بتفاعل سريع مع موجة الغضب الذي شهدته صحف و مواقع التواصل مع خبر فتح وزارة الداخلية ل "إعلان عن طلب عروض" يخص "شراء معدات وأثاث لصالح إقامة عامل عمالة سيدي إفني"، بقيمة مالية فاقت الثلاثمئة و ستون مليون سنتيم، أقدمت وزارة الداخلية الثلاثاء 28 يونيو على إلغاء الصفقة بشكل رسمي. غير ذلك مازال المشهد يتعايش مع فضائح و أحداث لشراء سيارات لرئيسي جهتي درعة و العيون، و لوثائق لمنحة تناهز نصف مليار سنتيم مقدمة لجمعية موسيقية من قبل رئيس جهة الداربيضاء، أو لخبر نجاح ابنة رئيس الحكومة و معها أقرباء لكوادر من حزب المصباح أو جماعة التوحيد و الإصلاح على حسب ما نشر، الضجيج المتعالي و حملة الإنتقادات المتبادلة بين ثلاث مكونات تقريبا، تنسي كثيرين ما مرره مجلس المستشارين و مصادقته على قانون التقاعد المثير للجدل.
بين الخبرين الكبيرين، يمكننا الإشارة إلى تفاعل الداخلية الغير المنتخبة الإيجابي مع خبر عامل ايفني و مسكنه، في حين لم نسمع إلى الساعة أي رد أو خطوة إيجابية قام بها الشوباني أو الباكوري أو حمدي اتجاه ما تحدثت عنه الصحف و مواقع التواصل....
الصراع الباد سيحتدم لا محالة مع دنو آجال الإنتخابات التشريعية، خاصة بين القطبين الجرار و المصباح و ربما الاستقلال، اللغة المستعملة بين الأخير و الأول تشعرنا بأنهما قد يتحالفان ضد ما سموه بقوى التحكم، المصطلح أثاره بعض من قادة المصباح كناية بالجرار، عودة الإخوان لإتهام الأصالة بأنه يدير و يتحكم بدولة داخل الدولة، يعيدنا إلى لغة انتخابية، كان قد استعملها الحزب العدالي حين عجت بالتماسيح و العفاريت و محاربة الفساد....
ما يجري حمى انتخابات، أقلام كثيرة تشارك مدفوعة أو بحسن نية في معارك الساعة الأخيرة، لأن ما سيطفو من أخبار صحيحها و مغلوطها سيترسخ بنسب في ذاكرة المتتبع، هذا الشريط الضيق من أخبار تتراكم لا تجسد الصورة كاملة، لكنها حرب خاطفة ستستعمل فيها كل الوسائل بكسب لحظة انطباع و تصويت، تتحكم فيهما العواطف أحيانا..
بحر لجي، باطنه التحكم بقدر أعظم مما يعنيه أهل المصباح و ظاهره أمواج ترمي بزبد الصراعات الحزبية و الجوقات الإعلامية، يذهب الزبد جفاء.......