حاول عدد من الخطباء تنبيه المصلين في خطبهم ليوم الجمعة 22 يناير 2016، إلى بعض من الأسباب المؤدية لمنع الغيث وتأخر المطر من وجهة نظر شرعية.. فالمطر نعمة من نعم العزيز الكريم، ومنعه أو تأخره له أسباب من بينها: الذنوب والمعاصي ، وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله، فأقبل علينا رسول الله (ص) بوجهه فقال : (( يا معشر المهاجرين ، خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن ؛ ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها ، إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولا نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ، ومالم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم )). وقد جاء في هذا الحديث أمران بهما يمنع القطر من السماء، و يحصل الجدب والقحط في الأرض . الأمر الأول: لم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، والأخذ بالسنين أحد أنواع البلاء والعذاب، كما قال تعالى عن عذاب آل فرعون في الدنيا: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذّكرون) . ما هو نقص المكيال والميزان؟ نقص المكيال والميزان هو التطفيف، فإن كان الأمر له استوفى حقه بالكامل، وإن كان الأمر لغيره بخسه حقه. ثم قال صلى الله عليه وسلم : (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء) .. هذا هو السبب الثاني لتأخر نزول الغيث من السماء، يكنزون الأموال ولا يخرجون حق الله فيها، وإن أخرجوا، أخرجوا دون ما أمر الله به. ويقول مجاهد رحمه الله : إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر تقول : هذا بشؤم معصية ابن آدم.