أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ساعة متأخرة من مساء السبت (16 يوليو/ تموز) اتصالا هاتفيا بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو للتأكيد على دعم بلاده للحكومة التركية بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي استهدفها وكذلك أيضا لإبلاغه رفض الإدارة الأميركية للتصريحات والتلميحات التي اتهمتها بالضلوع في المحاولة الانقلابية. وكانت الولاياتالمتحدة قد سارعت مساء الجمعة إلى إدانة الانقلاب العسكري الذي حاول فصيل في الجيش التركي القيام به ضد حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان وأكدت "دعمها الكامل للحكومة المنتخبة ديمقراطيا". ولكن، وبحسب وسائل الإعلام، فان العديد من المسؤولين الأتراك اتهموا الإدارة الأميركية تصريحا أو تلميحا بأنها كانت في الواقع تأمل نجاح الانقلاب، وهي اتهامات رفضها كيري رفضا باتا وبغضب. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن الوزير كيري اتصل بنظيره التركي لليوم الثاني على التوالي ليعرض عليه مساعدة أميركية في التحقيق بحيثيات الانقلاب. وقال كيربي إن الوزير الأميركي "أوضح أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمساعدة السلطات التركية في القيام بهذا التحقيق، وأكد أيضا أن التلميحات أو التصريحات العلنية بشأن دور محتمل للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة هي جميعها خاطئة وتضر بعلاقاتنا الثنائية". وكان وزير العمل التركي سليمان سويلو قال في وقت سابق السبت، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية، إن الولاياتالمتحدة تقف خلف المحاولة الانقلابية التي أدت إلى اشتباكات خلفت 265 قتيلا على الأقل. وظهر السبت أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم إحباط المحاولة الانقلابية التي نفذها عسكريون متمردون، بينما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولاياتالمتحدة إلى تسليم الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية. وردا على دعوة اردوغان قال كيري خلال زيارة إلى لوكسمبورغ إن واشنطن لم تتلق طلبا لتسليم غولن، داعيا السلطات التركية إلى تقديم أدلة ضد المعارض المقيم في الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، نصحت الولاياتالمتحدة رعاياها السبت بعدم السفر إلى تركيا، وذلك غداة محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها البلاد. وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنها "تحذر المواطنين الأميركيين من تزايد تهديدات الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء تركيا وتنصحهم بتجنب السفر إلى جنوب شرق تركيا".