أثارت الحقيبة الوزارية الوحيدة(وزارة العدل)، التي حصدها حزب "الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية" في النسخة الثانية من حكومة "العثماني"، حفيظة مجموعة كبيرة من الإتحاديات والإتحاديين في جميع المستويات التنظيمية بالحزب. ووصف جل الإتحاديين، بما في ذلك قيادات من الصف الأول داخل المكتب السياسي لحزب "الوردة"، إدارة "ادريس لشكر" الكاتب الأول للحزب و"الحبيب المالكي" رئيس المجلس الوطني، لمفاوضات/مشاورات تشكيل حكومة "العثماني" الثانية التي أمر الملك المغربي بتعديلها في خطاب العرش الأخير، (وصف)بالفاشلة. بل هناك من قيادات الحزب المذكور، من نادى بضرورة خروجه من الحكومة، حفاظا على ماء الوجه وبحثا عن إعادة التوهج لحزب كان كبيرا وتحول إلى فأر تجارب في عهد "لشكر"، الذي رفض بشكل مطلق فرضية الخروج من الحكومة... بعد الصدمة الكبيرة والرهيبة (تعبير الإتحاديين أنفسهم) التي أصابت حزب "عبد الرحيم بوعبيد"، بعد الإعلان الرسمي عن التشكيلة الحكومية يوم الأربعاء الماضي، ارتفعت أصوات كثيرة لمناضلين وقيادات من الصف الأول والثاني(على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي) تنادي بضرورة التغيير الجذري على المستوى الحزبي، وبرحيل الكاتب الأول للحزب الذي حملته المسؤولية بشكل مباشر عن ما آلت إليه الأوضاع بحزب كان حتى وقت قريب يشكل العمود الفقري للمشهد السياسي والحزبي بالمغرب، وكان يضرب له ألف حساب قبل الإقدام على أي خطوة سياسية بالمملكة المغربية. في هذا الإطار، أصدر المناضلون والمناضلات بحزب "الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية" بسوس ماسة درعة في الساعات القليلة الماضية، بيانا وُصف بشديد اللهجة حمل المسؤولية كاملة للقيادة الحزبية، ودعا إلى تغيير جوهري بالحزب. وشدد البيان الذي توصل موقع "أخبارنا" بنسخة منه، على ضرورة القيام بمراجعة جذرية وجوهرية تعيد للعمل السياسي عموما و للحزب خصوصا، المصداقية النضالية و الفكرية والتاريخية و الشعبية. وحمل الإتحاديون بسوس ماسة، المسؤولية كاملة لقيادة فيما آلت إليه الأوضاع تنظيميا جماهيريا، وهي بذلك قد استنفذت مبررات استمرارها لمخالفتها لكل التزاماتها، حسب ما جاء في نص البيان. كما دعا ذات البيان، إلى محطة تنظيمية تصحيحية عاجلة، لإعادة بناء الحزب على أسس تعيده إلى صلب المجتمع عبر مشروع مجتمعي وتنظيم حزبي مرتبط بالجماهير الشعبية، بمساهمة كافة الاتحاديات و الاتحاديين. ولم يفوت اتحاديو أكادير الفرصة، لدعوة كل الإتحاديين عبر ربوع الوطن وخارجه، إلى التعبئة من أجل انقاذ الحزب و إعادة بنائه وفق المبادئ و القيم الاتحادية الأصيلة.