تعددت الأسماء والألفاظ الدالة على البحر في القرآن .. فما هي أسماء البحر في القرآن؟ البحر آية عظمى من آيات الخالق المبدع، وإن الإنسان ليقف مبهورا معترفًا بضعفه أمام عظمة البحر؛ لذلك أعطى القرآن صورة البحر الحقيقية للناس، خاصة أولئك الذين لم يعرفوا البحر ولم يروه، فأظهر لهم الوجه المظلم والعاصف للبحر، كما أظهر لهم الوجه الهادئ والمريح له.
وقد تعددت الأسماء والألفاظ الدالة على البحر في القرآن؛ فهناك أسماء مباشرة للبحر؛ ككلمة (بحر) و(يم) والتي اعتاد الناس عليها، وهناك أسماء غير مباشرة، أو ذات صلة بالبحر، أو دالة ومؤشرة عليه، مع العلم أن بعض الأسماء يختلف معناها من موقع لآخر حسب الآية والمناسبة التي أنزلت فيها.
فقد أطلق العرب كلمة بحر على كل مجمع مائي واسع، كالمحيطات والبحار والأنهار والبحيرات، وقد ثبّت القرآن الكريم هذه التسمية على كل من البحر والنهر في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا}[الفرقان: 53].
وكلمة (يم) أيضا تطلق على كل من البحر والنهر، وهذا ما نجده في القرآن الكريم أيضا؛ حيث يطلق اسم (يم) على نهر النيل في قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي} [القصص: 7]،كما أطلق كلمة (يم) على البحر بقوله تعالى عند غرق فرعون وجنوده:{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [القصص:40].
وهناك كلمة (ماء) تدل على البحر في قوله تعالى عند حدوث طوفان نوح عليه السلام: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: 11]، وتوجد في القرآن أيضا كلمات ذات صلة بالبحر مباشرة، وتدل عليه بمجرد ذكرها مثل (سفينة) في قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: 79]، وكذلك مرادفات كلمة (سفينة) مثل كلمة (فلك) في قوله تعالى مخاطبا نوح عليه السلام:{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37].
ومثل كلمة (جارية) وجمعها (جوارٍ) و(جاريات) في قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ}[الحاقة: 11].
وهناك تعبير لغوي يدل على السفينة هو: (ذات ألواح ودسر) في قوله تعالى عن نوح عليه السلام:{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} [القمر: 13].
كما توجد في القرآن الكريم كلمات ذات دلالة خاصة تدل على الطوفان أو الغرق مثل (تنور) في قوله تعالى عند بدء طوفان النبي نوح: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: 40].
ومن الأسماء ذات الصلة بالبحر الأسماك والحيتان، وخاصة حوت النبي يونس؛ حيث يقول الله تعالى عنه:{فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} [الصافات: 142].
وهناك كلمة سبت التي لها إشارة للبحر والتي تشير إلى بني إسرائيل وصيدهم للأسماك يوم السبت، وذلك في قوله تعالى: {وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} [النساء: 154]، وكلمة (يغوصون) في الآية 82 من سورة الأنبياء: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ} [الأنبياء: 82]، أي يغوصون في البحر لاستخراج نفائسه من أجل النبي سليمان عليه السلام.