وعد ترامب فوفى بوعده و أعلن نيابة عن جميع يهود العالم أن القدس عاصمة إسرائيل و هو بذلك يقدم أكبر خدمة للصهاينة على مر التاريخ. إلى هنا لا لوم و لا عتاب على ترامب ، فالرجل قطع وعدا على نفسه في حملته الإنتخابية و هو يوفي بوعده رغم أنه لم يفي ببقية وعوده كجعل المكسيك تبني سورا عازلا و استقدام رئيس الصين راكعا و تدمير كوريا الشمالية ...لم يوفي الرجل إلا بهذا الوعد لأنه يعرف أن العرب مجرد نكرات يُرفعون و ينصبون و يجرون ... و أقصى ما يمكنهم فعله هو عقد الإجتماعات و التنديد و إصدار البيانات و تغيير صورة البروفايل على الفيسبوك و زلزلة الواتساب بصور القدس. يا أمة ضحكت من عهرها الأمم
ترامب كرئيس لأقوى دولة في العالم من الطبيعي أن يستعرض عضلاته في ملعب عربي هش تنخره المؤامرات و المكائد و زرع الفتن و الحروب حتى صاروا يثقون في الصهاينة و لا يثقون في بعضهم .
زار ترامب عاصمة العالم الإسلامي و جمع إليه قادة الخليج ليبتزهم فكان له ما أراد ، و هو وعد آخر قطعه على نفسه : يجب أن تدفعوا مقابل أن أحمي عروشكم .
ابتزاز ما كان له أن يجرأ عليه لولا وهن الأمة و ضعفها و تناحرها و تشبثها بمسلسل السلام و بالمفاوضات ، فترامب اختصر عليهم الطريق و منح اسرائيل ما كانت تحلم به منذ ظهورها كالورم الخبيث ، و ما كانت ستجنيه بعد سنوات بالمفاوضات حصلت عليه بعد عام من تولي ترامب .
الغريب هو كيف لهذه الدول ، التي تذكرنا بأمراء المماليك ، كيف لهم أن يقفوا بالمرصاد لهكذا قرار و هم يهرعون لطلب رضى تل أبيب و واشنطن و يعلمون أنهم مستمرون فوق عروشهم بمباركة و رضا منهما . كيف لهؤلاء الذين تصفع وجوههم المذلة و الهوان كيف لهم أن يقفوا في وجه سيدهم الآمر الناهي . بالأمس كانت العراق ثم سوريا ثم اليمن و اليوم يزداد جرح فلسطين غورا .