بدأت، اليوم الخميس ببيروت ، أشغال اللقاء التشاوري الإقليمي حول تغير المناخ الذي يأتي في إطار التحضير للمنتدى العربي للتنمية المستدامة والمنتدى السياسي الرفيع المستوى لعام 2019 ، بمشاركة بلدان عربية من بينها المغرب. ويهدف اللقاء، المنظم من طرف لجنة التكنولوجيا من أجل التنمية التابعة للجنة الأممالمتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الاسكوا)، إلى تعزيز العمل العربي المشترك بهدف إعداد وثيقة حول قضايا وأولويات تغير المناخ التي تواجه المنطقة العربية لترفع نتائجها إلى المحافل الإقليمية والدولية ذات العلاقة. ويمثل المغرب في هذا اللقاء كل من فاطمة الدريوش الباحثة بجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات ، وكرفاتي عبد المجيد مهندس زراعي بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وحمزة إعيش باحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي. وبالمناسبة، قدمت فاطمة الدريوش، التي تشغل نائبة رئيس فريق العمل الأول للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، عرضا تركز حول النتائج الرئيسية لتقرير الهيئة حول الاحترار العالمي والتأثيرات والمخاطر التي يمكن أن تواجه العالم جراء التغيرات المناخية ، والسبل الكفيلة والمجهودات المبذولة عالميا للحد من ظاهرة الاحترار ، وكذا أهمية البحث العلمي في ترشيد السياسات على الصعيد العالمي في المجال. وأضافت أن اللقاء، الذي يشكل فرصة للتشاور وتبادل وجهات النظر حول الأرضية وتحديد الأهداف وخطط العمل لتقديمها في الاجتماع المقبل المقرر في أبريل القادم ببيروت، يهدف إلى مناقشة جوانب ارتباط التغير المناخي بالتنمية المستدامة، وتحديد الأولويات بالنسبة للمنطقة من حيث التأثيرات والخطوات الضرورية للحد من التغيرات المناخية، وتقوية الابتكار التقني وجوانب التمويل وتعزيز القدرات في المجال. من جانبه، قال منير ثابت نائب الأمينة التنفيذية (للإسكوا) إن المنطقة العربية تعد من أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة لتغير المناخ مثل ازدياد حدة الجفاف والتصحر وشح الموارد المائية، وزيادة ملوحة المياه في الخزانات الجوفية الساحلية، نتيجة تداخل مياه البحر وارتفاع منسوبها، مشيرا إلى أن هذه التأثيرات قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض وتدهور في الصحة العامة خاصة في المجتمعات الهشة. وأضاف أن الدراسات التي أعدتها (الاسكوا) أظهرت أنه يتوقع استمرار تزايد متوسط درجة الحرارة في المنطقة العربية حتى نهاية القرن من درجتين إلى 5 درجات مئوية طبقا للسيناريوهات المختلفة، كما أشارت إلى نتائج التغير في معدلات هطول الامطار وزيادة تواتر وشدة الظواهر المناخية المتطرفة وحدوث الفيضانات والجفاف والموجات شديدة الحرارة في العديد من دول المنطقة، مما يتوقع معه انعكاسات سلبية على التنمية وضغوط متزايدة على البيئة والموارد الطبيعية. بدوره، أكد جمال الدين جاب الله مدير إدارة البيئة والإسكان والموارد المائية بجامعة الدول العربية أن اللقاء يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمنطقة العربية ليس فقط من خلال وثيقة الرسائل الاقليمية المتعلقة بالهدف 13 وغاياته والتي ستدرج ضمن ملحقات التقرير الاقليمي للمنتدى السياسي رفيع المستوى 2019، ولكن لما يتيحه من تشخيص للوضع الاقليمي وطبيعة التحديات المطروحة على الدول العربية لتحقيق هذا الهدف والحلول المتاحة والقابلة للتنفيذ والشروط السياسية والمؤسساتية والمالية والادارية التي يستلزمها ذلك. واعتبر أن التغيرات المناخية ليست قطاعا قائما بذاته كباقي قطاعات التنمية، بل هي عابرة للقطاعات وبالتالي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال انسجام السياسات، والتنسيق بين القطاعات والمؤسسات وإدماج كل فئات المجتمع خصوصا المرأة والشباب والقطاع الخاص والمجتمع المدني وأن يكون البحث العلمي والابتكار هو القاعدة التي ترتكز عليها الاختيارات الاستراتيجية في صناعة القرار. ويناقش المشاركون ، على مدى يومين، في إطار جلسات حوارية مواضيع تهم " تغير المناخ في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 " و " التصورات الوطنية بشأن تغير المناخ في الاستعراضات الوطنية الطوعية والمساهمات المحددة وطنيا وخطط التنمية الوطنية" و " مجموعات العمل: تمهيد العمل والجلسة الجانبية" و " الحلول، قصص النجاح والشراكات من أجل تغير المناخ" و " مراجعة مسودة وثيقة النتائج المعدلة".