شن تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوما "مفاجئا" بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في ريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم "استطاع السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة والإسلامية في تقدم هو الأبرز للجهاديين في المنطقة منذ العام 2014". وتمكن التنظيم بهذا التقدم من "قطع طرق الإمداد الواصلة بين مدينة إعزاز ومدينة مارع" ثاني أكبر المعاقل المتبيقة للفصائل في محافظة حلب بعد إعزاز، وفق المرصد. وأشار تنظيم "الدولة الإسلامية" في بيان تناقلته مواقع وحسابات جهادية الجمعة إلى شن "هجوم مباغت والتسلل إلى عدد من القرى" تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي. وأوضح الناشط المعارض ومدير وكالة "شهبا برس" المحلية للأنباء القريبة من المعارضة مأمون الخطيب الموجود في إعزاز لوكالة فرانس برس الجمعة أن "التنظيم اجتاح المنطقة بأعداد كبيرة من المقاتلين بعد منتصف الليل". وأكد أن "مارع باتت محاصرة بشكل تام بعدما تمكن داعش من السيطرة على قريتين تقعان على الطريق الواصل بين مارع وإعزاز". وأضاف "قطعت الطرق كافة باتجاه مارع.. والوضع كارثي وصعب جدا مع وجود 15 ألف مدني محاصرين داخل المدينة بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، عدا عن العسكريين". تقع مارع في ريف حلب الشمالي، ولها رمزية خاصة بالنسبة للفصائل المقاتلة إذ خولتها في العام 2012 السيطرة على الأحياء الشرقية في مدينة حلب. وبات الجهاديون يحاصرون مارع من الجهتين الشمالية والشرقية فيما تحاصرها قوات سوريا الديمقراطية من الغرب وقوات النظام من الجنوب. ودفع هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المنظمات الإنسانية والناشطين المعارضين إلى إخلاء مخيمين على الأقل في منطقة إعزاز، لقربهما من مناطق الاشتباك، وفق الخطيب. وقال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود في الشرق الأوسط بابلو ماركو الجمعة إن المنظمة "اضطرت إلى إجلاء معظم المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة" الذي تديره في شمال سوريا بعدما وصلت المعارك على بعد "ثلاثة كيلومترات عنه". وأضاف "مع اقتراب الاقتتال لن يكون أمام الناس أي مكان للفرار". ويزداد الوضع الميداني والعسكري في محافظة حلب تعقيدا بعدما باتت مقسمة بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة إلى جانب الأكراد وتنظيم "الدولة الإسلامية". وأبدت منظمة أطباء بلا حدود في بيان "قلقها الشديد" إزاء "مصير... ما يقدر بمئة ألف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات" بين تنظيم "الدولة الإسلامية" والفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي. وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من جهتها إلى أن عدد العالقين قرب الحدود التركية قد يصل إلى 165 ألف سوري، وفق تغريدة للباحث في المنظمة جيري سمبسون على موقع تويتر.