 30 مئوية. ولكن هل ينطبق ذلك على فيروس كورونا الجديد (الذي يسبب جائحة كوفيد-19)؟ وهل يمكن أن تَنحَسر هذه الجائحة مع حلول فصل الصيف؟
هل تنحسر جائحة كورونا مع حلول الصيف؟ من المعروف في دراسات علمية سابقة، أن فيروسات الإنفلونزا أكثر استقراراً في الطقس البارد الجاف، وأن قُطَيرات الرّذاذ التي تحتوي على الفيروسات تظلّ عالقة في الهواء وعلى الأسطح المختلفة فترة أطول في الهواء البارد الجاف. كما أن الطقس البارد والجفاف يخفض مناعة الأغشية المخاطية في الأنف والفم والحَلق، ويجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بهذه الفيروسات. فهل يحمل فيروس كورونا الجديد هذه الصفات أيضاً؟ دراسة صينية جديدة نُشِرتْ دراسةٌ إحصائية جديدة من الصين، عن اختلاف درجة انتشار وباء كوفيد 19 في الصين في 100 مدينة صينية، قَبلَ التوسع في إجراءات الحَجر الاجتماعي الشامل الذي طُبِّقَ في الصين في 24 يناير 2020. ودُرِسَ انتشار المرض في 100 مدينة صينية حَدَثتْ في كل منها أكثر من 40 إصابة خارج مدينة ووهان (التي كانت أول مدينة اكتُشِفَ فيها الفيروس).
لاحظَت الدراسة أن انتشار فيروس كورونا الجديد في المدن الساحلية الدافئة الرطبة في جنوب شرق الصين، كان أقل من انتشاره في المدن الشمالية الباردة الجافة.
كما أكّدت الدراسة أن ارتفاع متوسط درجة الحرارة وارتفاع مستوى الرطوبة، خفَّضَ من درجة انتشار فيروس كورونا الجديد، بِغَضِّ النظر عن الكثافة السكانية ومعدّل دَخل الفرد في المُدن المَدروسَة. يبدو أن ارتفاع الحرارة والرطوبة يقلّلان من حيوية فيروس كورونا الجديد ويقلّلان انتشار المرض.
كما أظهَرت الدراسة أن تأثير ارتفاع درجة الحرارة هو أقوى تأثيراً في تقليل نشاط الفيروس من ارتفاع درجة الرطوبة. انتشار فيروس كورونا بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها ويمكن الاستنتاج من هذه الدراسة الإحصائية أن جائحة كوفيد 19، ربما سيقلّ انتشارها في الأشهر القادمة مع حلول فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، خاصة في المناطق الحارة الرطبة مثل دول الخليج والمُدن الساحلية بشكل عام.
بينما يجب على المناطق في النصف الجنوبي من العالَم أن تكون أكثر استعداداً لاحتمال انتشار الجائحة فيها، إذا لم تتخذ إجراءات الوقاية العامة التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية.