أرجعت نتائج دراسة جديدة معظم أسباب الإصابة بالسرطان إلى نمط الحياة وليس سوء الحظ، على عكس ما كانت اقترحته دراسة سابقة نُشرت مطلع العام الحالي في مجلة "ساينس".أفادت الدراسة الأحدث التي أعدها علماء من جامعة ستوني بروك في نيويورك أن ما بين 70 و90 بالمائة من الحالات المصابة بالسرطان ترجع إلى سلوكيات نمط الحياة والمؤثرات البيئية كانت الدراسة السابقة التي أجراها علماء من جامعة جونز هوبكنز قد أرجعت 65 بالمائة من حالات السرطان إلى طفرات عشوائية في الدي إن أيه، وقالت إن ال 35 بالمائة المتبقية ترجع إلى مزيج من هذه الطفرات والعوامل البيئية والوراثية. نشرت الدراسة الجديدة مجلة "نيتشر"، واستخدم البروفيسور يوسف حنون المشرف على الدراسة من مركز العلوم الصحية في ستوني بروك وزميله الباحث سونغ ووه 4 أساليب تحليلية متميزة لتحليل نفس البيانات التي اعتمد عليها الباحثون في الدراسة السابقة التي نشرتها مجلة "ساينس"! وجد الباحثون أن معظم حالات السرطان بما في ذلك أورام الرئة والقولون والمستقيم والمثانة والغدة الدرقية تعود إلى طفرات ناجمة عن عوامل خارجية. كذلك كشف تحليل الباحثين عن وجود أدلة وبائية قوية تدعم فرضية دور العوامل الخارجية في تطور مرض السرطان. بينت النتائج أن المهاجرين الذين انتقلوا من دول تقل فيها الإصابة بالسرطان إلى دول ترتفع فيها الإصابة بهذه الأمراض سرعان ما زادت مخاطر الإصابة لديهم، ما يشير إلى أن العوامل الخارجية هي المسؤولة عن الإصابات بدرجة كبيرة. علّق البروفيسور يوسف حنون على النتائج ل "بي بي سي" قائلاً: "لا يستطيع الناس الاختباء وراء سوء الحظ بعد ما تم التوصل إليه. لايزال هناك عامل للحظ فليس كل مدخن يصاب بالسرطان، لكن التدخين مثلاً يزيد احتمالات الإصابة، ومن وجهة نظر الصحة العامة نريد إزالة أكبر عدد من مسببات الخطر".