كلما حل اليوم العالمي للمرأة إلا وتجد الشارع المغربي ومواقع التواصل الاجتماعي منقسمة بين مؤيد للاحتفال بالمرأة المغربية ومن هو معارض، فتجد من يدافعون عن هدا الطرح يدعون الحداثة ويحملون للمرأة المغربي بين ايديهم الحقوق والحرية والتحرر من العبودية والمجتمع الذكوري المتسلط ويصور الرجل المغربي على انه متعنت مريض نفسيا ومتسلط يتلهف دوما لقمع صوت المرأة، ويلخصون حقوق المرأة في الحق في التبرج والحق في العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج وكدى الحق في التمرد على القيم وثقافة المجتمع، ويتناسون ان الحرية الحقيقية هي حرية التعبير وحق العيش الكريم، اد تنهال الهراوات كل يوم على ظهر امهاتنا في المظاهرات وتموت نسائنا من اجل كيس من الدقيق،، والمعاناة مستمرة في القرى والجبال بسبب الاقصاء والعزلة وكل اشكال التهميش والتعتيم، بينما الجمعيات الحقوقية لا تظهر الا عندما يتعلق الامر بالتبرج او للإساءة للطرف الآخر. بينما اصحاب التوجه الاخر كلما تعلق الامر بحق من حقوق المرأة او اليوم العالمي للمرأة، إلا وخرجو يحذرون من حملة مغرضة تقودها جهات مجهولة وينهالون بالويل على من اتبع هدا الطريق بل يصلون الى التكفير في بعض الاحيان وكان المرأة ليست كائنا بشرية يستحق ان يسمع صوته وان علمنا ان حتى للحيوانات حقوق، بل كثيرا ما يستشهدون بالمرأة القروية الامية المغلوبة على امرها، والتي لا حول لها ولا قوة امام بعض اشباه الرجال كلما هاج وتقلب مزاجه، ولا يوجد امامها سوى الانحناء وتحمل المعاناة، وما اكثر هؤلاء النساء في مجتمعنا هذا. لذا فان الحقيقة المطلقة التي لا جدال فيها هي ان المرأة هي المجتمع فإن فسدت المرأة فسد المجتمع وان صلحت صلح المجتمع، فلا اصحاب التوجه الاول ولا اصحاب التوجه التاني يعطون للمرأة قيمتها الحقيقية، كلا الطرفان متطرفين، ان كان الطرف الاول يدعو الى امركنة او تغريب المرأة المغربية فإن المرأة المغربية لها خصوصيتها الثقافية والاجتماعية ولا يمكن تدمير ثقافة وخصوصية مجتمع معين لصالح مجتمع اخر تغتصب فيها النساء كل دقيقة، هذا يسمى تقليد والسعي لبسط تقافة واحدة لا تعترف بالثقافات الاخرى باعتبار ان السيطرة على المرأة يساوي السيطرة على الاسرة ثم المجتمع. بينما التيار المحافظ الذي يلخص حق المرأة كله في الهجمة الغربية الشرسة المستوردة، فهذا اعتراف ضمني على اننا ثقافة مستهلكة مستوردة وغير منتجة وميته ولا تستطيع المقاومة ولا تقدر على اعطاء بديل والدفاع عنه بل وفرضه على الثقافات الاخرى، وعندما يتحدثون عن غزو عقول النساء فهذا اعتراف ايضا على ان مجتمعنا مجتمع امي خاصة معدل الامية في صفوف النساء، وغياب النظرة النقدية للاشياء لدى المرأة والا لما صارت وراء الدعاية المغرضة.
اعترافا منا بقيمة المرأة في مجتمعنا هذا يفرض علينا تمتيعها بكل حقوقها التي لا تخرج عن خصوصياتنا الثقافية والاجتماعية وتأطير المرأة وبنائها ضد حملات التغريب، فحقوق المرأة الكونية لا جدال فيها اما يتعلق بالحقوق الثقافية فلكل مجتمع طبيعته وخصوصيته وليس من حق مجتمع فرض نموذجه على الاخر تحت غطاء العدالة والحرية والتي تبقى فقط شعارات تجد مكانها في الدعاية والتسويق اكثر مما تجده في نوايا هذه المجتمعات تجاه الثقافت الاخرى.