يعترض أهل السياسة و التحزب في طبرق و مجلسها النيابي على مسمى قوات الرئاسة الليبية أو قوات حكومة الوفاق، فهي في نظرهم عنوان تدليس جديد لقوات فجر ليبيا المناوئة لهم، و يشاغب هؤلاء من أجل شخصية هي في نظر البعض معضلة التوافق الحالي، العسكري حفتر، سيسي ليبيا المنتظر، يحمل بخلفيته العسكرية أحلاما وأدها معمر مع حرب تشاد. في الشرق يقف الرجل ببزته العسكرية، ضد طموحات الإخوان في ليبيا و ضد الحركات الإسلامية المتطرفة، كما يسميها هو، في حربه في بنغازي، مدعوما من جهات إقليمية أبرزها مصر و الأردن و الإمارات ضد حكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، و التي من الممكن أنها فرضت لنفسها مكانا في طرابلس رغم سيطرة معارضيها من قوى المؤتمر و حكومته، جراء اتفاقات إقليمية بين الغرب الداعم لكوبلر و بين قوى كتركيا و قطر الداعمة لقوى طرابلس المهيمنة، خطة كوبلر في فرض حكومة الوفاق نجحت في سحب البساط من المؤتمر و حكومته و تحولها من حكومة صورية إلى حكومة بوزرات و بتأييد من مؤسسات مالية ليبية كبرى كانت على حياد و بقوات مسلحة هي الآن قوات الرئاسة المحاربة لداعش. في التسمية الجديدة، كما يرى الشرق السياسي، نجحت قوات فجر ليبيا و ميلشيا مصراتة من كسب شرعية دولية، كانت إلى وقت غريب تحتاجها و هي المرفوضة المحاصرة من الغرب و المنتظم الدولي، الذي كان يعترف بحكومة الإنقاذ بطبرق. الآن، ووفق الدعاية الإعلامية التي تسوقها الجزيرة مثلا، و التي تشابه إلى حد ما سوقته لنهضة الثوار الأحرار ضد كتائب معمر من اجدابيا إلى البريقة و المدن الساحلية كما كنا نتابع بشغف بطولات خداعة....، تصنع الجزيرة و قنوات إعلامية مشابهة نصرا و شرعية لقوات فجر ليبيا، من خلال حربها ضد داعش، هذا ما يزعج الجناح المنافس على الشرعية، الجيش الليبي كما تسميه قناة العربية و بقيادة حفتر. الطرفان يصنعان المشهد الليبي المنافس، و يجعلان من حرب داعش حجة الشرعية. و من خارج القوتين حلفاء متنافسون يجعلون من ليبيا أولوية لا كاليمن مثلا أو حتى سوريا... ليبيا، رقعة لصراع أربعة قوى تقريبا، ليبيا بروابطها التاريخية و الإقتصادية و السياسية مع كل من مصر و تركيا و ايطاليا و الجزائر علاوة على القوى الغربية و الإقليمية المنافسة التي تبحث عن موطأ قدم في ليبيا ، هي حلبة لصراع إرادات تحكم، ماكانت ليبيا في فترة من التاريخ القريب لتصنع لنفسها حكومة و سلطة قوية توسعية، وحين كان لها ذلك حكمها رجل أخرق، و الأخرق أودعها لقوى مناطقية متناحرة و لسياسيين و عسكريين استقدموا بأحلامهم من أرشيف الضباط الأحرار.....