يطغى موضوع كبش الأضحية يطغى على أحاديث الشارع، مع بدأ تعرض المدينة لغزو قطعان الماشية، لكن هذه البداية تتسم بشبه تذمر من أثمان الخرفان هذه السنة. "منارة" تجولت في الدارالبيضاء، وقابلت كسابة اكتروا كاراجات في قلب أحياء شعبية، وزارت خرفان المتاجر الكبرى. في وسط مقاطعة بن مسيك، يقف ثلاثة شناقة في مقتبل العمر، مشكلين سياجا بشريا حول قطيع من الأكباش الصردية، فيما يتجمهر أطفال صغار وبعض الفضوليين ممن يجسون نبض الأسعار. الساعة تشير إلى الخامسة والنصف من يوم أمس الثلاثاء، يستند أحد الشناقة على كيس تبن، مستلقيا بأريحية وهو يجيب عن أسئلة الزبائن المحتملين، "هذاك لمليح أ سيدي ب75 آلف"، يجيب غير أبه بملامح الدهشة التي رسمت على الزبون المنسحب دون تردد. يدافع الشناق عن جودة ماشيته المنحدرة من منطقة الشياظمة، ويمدح علفها ومناح رعيها، ويعدد حسناتها، غير أن كل كلامه التسويقي، لم ينجح في تبرير ارتفاع أسعار الأكباش. يقول سعيد وهو رجل أربعيني، وقف لرصد أثمنة العيد، "هي أكباش جيدة، لكن هذا لا يبرر الارتفاع الصاروخي في الأثمان، إن أرخص كبش هنا ب 2500 درهم، أتمنى أن تهبط الأثمان في القادم من الأيام". غير أن بوشتى وهو كساب استقدم قرابة 300 رأس من ماشيته المنحدرة من منطقة الشياظمة إلى البيضاء، مفضلا كراء كراجات موزعة في أحياء متفرقة في المدينة، يقول "إن الجفاف، وتراجع المحصول الزراعي وارتفاع أثمان العلف، كلها عوامل ساهمت في رفع الأثمان، كما أن كلفة كراء المحل وأجرة الشناقة. ويخبرنا بوشتى أن هذه هذا العام عرف تدخل الجماعات المحلية، إذ صارت تطالب بضريبة استغلال الملك العمومي، وحددتها في 10 دراهم للرأس عن اليوم. يرى عبدالقادر وهو عامل بسيط في الإنعاش الوطني، أن الأيام الأولى من عرض الأكباش، لا تبشر بخير، ويقول "إن بقيت الأثمان على هذه الحال، لا أعتقد بأنه سأضحي هذا العام، فالخروف الصغير، الذي كان ثمنه السنة الماضية لا يتعدى 1700 درهم، يساوي اليوم 2300 درهم"، ويختم متأففا، "الله يصاوب وصافي دابا مللي يشوفو الناس مخلوعة من هاد الثمنات، ضروري ينزلو شوية". بعيدا عن بن امسيك، توجهنا إلى حي كاليفورنيا الراقي، حيث توجد أحد الأسواق الكبيرة، التي تعرض عينة أخرى من الأكباش، خيم كبيرة نصبت في موقف السيارات، ويافطات طبيرة وضعت متدلية، كتب عليها معلومات حول الماشية، وتأشيرة كبيرة، تدل على أنها تصريح من طبيب بيطري، تابع للمزرعة التي قدمت منها الأكباش. الأثمان هنا محددة بتسعيرة الكيلوغرام الواحد ويصل إلى 47 درهم، عمر الموظف في التأمينات، يرى أن هذا النوع من الأسواق يبقى المفضل لديه، ويقول "هنا لا مجال لمفاوضات ماراطونية حول الثمن، كما أن هناك ضمانات صحية موثوق فيها، ونوعية الغنم أيضا ممتازة". ويضيف عمر "لحدود الساعة، لم ترتسم معالم شراء خروف، فالإشكال أنه يصادف الأسبوع الأخير من الشهر، لذا لو توصلنا بالأجر الشهري قبل 24 أكتوبر، سنكون سعداء، لذا أتوقع أن يعرض السوق قلة الطلب في الأيام الأولى، على أن تشهد الأيام الأخيرة إقبالا كبيرا في اقتناء الاضاحي".