مع حلول كل فصل شتاء تطفو إلى السطح أحد القضايا الإنسانية وتتكرر مشاهد مأساوية لعدد من المتشردين بتافراوت مثلما هو الحال لعجوز سبعيني منحدر من مدينة أكادير يسمى “محمد هرمة” الذي رمته الأقدار ليعيش دون مأوى، ويقضي لياليه داخل زوايا ضيقة، يفترش الأرض ويلتحف السماء، إلا من بعض الأسمال البالية أو قطع الورق المقوى “كرتون” أملا في أن تحميه من صقيع برد قارس وهطول أمطار متواصلة، أو التفاتة إنسانية من جمعية خيرية أو أفراد، يقدمون له وجبة ساخنة تعيد الدفء لأمعائهم الفارغة. “محمد هرمة” نموذج صغير من النماذج الكثيرة التي أضحت تؤثت أزقة وشوارع مدينة تافراوت وتتخد من الساحات والحدائق العامة مأوى رسميا لها ، في ظل غياب أية مقاربة اجتماعية صارمة تفرض عليهم العيش في مؤسسات خيرية وملاجئ معدة لهذا الغرض ، وتتوفر فيها ابسط شروط الحياة الكريمة. وفي هذا الصدد اجمع عدد من الفاعلين المحليين على أن التشرد ظاهرة دخيلة على منطقة تافراوت ، وتحتاج إلى مزيد من اليقظة والتعبئة من اجل الحد من إفرازاتها السلبية كما شددوا على ضرورة إيجاد حلول عاجلة وفورية لأمثال“محمد هرمة”لإنقاذهم من الموت سيما أن المنطقة تعرف في الأيام الأخيرة إنخفاض جد مهول لدرجة الحرارة التي وصلت الى ما دون الصفر.
