كشفت استطلاعات الرأي الاربعة الكبرى التي اجريت على المستوى الوطني في الولاياتالمتحدة الأميركية عن بلد منقسم اكثر من اي وقت مضى بين المرشحين باراك اوباما وميت رومني. واظهر استطلاع لمعهد بيو ان الرئيس يتقدم بنسبة 48% من نوايا التصويت مقابل 45% لمنافسه الجمهوري. مصير الرئيس بين أيدي عشر ولايات لكن ثلاثة استطلاعات اخرى نشرتها بوليتيكو وان بي سي نيوز/وول ستريت جورنال واي بي سي نيوز/واشنطن بوست منحت الرئيس تقدما بنقطة او لا شيء. وبالواقع فان انتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيكون بين ايدي ناخبي عشر ولايات حاسمة خصها المرشحان بجولاتهما الاخيرة في الحملة. وفي بعض هذه الولايات مثل اوهايو او ايوا او نيفادا فان الخارطة الانتخابية تميل لصالح باراك أوباما لكن الرئيس لا يتجاوز فيها هامش الخطأ. ويبقى رومني متقدما عليه بعض الشيء في ولايات كبرى مثل فلوريدا (جنوب شرق) وكارولاينا الشمالية (شرق). تعادل في ولايات أساسية وكشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة يو اس ايه توداي نتائجه الاثنين ان المرشحين متعادلان في 12 ولاية اساسية وسيحصل كل منهما على 48 بالمئة من الاصوات. وفي مواجهة هذه الارقام يبدو فريقا الحملتين على قناعة بان نتيجة الانتخابات ستكون رهنا بمئات الاف الاصوات فقط، ويمكن الحصول عليها بفضل ملايين الزيارات الى المنازل والاتصالات الهاتفية التي يقوم بها متطوعون من الجانبين. من جهة اخرى وبعد 12 عاما على الحساب الجديد لملايين الاصوات الذي ادى الى فوز جورج بوش على آل غور، اندلع جدل في فلوريدا حول الصعوبات التي واجهها ناخبون للتصويت مسبقا. وتقدم الحزب الديموقراطي في هذه الولاية الاساسية التي تضم اكبر عدد من الناخبين الكبار، شكوى فدرالية الاحد للاحتجاج على شروط تنظيم الاقتراع للناخبين الذين لا يستطيعون الاقتراع الثلاثاء. وكان الحاكم الجمهوري للولاية ريك سكوت اقر قبل عام قانونا يخفض عدد ايام التصويت الى ثمانية بدلا من 14. ورسميا كان يفترض ان تنتهي هذه العملية السبت. لكن الاحد ابلغ الناخبون في ميامي بانهم يستطيعون الادلاء باصواتهم بين الساعة 13,00 والساعة 17,00. بعد ساعة من فتح المركز اغلق ابوابه لانه غير قادر على اتاحة التصويت لكل الذين حضروا، ما اثار غضب حوالى مئتي شخص كانوا ينتظرون في الخارج، كما ذكرت صحيفة ميامي هيرالد. مواصلة الحملة وطلب الحزب الديموقراطي في شكواه السماح لهؤلاء بالتصويت في هذا المركزي ومكتبين آخرين في بالم بيتش وبروارد. وبعد عطلة نهاية اسبوع منهكة وعشرات التجمعات الانتخابية التي عقدها المرشحان الى جانب المرشحين لمنصب نائب الرئيس، يتوقع ان يواصل أوباما ورومني حملتيهما الاثنين وان يتواجدا في نفس المكان قرب كولومبوس في ولاية اوهايو الحاسمة (شمال). وبدأ الرئيس يومه في ويسكونسن (شمال) قبل ان يتوجه الى اوهايو وايوا (وسط) ثم الى شيكاغو في ايلينوي (شمال) حيث ينضم الى زوجته ميشال ويتابع النتائج مساء الثلاثاء. وامام عشرات الالاف من مؤيديه الاحد في ثلاثة تجمعات انتخابية تحدث أوباما عن الانجازات التي حققها منذ 2008 "حين كنا في وسط اسوأ ازمة اقتصادية منذ الانكماش الكبير". وقال الرئيس في هوليوود بفلوريدا (جنوب-شرق) "اليوم شركاتنا خلقت 5,5 مليون وظيفة. وصناعة السيارات استؤنفت. واسعار العقارات ترتفع". واضاف "الحرب في العراق انتهت، والحرب في افغانستان تنتهي. القاعدة تفككت واسامة بن لادن قتل". ونال الرئيس ال44 للولايات المتحدة دعم الرئيس ال42 بيل كلينتون الذي يحظى بشعبية واسعة وقدم لأوباما دعما كبيرا رغم التنافس الذي كان قائما بين أوباما وهيلاري كلينتون خلال الانتخابات التمهيدية في 2008. والرئيس الاسبق كلينتون شارك في حوالى 30 تجمعا انتخابيا لصالح أوباما الذي لم يفوت فرصة الاشارة الى النمو الاقتصادي في عهد كلينتون لكي يبرر برنامجه لرفع الضرائب على الاكثر ثراء. وذكر أوباما بانه "حين انتخب (كلينتون)، طلب من الاميركيين الاكثر ثراء دفع ضريبة اعلى بقليل من اجل خفض العجز". واضاف "وتعلمون ان الجمهوريين في الكونغرس انذاك ومرشحا الى مقعد في مجلس الشيوخ يدعى ميت رومني قالوا انذاك ان خطة بيل كلينتون ستسيء الى الاقتصاد وستقضي على وظائف". ومساء الى جانب المغني ستيفي ووندر في اوهايو، دعا الاميركيين الى التصويت له قائلا "لا اريد ان نتوقف، لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به". وبالنسبة لميت رومني فان الطريق صعب بسبب نظام الاقتراع غير المباشر الذي يعطي وزنا غير متكافىء لمناطق تضم عددا كبيرا من الناخبين المترددين، فعليه هزم المرشح الديموقراطي في كل الولايات العشر الحاسمة تقريبا من اجل الوصول الى البيت الابيض. وسيقوم ميت رومني بحملة الاثنين في اربع من هذه الولايات، فلوريدا وفرجينيا (شرق) واوهايو واخيرا في نيو هامشير (شمال شرق) في ختام جولة مرهقة. ورسالة رومني الاخيرة ظهرت على ملصقات دعائية كبرى في تجمعاته الانتخابية وكتب عليها "التغيير الحقيقي اعتبارا من اليوم الاول". وهاجم رومني الاحد في كليفلاند (اوهايو) التي يتنافس المرشحان على كسب اصوات ناخبيها، الرئيس الديموقراطي وقال انه "لا يتجاهل الجمهوريين فقط وانما يرفض ايضا الاستماع الى اصوات المستقلين". ويقدر الطرفان ان التصويت المبكر الذي شمل حتى مساء الاحد حوالى 30 مليون ناخب، يصب في مصلحة كل منهما لكن لن يتم اي فرز للاصوات قبل الثلاثاء.