تستعد العاصمة الاقتصادية للمملكة، من خلال منجزاتها ومشاريعها الصديقة للبيئة، لمواكبة قمة مراكش (كوب 22) في شهر نونبر المقبل، وذلك في وقت يتطلع فيه المغرب إلى تقليص انبعاثاته الغازية الدفيئة إلى 32 في المائة في أفق 2030. وتسعى المجهودات المبذولة في إطار الشراكات بين القطاعين العمومي والخاص على مستوى هذا الحيز الجغرافي من جهة الدارالبيضاء-سطات، نحو تحقيق، ولو شق يسير من الأهداف 17 التي أقرتها الأممالمتحدة، وخاصة ما خلصت إليه مقتضيات اتفاقية باريس في شهر دجنبر الماضي على هامش مؤتمر المناخ (كوب 21)، حيث كان الإجماع، ولأول مرة، على تقليص نسبة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين حراريتين (5ر1 درجة). وخلال مناظرة علمية عقدت مؤخرا بالدارالبيضاء للوقوف على المساهمة الفعلية لمختلف الشركاء في تخطي العشوائية في التدبير عبر الإقدام على نهج أسلوب يعتمد فيه على مقاربة تشاركية يستند فيها إلى الإنصات لصوت الساكنة المعبر عنه من خلال ممثليها من منتخبين ومجتمع مدني، أكد السيد مصطفى الحيا، نائب عمدة الدارالبيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مجلس المدينة يعمل جاهدا من أجل تجاوز سلسلة من الإكراهات البيئية كالتي يعانيها المطرح العمومي بطريق مديونة. وأشار بهذا الخصوص إلى أنه تم اقتناء بقعة أرضية مجاورة لهذا المطرح القديم تمتد على مساحة 35 هكتارا لبناء مصنع جديد لفرز ومعالجة النفايات. واقتداء بمجموعة من التجارب الناجحة التي بدأت تطفو على السطح بمختلف مناطق المغرب، فقد ارتأى المجلس الشروع في استقبال العديد من ذوي الخبرات في مجال معالجة النفايات من داخل المغرب وخارجه، وخاصة بالبلدان الرائدة في هذا الميدان الحيوي. وأضاف السيد الحيا أن المدينة مقبلة على تشجيع جيل جديد من المحطات المعتمدة لتصفية ومعالجة المياه العادمة من قبيل محطة سيدي البرنوصي التي كلف إنجازها غلافا ماليا بقيمة مليار و800 مليون درهم، والتي شرع في استخدامها حيث تتخلص من حمولاتها المعالجة في غياهب البحر على بعد 2ر2 كلم حتى يتمكن المصطافون والساكنة من الاستمتاع بشواطئ نظيفة على امتداد 22 كلم من ميناء الدارالبيضاء الى مدينة المحمدية. أما في ما يتعلق بالنقل النظيف، فقد تم مد 31 كلم من خطوط الترامواي، مع الشروع في تحويل الشبكات بهدف إنجاز خط ترامواي جديد يمتد على مسافة 85 كلم بمبلغ يناهز 16 مليار درهم، إلى جانب مشاريع مكملة، حيث سيتم إحداث مواقف للسيارات على طول هذا الخط لتشجيع أصحابها على استعمال الترامواي بالتذكرة نفسها المخصصة لحراسة السيارات، وذلك إسهاما في الحد من الاكتظاظ في حركة السير داخل المدينة، في غياب إمكانيات لتوسيع الطرق والأنفاق والقناطير والجسور، لكون هذا الحل لم يعد مجديا في الوقت الراهن. وفي إطار المساعي الرامية لترسيخ ثقافة النقل النظيف هناك مشروع يجري الإعداد له تحت اسم "الموانئ الجافة" (بور سيك)، كمسالك مخصصة اساسا للشاحنات الكبرى التي ستدخل عبر الطريق الدائري المحيطي الجنوبي وكذلك الطريق الحضري السريع في ارتباط مباشر بميناء الدارالبيضاء. وحتى تكتمل مظاهر التنمية الجهوية، فقد تم الشروع في التهيئة لسلسلة من الحدائق منها حديقة الجامعة العربية التي رصد لإكسائها، بتعاون مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة غلاف مالي بقيمة 120 مليون درهم، وذلك حتى تكون بمساحتها الشاسعة الممتدة على 32 هكتار ثاني أكبر حديقة وسط مدينة الدارالبيضاء، بعد تلك المرتقب إنجازها في آنفا بالمركز المالي للدار البيضاء "كازا سيتي فينونسيير" على امتداد 50 هكتارا. كما تم استصلاح العديد من الحدائق القائمة منها حديقة لارميتاج (18 هكتارا) وحديقة عين السبع (12 هكتارا) وأخرى ممن لا يتجاوز مجالها 10 هكتارات.