نسخة القرآن التي يعود عمرها إلى أكثر من 1370 عاماً، والتي عثر عليها الصيف الماضي بأحد أقبية مكتبة جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة ربما تعود إلى أبي بكر الصديق، هذا ما أكده المدير التنفيذي في "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم" الباحث جمال بن حواريب لعدد من وسائل الإعلام الغربية، ونقله موقع "De redactie" البلجيكي الإخباري أمس الخميس. كان الخبر قد شاع في وسائل الإعلام العالمية خلال أشهر الصيف الماضية، ومفاده أنه تم العثور على مخطوطة للقرآن الكريم مكتوبة على صفحتين بخط الحجاز بجامعة برمنغهام تضم صفحتين فقط، وتبيّن بعد فحصها بتقنية الكربون المشع أن عمرها يبلغ نحو 1370 عاماً، وهو ما قد يجعلها من أقدم نسخ المصحف المتبقية في العالم. وفي ثنايا الخبر الذي شاع قبل أشهر نقرأ أن الدكتورة ألبا فيديلي، والتي كانت تدرس بعض مخطوطات الشرق الأوسط كجزء من بحثها لنيل شهادة الدكتوراة، عثرت على صحفتين من مصحف غير معرّفتين تعودان لأواخر القرن السابع الميلادي، وهو ما دفعها لعمل فحص باستخدام الكربون المشع في وحدة متخصصة بجامعة أكسفورد، وتبين بعد الفحص أن تاريخ المخطوطة يعود للفترة بين عامي 568 و645 ميلادياً بنسبة دقة 95.4%. المخطوطة تتكون من صفحتين من المصحف الشريف وتحتوى الصفحة الأولى منها على عدة آيات قرآنية تبدأ من الآية رقم 22 إلى الآية رقم 31 من سورة الكهف، أما الصفحة الثانية فتشتمل على جزئين من النصوص بينهم فاصل، الجزء الأعلى عبارة عن الآيات الخمس الأخيرة من سورة مريم، والجزء الثاني من نفس الصفحة يحتوي على بدايات سورة طه. وبحسب الموقع الإخباري البلجيكي فقد أعلن الباحث الإماراتي جمال بن حريب أن المخطوطة النادرة تعود إلى رفيق النبي محمد الصحابي الجليل أبو بكر الصديق عليه السلام، ونقل الموقع على لسان الباحث الإماراتي قوله: "إن هذه المخطوطة ربما تكون الجزء الوحيد المتبقي من أقدم نسخة للقرآن الكريم، كان رسول الله عهد بها إلى صاحبه الأمين أبو بكر للحفاظ عليها، بدليل الطريقة الأنيقة التي كتبت بها الآيات، والأحبار الخاصة المستخدمة في الكتابة"، واعتبر جمال بن حواريب أن هذه المخطوطة النادرة: "هي أساس الإسلام، وأساس من القرآن الكريم، وهذا يعني ثورة في الدراسات الإسلامية". ويشير موقع "De redactie" البلجيكي في تقريره المستفيض عن المخطوطة النادرة، إلى أن هاتين الصفحتين اللتين عثر عليهما في جامعة برنغهام البريطانية ليستا الأقدم من نسخ القرآن الكريم، حيث يؤكد مؤرخ القرآن الفرنسي فرانسواز دورشيه على أن "المكتبة الفرنسية الرسمية تمتلك أيضاً العديد من المخطوطات المتشابهة من القرآن الكريم، والتي سرقت في بدايات القرن التاسع عشر بواسطة آسيلين دو شيرفيه Asselin de Cherville من جامع عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط بالقاهرة، حيث كان دو شيرفيه نائباً للقنصل الفرنسي على مصر إبان فترة وجود نابليون بونابرت وجيوشه في القاهرة". ويشير الموقع البلجيكي إلى أن الأمر ربما يحتمل تأويلاً آخر، وتأكيداً على ذلك يذكر ما قاله البروفيسور ديفيد توماس من جامعة برمنغهام: "الفحص الذي تم باستخدام الكربون المشع في وحدة متخصصة بجامعة أكسفورد، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن تاريخ المخطوطة يعود للفترة بين عامي 568 و645 ميلادياً، هذا صحيح، ولكن هذا الفحص يتحدث عن عمر الرق الذي كتبت عليه آيات القرآن، ولا يثبت شيئاً عن زمن الكتابة على هذا الرق"! هذا التحفظ المتشكك يدفع البروفيسور الإنجليزي ديفيد توماس المتخصص في المخطوطات الإسلامية بجامعة برمنغهام إلى الاعتقاد بأن المخطوطة التي عثر عليها مؤخراً تعود إلى الفترة بين 650 و 655 ميلادياً، وهي الفترة التي بدأ فيها عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين جمع القرآن الكريم للمرة الأولى، كما يعتقد بصحة الرأي القائل بأن هذه المخطوطة النادرة إنما كتبت خصيصاً لمسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط بالقاهرة، وتم جلبها إلى أوروبا على يد علماء حملة نابليون بونابرت على مصر أوائل القرن التاسع عشر.