حذرت دراسة فرنسية حديثة من الخداع في أدوات أطباء الأسنان النظيفة، مشيرة إلى أن أجهزة التعقيم والتطهير تعجز عن القضاء على البكتيريا الموجودة في مياه التنظيف بوحدة الأسنان بشكل نهائي. واختبر باحثون بجامعة بواتييه الفرنسية مدى تأثير المواد المعقمة والمطهرة على البكتيريا والفطريات والميكروبات الموجودة في مياه التنظيف وعلى المعدات بعد خروجها من أفواه المرضى، فتبين عدم قدرتها على التخلص منها نهائياً وبقاء بعض البكتيريا. وأوضحت الدراسة أن الأغشية الحيوية الرقيقة للكائنات المجهرية والبكتيريا، المعروفة ب"البيوفيلم"، هي عبارة عن طبقات حماية تسمح للبكتيريا الموجودة بداخلها بالتفاعل والتعاون لزيادة مقاومتها ضد المنظفات، وبالتالي يصعب إزالتها بشكل كامل، ما يسمح بانتقالها من مريض لآخر، على الرغم من التأكد من تعقيم الأدوات. وأشار باحثون إلى أن مادة الكالبينيوم المستخدمة في تطهير وتعقيم أدوات ومعدات طبيب الأسنان تعد الأكثر فعالية في التطهير، فهي توقف نمو وتشكل البيوفيلمات الجديدة، لكنها في الوقت ذاته لا تتخلص من أميبيات الحركة الحية، إذ تظل باقية في ماء وحدة الأسنان. وخلصت الدراسة إلى أن على الرغم الافتقار لمواد معقمة ومطهرة بشكل تام للبكتيريا ولها تأثير فعال كامل، إلا أنها تنصح العاملين في مستشفيات الأسنان بالالتزام باستخدام المواد المطهرة في التعقيم كعامل وقائي واحترازي لحماية المرضى والطبيب أيضاً، وعدم الاقتصار على تنظيفها فقط، وشددت على تجنب استخدام المياه الراكدة، حيث تنمو بداخلها الميكروبات والبكتيريا، والاعتماد بدلاً منها على مياه ذات جودة عالية في وحدات الأسنان.