رئاسة الحكومة بلا شك هو منصب حساس و مهم و يشغله عادة حسب الدستور امين او سكرتير عام الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية, حيث يكلف جلالة الملك الحزب الذي حصل على اكبر عدد من الاصوات من الانتخابات لكي يشكل الحكومة, الى ان هذا المنصب يتشكل حسب شخصية و طريقة الشخصية التي ستسكن الاقامة الرسمية بحي الاميرات بالسويسي. بداية نحن نتكلم عن عهدة العدالة و التنمية فكلا الشخصيتين هما من نفس الحزب واعتقد لديهم نفس الخلفية الاسلامية و العقيدة الفكرية واحدة لكن تفاعل الشخصيتين مختلف تماما, أنوه انني لم انتمي او اكن من مناصريه يوم هذا الحزب و ليست لدي النية ببساطة انا لا أومن بالاحزاب ذو خلفية دينية .
نبدا بأهم ماقامت به حكومة سي بن كيران الاولى و الثانية التي شكلت بعد انسحاب حزب الاستقلال الذي قرر العودة لصفوف المعارضة بعد انتخاب سي شاباط عام 2012. في نظري حكومة بن كيران وضعت يدها على بعض اعتلالات الوطنية مثل صندوق المقاصة المثقل و الذي تم تخفيف الضغط عنه بأطلاق مبادرة مساعدة الفئة المعوزة و الذي تكلل بالفشل, ثانيا صندوق التقاعد الذي صور لنا انه مفلس و حلت الحكومة المعضلة برفع سن التقاعد بدون اتفاق مع النقابات ادخلت شريحة كبيرة من الموظفين في حالة من التوتر العام,و الملف الصحي الذي تكلل بمادرة جعل الدواء في متناول الجميع غير ان العمل بدا في عهد حكومة الفاسي و قطفت ثمارها حكومة بنكيران و البرنامج رميد الذي مازال ضعيف و يعاني ضعف شبكة المستفيدين. يوجد عدة مبادرات اخرى بعضها كان ايجابي و الاخر سلبي.
أمتازت الشخصية البنكيرانية بالمبادرة السياسية الجريئة و لطالما كانت قبة البرلمان تهتز للمقترحات المقدمة من قبل الحكومةوالنقاشات التي تدور حولها, اضافة الى ان الحزب كان مستحوذ على الساحة السياسية و البرلمانية وللاسف لم تكن معارضة جادة تجابه او تقود خط مختلف عن الاسلامين و في احدى اللقات الصحفية قالها بن كيران صراحة ماذنب العدالة و التنمية اذ لا يوجد معارضة حقيقية,اضافة الى الشخصية البن كيرانية شخصية تفاعلية مع محيطها فقد كان حاضرا للاجابة حول الملفات المطروحة و التي تشغل الرأي العام و غالبا ردوده وتفاعلته الخطابية فيما يخص راي الشارع و متواجدة بقوة حاضرة عن طريق المؤتمرات و الاجتماعات على جميع الاصعدة و كانت تأخد خطب سي بن كيران منحى الاخد و الرد على مواضيع الشارع و كان يدخل في صلب الافكار المتداولة في الشارع او الصحف او حتى مايدور في صفحات الانترنت كان تفاعلي و فرض نمط جعل من السياسي الممارس للسلطة قريب لشارع حتى لو كان في اغلب الاحيان مستفز لشارع او معارض للفكر سائد و كانت هذه ميزة كبيرة امتاز بها الرجل,مثال عندما اشتكت فئة من الناس عن سعر احدى اصناف الخضروات كان رد سي بن كيران سريعا و دفاعه موضوعي و على جميع الاصعدة.
وصل سي العثماني الى كرسي الرئاسة بعد ان فشل بن كيران في تشكيل الحكومة خصوصا ان الاحزاب الحليفة كان صقف مطالبها عاليا. ليشكل الحكومة و يكون الشخصية الثانية من الحزب التي تتولى الحكومة, و تشهد تغير كبير في طريقة ادارة الازمات فحكومة العثماني تعمل بشكل هادي جدا, لكن مالحظه المغاربة هو لا تتفاعل كثيرا مع نبض الناس فقد رأينا ردود اعضاء الحكومة الخافت و السلبي في كثير من الاحيان حتى تأزم الملف ظهر العثماني متأخرا و بالكاد سمعنا موقفه.
عهدة السي العثماني في بدايتها ونعلم يقينا الصعوبات التي يواجهها خصوصا في الشأن الداخلي المحتقن و التوتر الاقتصادي خصوصا ان العالم يتجه نحو مزيد من التصعيد مما يجعل نمو الاقتصادات بالغ الصعوبة. وعلى عكس مايعتقد كثير من المغاربة ان رئيس الحكومة ضعيف الشخصية,انا ارى رئيس الحكومة الحالي اختار ان يكون الشخصية الهادئة و لا عيب في ذلك الى انني اعتقد ان هذه الفترة تحتاج الى رئيس حكومة كثير التواصل و الحضور و الظهور على جميع المستويات بشكل دائم, فلى يخفى علينا جميعا ان المغاربة ينتظرون اجابات لأسالتهم و مايشغل بالهم من هموم, السي العثماني عليه ان يغير من اسلوبه ان اراد ان يحافظ على ماتبقى للحزب من شعبية ان يبداء العمل على ادوات الأتصال مع ناس خصوصا ان الحكومة باتت خجولة لدرجة كبيرة.
في النهاية لكل زمن رجال و لكل رجال زمان, الى انه ينقصنا رئيس حكومة نشط على صعيد الاعلامي مخاطبا و شارحا كل موقف و مشوع للحكومة,انا مؤمن ان الشخصية العامة هي نتاج فريق عمل متكامل و اعتقد على رئيس الحكومة ان يبدا
التفكير بفريق عمل الخاص به اول خططه الاهتمام بصورة الحكومة و رئيسها امام الناس, المرحلة الحالية و مع تطور وسائل التواصل من الصعب قبول برئيس حكومة خافت صامت و حكومة خجولة الظهور.