إن توتّر العلاقة الجنسية بين الزوجين من أهم أسباب فشل الحياة الزوجية فيما بعد، والعكس صحيح، فنجاح اللقاءات الجنسية يضفي راحةً ومودة بين الطرفين، ومن ثم فإن أي مشكلة جنسية يعاني منها الزوج ستؤثر في زوجته حتماً، ومن أهم المشكلات التي يعاني منها بعض الرجال في مجتمعاتنا، وقد يكتمونها، الضعف الجنسي، ولاسيما سرعة القذف. وقد أثبتت الإحصاءات العالمية أن نحو 40 في المئة من رجال العالم يعانون من مشكلات جنسية، أهمها القذف السريع، وهي الحالة الأكثر انتشاراً في العالم. حول هذا الموضوع وتأثيره في المرأة، كان معنا الطبيب محمد صبح اختصاصي الأمراض التناسلية والضعف الجنسي والأمراض المنتقلة بالجنس، ليطلعنا على المزيد.
الحالة النفسية أساس العلاقة الجنسية الناجحة: تعتمد اللذة الجنسية على نحو كبير على الوظائف العقلية والنفسية عند الإنسان، ولاسيما الاستجابة النفسية، فالاتصال الجنسي الكامل يحتاج إلى اقتراب نفسي من طرفَي العلاقة الجنسية لكي ينجح. وحينها تتحقق المساواة والتبادل التام في تقديم اللذة والمتعة إلى الشريك، والحصول عليها منه في المقابل، ومفهوم النجاح هنا يعود إلى اكتمال العملية الجنسية، ويحتاج إلى تناسق وانسجام في الأعضاء الجنسية عند الرجل والمرأة معاً.
سرعة القذف أهم أسباب توتّر العلاقة الجنسية: القذف السريع هو اضطراب جنسي شائع، ويؤثر في واحد بين كل ثلاثة رجال، لكن هذه النسبة متغيرة، وعلى الرغم من أنه اضطراب قابل للعلاج إلا أن الكثير من الرجال يخشون الإفصاح عنه أو علاجه. للعامل النفسي تأثير كبير في هذا الاضطراب، إضافة إلى أسباب بيولوجية أخرى، مثل: اضطراب ضعف الانتصاب، ضعف الرغبة الجنسية، اضطراب هرمون معين، سبب عصبي، تناوُل الرجل بعض العقاقير المخدرة. إن عدم فهم الاختلافات في الوظائف الجنسية للرجل والمرأة هو سبب رئيسي في إصابة الرجل بالقذف المبكر، فالمرأة تحتاج إلى استثارة طويلة لكي تصل إلى هزة الجماع وقمة النشوة الجنسية، وليس الحال هكذا عند الرجل، وهذا الاختلاف يسبب الاستياء من العلاقة الجنسية بين الشريكين، ومن ثم إضافة ضغوط إليها، وحين يشعر الرجل بمثل هذه الضغوط تزيد عنده احتمالات حدوث القذف المبكر أثناء ممارسة الاتصال الجنسي. لا داعي إلى أن يعيش الرجل طوال حياته في هذا الاضطراب، لأن العلاج متاح، سواء بالأدوية أو بالاستشارة النفسية أو بتعلم أساليب جنسية تؤجل عملية القذف عنده، أو استخدام كل هذه الأساليب العلاجية مجتمعة، مما يجعل الحياة الجنسية ممتعةً له ولشريكته.
عدم وصولكما إلى المتعة الجنسية هو مؤشر المشكلة: لا معايير طبية تحدد الوقت الذي يستغرقه الرجل لكي يقوم بعملية القذف أثناء الاتصال الجنسي، والعلامة الرئيسية لسرعة القذف هي حدوثه قبل استمتاع الطرفين بالعملية الجنسية، مما يؤدي إلى عدم تحقق ما يسمى بالإشباع أو المتعة الجنسية، وقد يتكرر حدوث ذلك في كل المواقف الجنسية، حتى أثناء ممارسة الاستمناء أو بمجرد حدوث الاتصال الجنسي.
يُصنّف اضطراب سرعة القذف في نوعين: 1- سرعة قذف أولي (Primary ejaculation). 2- سرعة قذف ثانوي (Secondary ejaculation). النوع الأول: يشير إلى حدوث مشكلة على نحو مستمر أثناء ممارسة النشاط الجنسي (دوام الاضطراب). النوع الثاني: يشير إلى مشكلة، ولكنْ على نحو مؤقت، وظهوره يكون بعد محاولات عدة من العلاقات الجنسية الناجحة وحدوث القذف الطبيعي.
كيف تتأثر المرأة بحالة الرجل أثناء الممارسة الجنسية؟ إن الضرر الحسي الذي يلحق بالمرأة هو أكبر من الضرر الحسي الذي يلحق بالرجل، وذلك نتيجة الاتصال الجنسي غير الكامل، الذي يُولّد بعض الأمراض عند المرأة، وذلك بسبب التهيج الجنسي الذي يبلغ ذروته دون أن تكتمل خطواته على نحو طبيعي. وتكون هذه الأمراض قليلةً عند الرجال مقارنة بالنساء، والسبب أن الرجل بطبيعته يستطيع التحكم بذروة اللذة، ولا يعتمد على المرأة في بلوغه الذروة، أما المرأة فلا تبلغ ذروة اللذة إلا مع الرجل، ولذلك تكثر الاضطرابات بين النساء، وتقل بين الرجال. مشكلات المرأة الصحية: 1 الآلام النفسية كالتوتر، إذ تظل الشهوة الجنسية ناقصة عندها، وتظل ثائرة الرغبة. 2 تبقى أعضاؤها التناسلية متضخمة، ولا تصل إلى حالة الارتخاء الطبيعية، ويتدفق الدم بكثرة فيها، وهو أمر مقبول لفترات قصيرة، لكنه لا يكون كذلك إذا دام فترة طويلة. 3 يكفي أن الحرمان من إتمام العملية الجنسية بشكلها الطبيعي عند الرجل والمرأة، يسبب عواقب وخيمة تؤدي على المدى الطويل إلى تدمير العلاقة الزوجية.
الحلول: إذا حدث القذف قبل أن تبلغ المرأة ذروة اللذة، فعلى الرجل أن يلاطفها ويداعب أعضاءها الجنسية حتى تبلغ الذروة، وهي أبسط الطرق العلاجية. لا بد من تجربة الكثير من المحاولات العلاجية للوصول إلى ما يرضي الطرفين، وذلك لتقليل الصراع وسدّ الفجوة العاطفية، ولا بد من الحوار مع الطرف الآخر في حالة عدم الرضا عن العلاقة الجنسية، فالتحدث عن الرغبات أمر لا يستهان به، بشرط أن يكون بطريقة لطيفة ودون توجيه اللوم إلى الطرف الآخر. إذا لم ينجح الشخص في حل مشكلاته الجنسية بنفسه، فعليه اللجوء إلى الطبيب المختص.