قال الباحث والأستاذ الجامعي "عبد الرحيم منار السليمي"، إنه من الصعب جدا تصور حدوث سيناريو " البلوكاج" الحكومي للعثماني على شاكلة ما وقع لبنكيران، وأضاف الدكتور:"لا أعتقد أن حزب ما من مكونات الأغلبية له القوة الكافية اليوم لكي يقوم بذلك فالسياق مختلف ويبدو أن كل حزب من أحزاب الأغلبية يبحث في هذه اللحظة عن النجاة من الغرق وهذا الشعور موجود عند الحزبين الرئيسيين في التحالف الحكومي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار فكلاهما باتت عقليته تفكر في سيناريوهات الانتخابات التشريعية القادمة بمعنى أنهما دخلا سيكولوجية الانتخابات التشريعية القادمة لذلك تكون كل الاحتمالات معهم واردة إلا احتمال بلوكاج جديد". وأكد الباحث، أن "العثماني" يمكنه توظيف هذا البلوكاج في حالة حدوثه، في البحث عن منفذ الذهاب نحو انتخابات سابقة لأوانها،وهي فرضية اذا تحققت الان ستكون مدخل انقاذ لحزب "العدالة والتنمية" قبل غرقه النهائي بعد سنتين في حالة استمراره في قيادة الحكومة الحالية، لان السنتان المقبلتان مصيريتان من عمر العدالة والتنمية. بالمقابل، يقول "السليمي" إن حزب "التجمع الوطني للأحرار" يبحث عن صيغة لانقاذ نفسه من تحمل تبعات الأداء الضعيف لحكومة العثماني ،لذلك قد يكون السيناريو الذي يفكر فيه للنجاة هو مغادرة حكومة العثماني، هذا التوازن السيكولوجي في البحث عن الإنقاذ يجعل الحزبان معا : العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار يبحثان عن تفادي البلوكاج ولكنها يفكران في حدث تغيير قد يكون هو خروج التجمع الوطني للأحرار إلى المعارضة لان هذا هو السيناريو الملائم للمستقبل، فكلاهما مسؤول عن حصيلة الحكومة الحالية والسابقة وهما معا يتبادلان الاتهامات منذ حكومة بنكيران الثانية، الشيء الذي يضفي نوع من الغموض على مستوى تحديد المسؤوليات في ضعف الأداء الحكومي. لذلك، فإذا فكر التجمع الوطني للأحرار بشكل جيد في الانتخابات القادمة فانه سيختار مغادرة حكومة العثماني مع إعطاء ضمانات العثماني بممارسة "معارضة نقدية" في مجلس النواب ،وبذلك يترك المغاربة يكتشفون بوضوح طريقة تسيير العدالة والتنمية للحكومة دون التجمع الوطني للأحرار، على حد تعبير "منار السليمي". ويعود الدكتور ويؤكد أن الحزبان معا مسؤولان بدرجة كبير عن حالة ضعف العمل الحكومي طلية مايفوق الخمس سنوات الماضية، وسيكون من الخطورة جدا أن يكملا معا العمل الحكومي داخل الأغلبية الحالية ويعودان بنفس الشكل بعد الانتخابات المقبلة، مضيفا أن الحقل السياسي بات يعيش حالة "اشباع من شكاوى" العدالة والتنمية والتجمع الوطني للاحرار من بعضهما البعض، وسيكون هناك تغيير حكومي بدون اثر في حالة استمرارهما معا داخل نفس الأغلبية الحالية،ولازال وقت الذهاب لانتخابات سابقة لاوانها لم ينضج بعد ..