كشف وزير خارجية إسبانيا، مانويل مارغايو، أن بلاده ما زالت الداعم المالي الأساس لجبهة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب. وأوضح رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن المنظمة التي تشرف على مخيمات اللاجئين الصحراويين في"تندوف" بجنوب غرب الجزائر، تسلمت من إسبانيا العام الماضي ما قيمته 11 مليون يورو، دون أن يوضح ما إذا كانت في شكل مساعدات مالية أم عينية. وورد هذا التأكيد على لسان "مارغايو" في معرض جوابه على سؤال تقدن به نائب مساند للبوليساريو في البرلمان الإسباني طالب فيه باستئناف المساعدات للجبهة الانفصالية على الرغم من الضائقة الاقتصادية والمالية التي تجتازها إسبانيا. وانتهز رئيس الدبلوماسية الإسبانية، المناسبة ليعلن بوضوح موقف حكومة الحزب الشعبي من المطالب الداعية إلى إشراف بعثة "المينورسو" على مراقبة حقوق الإستان في المناطق الصحراوية، قائلا إن بلاده تؤيد موقف بعض الدول الأعضاء في مجموعة" أصدقاء الصحراء "التي ترى ضرورة إيجاد آليات لمراقبة احترام حقوق الإنسان في الصحراء، مشيرا في هذا الصدد إلى معارضة أطراف أخرى لتلك الخطوة، في إشارة ضمنية إلى فرنسا باعتبارها اقوي وأبرز المعارضين لذلك التوجه . تجدر الإشارة إلى أن مجموعة أصدقاء الصحراء، تضم إضافة إلى إسبانيا كلا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا. وفي هذا السياق اكتفى القرار الأخير لمجلس الأمن الحامل رقم 2044، بدعوة طرفي النزاع إلى احترام حقوق الإنسان سواء في المناطق الخاضعة للسيادة المغربية وكذا الأجزاء الصغيرة من أراضي الصحراء التي تقول جبهة البوليساريو إنه تشكل جزءا من الجمهورية المعلنة من جانبها بشكل انفرادي. واعتبر المغرب النص المزدوج بخصوص حقوق الإنسان، نصرا دبلوماسيا له كون مجلس الأمن لم يساير دعوات توسيع صلاحيات بعثة "المينورسو" والإبقاء على صفتها الأصلية المتمثلة في الإشراف على وقف إطلاق النار والتهييئ للاستفتاء في الأقاليم الصحراوية كما تم الاتفاق على ذلك عام 1991. واعتبر المغرب إشارة مجلس الأمن، إلى وضعية حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، إقرارا منه بوجود حالة غير طبيعية تسود المخيمات . ويضاف إلى هذا الإقرار أن المجلس الأممي ، دعا إلى إحصاء سكان المخيمات من طرف المفوضية العليا للاجئين، وهو القرار الذي عارضته دائما جبهة البوليساريو، لأنه سيعري حقيقة الوضع في المخيمات، بحيث سيتبين من هو لاجئ صحراوي ومن ينتحل تلك الصفة. وكانت جبهة البوليساريو، قد أعربت عن خيبة أمل شديدة من قرار مجلس الأمن الأخير، الذي عارضته بقوة دولة جنوب أفريقيا، باعتبارها العضو غير الدائم في المجلس والمعروفة بتبنيها أطروحة "البوليساريو" لأسباب خلافية مع المغرب، تعود في جزء منها إلى تنافس الدولتين منافسة قوية، على تنظيم كأس العالم لكرة القدم.