تحول القاصرون المغاربة في الاتحاد الأوروبي إلى مشكلة تحاول عدد من الدول معالجتها مع المغرب وعلى رأس هذه الدول إسبانيا وأساسا منطقة الأندلس التي يوجد بها قرابة أربعة آلاف قاصر. وتعد هجرة القاصرين من مظاهر الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في المغرب. وخلال الأيام الماضية، نشرت شبكات التواصل الاجتماعي خبرا لطفل يبلغ من العمر 10 أو 11 سنة من مدينة تطوان اختفى فجأة عندما أرسلته أمه لشراء بعض الحاجيات من الدكان، وساد الاعتقاد بتعرضه للإختطاف. ولكن لاحقا نشر نشطاء صورته في “فيسبوك” وهو في معبر باب سبتة أقصى شمال البلاد ينتظر فرصة الاختباء تحت شاحنة أو حافلة للنقل الدولي للوصول الى إسبانيا ومنها الى باقي أوروبا. حالة هذه الطفل وقعت عشرات الآلاف من المرات، حيث يغادر أطفال عائلاتهم ويحاولون الوصول الى أوروبا، وينجح الكثير منهم، ولكنهم تحولوا الى مشكلة تزعج عدد من الدول الأوروبية وتسبب توترا في العلاقات بين هذه الدول والمغرب. وكانت السويد قد طالبت منذ سنتين من المغرب التكفل بقاصريه الذين يبقون عرضة للاستغلال والإجرام المنظم في المدن السويدية. واستنجدت فرنسا بالشرطة المغربية مؤخرا لتحديد هوية الكثير من القاصرين في العاصمة باريس الذين يعيشون في الشارع. كما شيدت ألمانيا مراكز إيواء في شمال المغرب لنقل القاصرين، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن. لكن يبقى أكبر عدد من القاصرين في أوروبا هو الموجود في إسبانيا وأساسا منطقة الأندلس نظرا للقرب الجغرافي من المغرب. وتفيد الإحصائيات الرسمية بوجود سبعة آلاف قاصر في مراكز الإيواء في إسبانيا، وقرابة خمسة آلاف منهم يحملون الجنسية المغربية، بينما نسبة أخرى تعيش في الشارع. ويتمركز ثلث القاصرين في الأندلس، حيث تطالب حكومة الحكم الذاتي لهذه المنطقة بضرورة نقل نسبة من القاصرين الى مناطق أخرى من إسبانيا، وكذلك تطبيق اتفاقية الترحيل الموقعة مع المغرب سنة 2007. لكن الجمعيات الحقوقية في إسبانيا ترفض ترحيل القاصرين وخاصة أولئك الذين يصلون عبر قوارب الهجرة الى شواطئ الأندلس، معتبرين أي ترحيل هو مخالف للقانون الدولي والاتفاقية التي وقعت عليها إسبانيا لحماية الطفولة.
في غضون ذلك، تتعهد الحكومة المركزية في مدريد بتخصيص قرابة 40 مليون يورو لمعالجة أزمة المهاجرين وأساسا القاصرين، والعمل على نقل البعض منهم الى مناطق أخرى من إسبانيا لا تشهد نسبة مرتفعة من القاصرين. ويبقى هذا الحل مؤقتا بحكم استمرار وصول القاصرين الى اسبانيا، حيث وصل أمس وفق الصحافة قرابة عشرة الى جنوب البلاد.