كان المواطنون بمراكش، على موعد مساء أول أمس السبت مع مشهد غريب، بشارع مولاي رشيد بالمنطقة السياحية جيليز.كانت سيارة أنيقة من نوع” ميني كوبر” تسير بسرعة جنونية، وفي أثرها شرطي مرور بزيه المدني، يحاول اللحاق بها، وسد منافذ الهروب أمام سائقها الشاب.
بوصول السيارة إلى الشارع المذكور، وفي ظل حركية سير متعثرة، بفعل تزاحم زبناء محلات بيع المأكولات التي يعج بها الفضاء، سيضطر السائق إلى تخفيف السرعة لحدها الأدنى، ليتقدم منه الشرطي وعلامات الصرامة تتبدى على تقاسيمه، ليطلب منه الترجل، وتسليمه وثائق السيارة ورخصة سياقته. لم يكن الشرطي يتوقع ردة فعل السائق، الذي ترجل بحركة عنيفة، وهو في حالة هستيرية تامة، مع ظهور علامات السكر الطافح على حركاته الجسدية، وشرع في قذف الشرطي بوابل من الشتم والسباب، وتهديده بأوخم العقاب، ولسانه لايفتر عن ترديد تلك اللازمة المستفزة” واش ماعرفتيش مع من تتكلم، دروك نوري لدين.. أش تاتسوا عائلة ال..”.
في هذه اللحظة، قرر الشاب أن يضيف فصلا جديدا من تنطعه، في مواجهة الشرطي الذي بدا في حالة ارتباك وهو عاجز عن الإتيان بأية ردة فعل في مواجهة تهديدات السائق وشتائمه، حين عاجله بلكمة ألقت به على أسفلت الشارع، ما جعل بعض المواطنين يتدخلون على خط المواجهة، ويحاصرون الشاب المعتدي، مع مسارعة الشرطي إلى ربط الاتصال بالمركز، حيث حلت سيارة أمن، عملت على نقل السائق صوب الدائرة الأمنية الأولى، وتحرير محضر تضمن شهادة شهود الإثبات، وتأكيدات الشرطي الذي أحيل على مستشسفى ابن طفيل.النيابة العامة أمرت بحجز السيارة، وتقديم السائق الذي تبين أنه يعمل لدى أحد المستثمرين الفرنسيين بمنطقة النخيل، في حالة اعتقال بتهمة السياقة في حالة سكر، والاعتداء على موظف أثناء قيامه بعمله.